«المورد العربي» أحدث قاموس للغة العربية المعاصرة

iskandar

اسكندر داغر ود. روحي بعلبكي

اسكندر داغر

(أديب وشاعر وصحافي)

صدر المؤلف المعجمي المشهور الدكتور روحي البعلبكي قاموسه الأخير (عربي – عربي) بعنوان «المورد العربي، قاموس اللغة العربية المعاصرة مع كل المترادفات»، وذلك بعد سلسلة من القواميس التي أغنى بها المكتبة العربية ومنها «المورد عربي – انكليزي»، و«المورد الثلاثي عربي – انكليزي – فرنسي»، و«المورد المصوّر للطلاب»، وغيرها كثير.
وبمناسبة صدور قاموس «المورد العربي» (1460 صفحة، دار العلم للملايين، بيروت، هاتف: 306666-009611) كان لنا لقاء مع المؤلف الدكتور روحي البعلبكي حول محتويات هذا العمل الضخم ومميزاته الأساسية.

بدايةً لماذا قاموس جديد للغة العربية؟

لأنه حاجة ماسَّة لكل مستخدمي اللغة العربية اليوم. إن ما بين أيدي القراء من قواميس عربية لا يلبي أيّاً من احتياجاتهم الراهنة في مختلف مناحي المعرفة.

لقد توقف تطور القاموس العربي التقليدي عند نقطة تاريخية معينة ولم يتجاوزها على الرغم من تبدل الزمن وتغير الاتجاهات. بكلام آخر، نحن نحتاج الى عمل معجمي حديث يعبّر عن الواقع الحالي في مطلع القرن الحادي والعشرين، قاموس حركي غير سكوني، قاموس لا يحبس اللغة في عصور سالفة.

إذا كانت الحياة تفرض تطوراً لغوياً، فإن على مؤلف القاموس الحديث أن يبلور ذلك ويجسده من خلال العمل المعجمي، فكيف تولّيتم هذه المهمة الصعبة، لا سيما وأن الواضح أن «المورد العربي» هو بحق قاموس العصر المميز؟

خلال ثلاثة عشر عاماً تابعتُ العمل المتواصل بشكل يومي وشبه متفرغ منكباً على وضع هذا المعجم الذي يزخر بالمعاني الحديثة والدلالات الواضحة لكي أقدم للقارىء لغته العربية بثوبها العصري المتجدد من غير أن أهمل ثوابت اللغة العربية التراثية المتوارثة والمتناقلة عبر الأجيال.

كانت خطتي تقضي بتأليف قاموس عربي يواكب العصر ويساعد القارىء على فهم دقائق اللغة وجزئياتها وفقاًلاستعمالاتها الحالية ومصطلحاتها العلمية والتقنية الحديثة، أي أن أضع قاموساً للحياة المعاصرة.

guilaf mawred

غلاف المورد االعربي

وما حكاية المكنز اللغوي الذي استعنتم به لرصد الكلمات ومدى تواترها وشيوعها؟

لقد اعتمدتُ بالفعل على مَكْنَز لغوي مستفيض هو عبارة عن مسح إحصائي بوتيرة تكرار الكلمات حسبما تم تداولها في الكتب والصحف والمجلات العربية التي صدرت في المئة سنة الأخيرة.

إن وظيفة المكنز اللغوي هي أن يدلّك على مدى شيوع اللفظة او إغفال استعمالها. فاللفظة تعيش وتموت، وفقاً للاستعمال أو الاهمال. وهكذا تنمو اللغة وتتجدد من ناحية، وتخلع عنها المفردات البالية والمهجورة من ناحية ثانية.

على هذا الأساس، يمكننا أن نعلم ليس حاجات الناطقين باللغة فحسب، بل أن نعلم أيضًا كيفية تطور الدلالة مع الزمن ودخول معانٍ مستحدثة لا بد أن تطرأ وتستجد وفقاً للاستعمال.

هل لك يا دكتور أن تختصر لنا أهم ميزات «المورد العربي» لكي يتبين القارىء مدى أهمية هذا العمل؟

إن من أهم ميزات «المورد العربي» ما يأتي:

1- يقدم اللغة المعاصرة لأول مرة والى جانبها اللغة التراثية في شكل متجانس ومتساوق.

2- يشتمل على المادة المعجمية الضرورية لعالمنا اليوم بمختلف صيغها وتراكيبها ومعانيها الجديدة، وفي شتى سياقاتها وعلاقاتها واستعمالاتها الحية.

3- يتضمن تعريفاً دقيقاً لكل فرع من فروع الكلمة يتسم بالشرح الوافي والصياغة العلمية المتطورة بروح العصر لا الماضي ووفقاً لمعايير صناعة المعاجم العالمية.

4- يورد مجموعة واسعة جداً من المترادفات والكلمات ذات المعاني المشتركة أو المتقاربة، وذلك للمرة الأولى في صناعة تأليف المعاجم العربية.

5- يقدم نماذج لغوية مفيدة تبيّن أساليب استعمال الكلمة ومختلف أوجه التعبير البلاغي والأدبي بها.

6- يعتمد الترتيب الأبجدي ويحرّك كل كلمة تحريكاً كاملاً.

7- يتضمن إحالات الى الكلمات الأم أو المرجعيات الأساسية التي تُطبع بحرف أسود بارز ليعود إليها من يبتغي تفاصيل أوفى أو مترادفات أغزر.

8- يحتوي على التعابير الاصطلاحية الضرورية ومختلف المشتقات والمصادر.

9- إنه بإيجاز قاموس اللغة العربية المعاصرة الذي ستجدون فيه ما لا تجدونه في أي قاموس آخر.

******

(*) مجلة الأسبوع العربي 

اترك رد