“الحركة والسكون / الإعلام والقضاء”، كتاب جديد لرمزي ج. النجار صدر عن “دار نوفل / هاشيت أنطوان”، مرفقاً بنسخته الإنكليزية “The right not to remain Silent”
يلقي هذا الكتاب الضوء على أهمية تكامل الإعلام والتواصل مع أكثر إنجازات البشر نبلاً وشرفاً أي القانون والقضاء ومسيرة إرساء العدالة وتنقية الإنسانية من الجريمة والقهر والظلم.
ويدرس الكتاب العلاقة بين القضاء والإعلام باعتبارها علاقة “تكاملية” في كيان الديموقراطية القائمة على أربعة أركان هي: السلطات المنفصلة في أدائها، الموحدة في غايتها؛ أي السلطات: التشريعية والتنفيذية والقضائية والإعلامية، وهذه الأخيرة تشكّل جوهر المساءلة والمحاسبة ومبرر وجود “حكم الشعب للشعب”.
ويهدف كتاب “الحركة والسكون” إلى اختراق الخواء في المكتبة الأكاديميّة والمهنيّة وسدّ جوعها المزمن لمثل هذه المؤلفات المتخصّصة في حقل الإعلام والتواصل.
يتألف الكتاب، الذي يقع في 424 صفحة، من سبعة فصول تتناول: القضاء من الولادة حتى اليوم عبر المحطات المفصلية/ والقضاء والإعلام عبر التاريخ/ ثنائيات القضاء من ظلال الإعلام/ القضاء كما الإعلام: من الشرعة الأخلاقية إلى الضوابط/ لماذا يتواصل القضاء؟ لماذا تحتاج السلطة القضائيّة إلى التواصل؟/ استراتيجيّة القضاء التواصليّة: نموذج مفصّل ومعزّز/ الاستشراف: الحاضر يُحاكم الماضي، وفي هذا الفصل يتطرّق الكاتب الى محاكمة صدام حسين، ومحكامن ما بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، كما يضم الكتاب ملحقا بالمراجع العربية والاجنبية التي اعتمدها النجار لإنجاز هذا الكتاب – المرجع.
* * *
الغاية والهدف
غاية هذا الكتاب أن يُرفع الساتر بين القضاء والإعلام؛ إذ من الحتميّ أن نُلِمَّ بأسلوب القضاء والقانون في اعتماده الإعلام والتواصل… كيف يستخدمه؟ متى؟ لماذا؟ هل هو في محاكاة مع أدوات العصر وتكنولوجيّاته؟ كيف يبرّر القضاء مقولته “لا أحد مبرّرٌ له أن يجهل القوانين”، إذا هو لم يعتمد التواصل والإعلام والإعلان كي يجعل كلّ الناس على علم ومن دون جهل بهذه القوانين؟ كيف “للمغفَّلين” أن يَحموا أنفسهم من “الغفلة” في غياب إعلام وتواصل وإعلان؟
على هذا المبدأ، واحترامًا للقاعدة الإعرابيّة التي لا تمنع لقاء الساكن بالمتحرّك، ولأنّ الإعلام حركة، والقضاء سكون: آن الأوان ليتفاعل القضاء مع الإعلام، والقانون مع التواصل، والمحاكم مع وسائل التكنولوجيا والاتصالات.
لقاء السلطة الثالثة أو القضاء مع السلطة الرابعة أي الإعلام والتواصل، هو لقاءٌ حتميّ حتّى لو تعمّد القضاء أن يبقيه مكتومًا وسرّيًا، لكنّ المنطق كما مبدأ التطوّر يؤكدان حتميّة هذا اللقاء، والتصاق الإعلام والتواصل مع أداء القضاء وحكم القانون.
ثمّة خيط فاصل بين حصافة القضاء وحصانته، وبين وقاحة الإعلام وانتشار التواصل الكوني، فيما يَسعى هذا الكتاب للإسهام في تحديد لون هذا الخيط الرفيع والدقيق، كما سيشدّ من وتره كي لا يُقطع، بقدر ما يعزف العلاقة العضويّة بين السلطتَيْن: القضائيّة والإعلاميّة.
ما زالت الصحافة منذ عصر “دريفوس” وعبر “أنا أتّهم” (J’accuse: Emile Zola) تؤثّر على القضاء، وما زال القانون يحكم على الإعلام بالمسموح والممنوع ويشرّع له ويحدّد ضوابطه. وما دام لا يحقّ للنائب في الديموقراطيّات المتطوّرة أن يجمع الوزارة مع النيابة احترامًا وتطبيقًا لمبدأ فصل السلطات، بينما لا مانع جوهريًّا يحول دون أن يؤلّف القاضي كتبًا وينشر بتوقيعه مقالات لا تناقض واجباته القضائيّة، وله حتمًا حقّ حريّة التعبير، ها هي السلطة الأولى أي التشريعيّة “ساكنٌ” ومثلها السلطة الثانية أي التنفيذيّة، فلا بأس من تطبيق قاعدة “منعًا لالتقاء الساكنَيْن”؛ بينما من الثابت أيضًا أنّ الإعلام “مُتحرّكٌ” والقضاء ساكن؛ إذاً لقاؤهما هو طبيعيّ وواجب.
* * *
رمزي ج. النجار
أسّس رمزي ج. النجّار شركة S2C في عام 2002 واضعًا نصب عينيه إحداث تغيير في المشهد العام لقطاع التواصل في المنطقة، من خلال تقديم المشورة الاستراتيجيّة لشركات عالميّة وإقليميّة ولجهات حكوميّة في دول المنطقة، في ما يتعلّق بسبل تقوية علاقاتها بالأطراف المعنيّة بها، وتعزيز مكاناتها وقدرتها على الاستمرار، وتحسين سمعتها. وتتضمّن شركته
(Strategic Communication Consultancy – S2C) فريق عمل من المحترفين ويشمل اختصاصها تقديم الاستشارات الاستراتيجيّة لتحقيق هذه الأهداف.
ويُعدّ رمزي ج. النجّار من المرجعيّات في صناعة الإعلام والإعلان في الشرق الأوسط، وله في مجالات التواصل خبرة طويلة تتجاوز العشرين عامًا، ساعد خلالها مجموعة كبيرة من المؤسّسات الحكوميّة والخاصّة على تغيير أساليبها ومضامينها التواصليّة، بحيث تكون بخدمة أهدافها الاستراتيجيّة، وتصبّ في خانة تحقيق هذه الأهداف. وقد طوّر رمزي ج. النجّار دور التواصل السياسيّ في المنطقة لتعزيز الحوار بين المواطنين والحكومات، وزيادة درجة الوعي بين شرائح المجتمع كافّة، وبناء الثقة والدعم، وتغيير المواقف والأداء والتشريعات وخيارات الحياة السياسيّة.
وقد حقّق رمزي ج. النجّار في هذا الإطار نجاحات عدّة باتت أمثلة ونماذج تُحتذى في المنطقة. ويستمرّ اليوم بتطوير قطاع التواصل في المنطقة، ويُعدّ رائدًا في هذا المجال، ويُشارك باستمرار، متحدّثًا ومُحاضرًا، في أهمّ مؤتمرات الأعمال والمنتديات التي تتناول موضوع التواصل.