كرم المركز الاسلامي الثقافي في فندق “لانكستر- الروشة” نقيب الصحافة السابق محمد البعلبكي، الدكتور محمد المجذوب والدكتورة لواحظ مسيكة.
النشيد الوطني، ثم تحدث امين عام اتحاد الكتاب اللبنانيين الدكتور وجيه فانوس فقال: “نلتقي اليوم لنرحب بنقيب الصحافة الكبير والعريق وصاحب المبادىء الاساسية، طالب العلم الديني ثم تحول الى العلم المدني، ثم تفرغ للقلم والصحافة ليعطي جل حياته، انه النقيب محمد البعلبكي، العريق والحبيب والزميل ورئيس شرف للمركز الاسلامية الثقافي”.
أضاف: “اما الرجل الثاني الذي نحتفي يه اليوم هو الدكتور محمد المجذوب الذي ندعو له بالشفاء. العميد مجذوب تولى مهاما وحافظ على الامانة وخاصة يوم كان عضوا في المجلس الدستوري فحفظ الدستور ولم ينس يوما ان الوطنية لا تكون الا بالعروبة، فآمن بها وعمل لها.
اما المكرمة الثالثة فهي الدكتورة لواحظ مسيكة وكانت اول من حمل دكتوراه في العلوم من فرنسا، وقد ساهمت مساهمة اساسية في تأسيس الجامعة اللبنانية”.
رزق
بعد ذلك، تحدث الوزير الاسبق ادمون رزق، فقال: “لبنان القيم والمثل والدولة الوطنية والفكر والرسالة هو بألف خير، ان الشراكة غير المحاصصة والطائف غير الطائفية. والتعدد غير الاحادية، هذا هو لبنان، وموجود في المركز الاسلامي الثقافي وكما في رحاب اي مركز ثقافي”.
وعن البعلبكي قال: “لقد تخطى مدلولات اللقب الى رمزية الاسم، مضيفا الى الزمالة معاني الاخوة. انه أحد آباء الصحافة اللبنانية التي اعلت قباب الحرية في دنيا العرب”. وتابع: “منذ الفتوة هو صاحب قلم ومقال. فنان تواصل اجتماعي الى اتقان مهني، متوج بحس وطني انتماء وعروبة انتسابا”.
وقال: “محمد البعلبكي زاده علم وفقه، لغة وعقيدة وكف نظيف، جمع ايام الجمعة والاحاد معا، والتزم الموقف الشجاع وصراخه ابدا مستقيم والطبع رضا وسماح بدون زهو، زادته الايام حكمة وحنكة”.
مرهج
ثم تحدث الوزير الاسبق بشاره مرهج عن الدكتور محمد المجذوب، متنميا لو انه موجود في الحفل، وقال: “انه صاحب الاخلاق الرفيعة واليد الناصعة والنفس الرضية، وانه الاستاذ العريق بفضائل العلماء، مفطور على الود والسماحة، يجعلك تكتشف روعة الخلق وقيمة الانسان في هذا الكون”.
أضاف: “لقد فضل طيلة حياته التمسك بالقيم مترفعا عن المكاسب الصغيرة. كان وثيق الصلة بالعلم والكتب والمعرفة، وصياغة الأفكار والدستور وصيانة الوطن. إنه ناسك من العصور الغابرة، وهو يعيش بيننا يثري مجتمعنا. هو من أصحاب العقول النيرة والبعيد عن حياة الاستهلاك وفي تصرفاته تشرق الفضائل”.
وأشار الى محضره “الساطع والرفيع”، وقال: “إنه محضر العلماء، والذي لا يتحدث عن المستقبل بعبارات جوفاء، إنما يستحضره بالأفكار والبناء، وهو بهذا المعنى يمثل فكرة الأمل لنا”.
وتابع: “ان تجربته هي تجربة مثيرة وفريدة، وأجمل ما فيها أنها تعزز الثقة بأمتنا التي ينهشها الاستعمار الخارجي والاستبداد الداخلي”.
مسيكة
وأخيرا تحدثت رئيسة اللجنة النسائية في المركز الاسلامي الثقافي الدكتورة فتنة مسيكة التي تحدثت عن الدكتورة لواحظ مسيكة. وقالت: شقيقتي لواحظ من الذين رسم لهم القدر محطات في مسيرة حياتها الناجحة. نشأت في بيت محب للعطاء”.
وأشارت الى نجاحها العالمي “يوم كان تعليم البنات محظورا، الى أن احتلت لائحة الشرف في كل مرحلة من مراحل التعليم التي واكبتها”.
وقالت: “لقد احتلت المرتبة الأولى في لبنان شهادة السرتفيكا، بعدها فازت بجائزة شرف في نهاية كل عام دراسي، الى أن التحقت بدار المعلمين والمعلمات وكانت تحتل المرتبة الأولى. ودرست في دار المعلمين ونالت شهادة البكالوريا بقسميها الأول والثاني، وتخرجت لتمارس التعليم في المواد العلمية”.
وذكرت ان “وزير التربية في بيروت العام 1948 الأمير رؤوف أبي اللمع أبلغها ان الدولة اللبنانية قررت منحها منحة دراسية جامعية الى باريس للدراسة، فكان ترحيب من والدها وانتقاد من آخرين في مدينة طرابلس بسبب السفر لمفردها، مما جعل الوالد يدور في حال من التردد والحيرة الى أن استقر رأيه على سفرها”.
وتابعت: “في باريس تفوقت في كلية العلوم في السوربون وبدرجات عالية وتخرجت منها العام 1951، ثم عادت الى لبنان، وعملت في التدريس وعلى تطوير تعزيز العلم العالي وتنشيط البحث العلمي، وساهمت مع زملائها بتأسيس الجامعة اللبنانية، والتدريس فيها”. كما أشارت الى الأبحاث العلمية التي نشرتها في لبنان وفي فرنسا، وفي تمثيلها للمؤتمرات العلمية في الخارج، وممارسة نشاطها الاجتماعي.