لقاء مع الكاتب أحمد محسن مؤلف “وارسو قبل قليل” و”صانع الألعاب”

ahmad mohsen

نظمت “دار نوفل – هاشيت أنطوان” ونادي Bookoholics للقراءة للنشر لقاء مع الكاتب اللبناني أحمد محسن، صاحب روايتي “وارسو قبل قليل” (2015)، و”صانع الألعاب” (2013)، في مكتبة أنطوان – أسواق بيروت.

 أحمد محسن كاتب لبناني من مواليد العام 1984. إلى جانب عمله في الصحافة المحلية منذ تخرّجه من كلية الإقتصاد في الجامعة العربية ببيروت، نشر نصوصًا أدبية وقصائد في مطبوعاتٍ أدبية وثقافية متخصّصة. له روايتان، الأحدث هي “وارسو قبل قليل”(2015) وقد أدرجت على اللائحة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية للعام الحالي (المعروفة بالبوكر العربية). أما روايته الأولى “صانع الألعاب” (2013)، فقد أدرجت على اللائحة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب 2014 ، فرع المؤلف الشاب.

 قال عنه الشاعر الراحل أنسي الحاج: “هذا كاتب يولد. كاتب قصّة وشاعر. متمرّد ورقيق. شفّاف مقهور قاهر. شراراته منه وفيه”.

guilaf warso

 “وارسو قبل قليل”

ليس فريدريك شوبان بطل هذه الرواية، لكنه روحها، يظهر فيها عابراً بين عابرين. يوزيف، اليهودي الذي وفّره الموت النازي في بولندا سكن منزل شوبان، وشوبان سكن روحه.

لاحقًا، سيهجر اليهودي التائه وارسو مدينةً تتعثّر بذاكرتها، كما سيرفض الانتماء لوطنٍ مستحدَث جعل من ضحايا أبناء جلدته جلادين، لينتهي به المطاف في بيروت البعيدة، حيث يقيم ويُنشئ

شيئاً يشبه العائلة.

عائلةٌ لن يبقى منها سوى حفيد. جوزيف، الذي ستعزف أنامله مجدّدًا، على أرضٍ أخرى وفي زمنٍ آخر، لحن الموت.

هذه رواية عن بطل في زمن تشوّهت فيه معاني البطولة، وعن حفيد ورث روح عازفٍ ورقّة ضحية، فتمزّق بين وطنين وهويتين و… أكثر من امرأتين.

جوزيف ورث كلّ أسئلة الهوية عن جده. ورث عنه التيه، كما ورثته بيروت عن وارسو.

guilaf sane3 al al3ab

  “صانع الألعاب”

أذكر أنّهم جرّبوني مدافعًا، فنجحت لأسبوعين، إلّا أنّي بدأت أشعر بالملل في مركز قلب الدفاع. كنت شرسًا على عكس ما تُنبىء به ملامحي، ولكنّ ابتعادي عن مرمى الخصم كان يوتّرني. المهاجمون بلا رحمة لكنّ المدافعين ضَيَّقوا الأفق. هم أقرب إلى العشوائية في اللعب. وأخيرًا، ثبّتوني في مركز صانع الألعاب. مَن يلعب في هذا الموقع يلعب في كلّ المواقع، حتّى خارج الملعب. يجمع اللاعبين على خطٍّ واحد كأنّه نور يمشون خلفه. يوزّع الأدوار على الأوركسترا: أنتَ وظيفتك كذا، وأنتَ مهمّتك كذا. يهيّج الجماهير ويطيّب خواطرها بحركتَين إن لزم الأمر. رأيتُ ذلك بعينيَّ: المايسترو. رأيتُه في ملعب الراية. لم تكن ثيابه رياضيّة، وكان لاعبًا بلا رقم.

اترك رد