جورج شامي
(أديب وروائي- لبنان)
“لا شيء أسوأ من خيانة القلم… فالرصاص الغادر قد يقتل أفراداً، بينما القلم الخائن قد يقتل أمماً”
انطلاقاً من هذا القول الصادر عن ثائر نادر من صنف تشي غيفارا خبر النضال بايديولوجية المؤمن بثورته، أتساءل في هذه العشية المرتبكة بضبابية قاتلة: في أي موقع نحن الآن؟
وبأي قلم نكتب دفاعاً عن الحريّة والوطن والكيان؟
وبأي نوع من الصمود نواجه خيانة القلم المتآمر مع الرصاص الغادر الذي يُصوّبُ إلينا من كل فجّ عميق؟!
وحول أي مدار صحراوي النسب ندور؟
وأي برج ننشد: برج العرب أم برج بابل؟
أيها الغني بعطائه…
هذا الجنى الذي جمعته ربعاً يهادن ربعاً… وكدّسته ثروة تتحدى بها آلاف الثروات من نوعها في عالم الكلمة.. صدّقنى إذا بحت لك بأنك قد هيّجت أشجاني… وعاد بي صنيعك المدلّل هذا… خمسين سنة الى الوراء… وتحديداً إلى شهر آب اللهّاب من عام 1965 يوم انتدبت لأقوم بأول مهمة صحافية في عالم المشيخات المتصالحة استمرت شهراً… بدأت في مشيخة البحرين عهد الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة التي صارت مملكة، ثم قطر… عهد الشيخ أحمد بن علي وبعدهما أبو ظبي عهد الشيخ زايد، ودبي عهد الشيخ سعيد المكتوم، والشارقة عهد الشيخ صقر القاسمي، والفجيرة، وعجمان، ورأس الخيمة وأم القيوين… أستظل من الرمضاء بسنام بعير رابض على صبره… يجترّ لعاب أمعائه… وأستجير بالخواء الداكن، كل حبة رمل فيه جمرة تلسع وتحرق!
يدهشني ويفرحني بعد ثمانية عشر صنيعاً يشكلون حبّات سبحة الوردية في محراب صلاتك أنك ما زلت تنتج وتتألق وتفاجئ ولا تتأفف وتواصل المسيرة بهمّة فتى أغر، لا يضّرسه وهن النهايات حتى الحميدة منها؟ وأنت على يقين أكيد أن المعرفة لا تحدّ بقيود محسوسة بل هي خارجة عن مدار الزمان والمكان… وكلما حاولنا الاقتراب منها اصطدمنا بعجزنا وقصورنا ومحدوديتنا!
هذا الواقع جعلني، منذ اللحظة الأولى أتساءل: لماذا وقع اختيارك عليّ أنا العجوز، شبه الكفيف، لأكون في عداد هذه الباقة من الكرام، الملتفة حولك ولماذا سقطتُ في التجربة فاستسلمتُ لرغباتك مع يقيني التام بأنك تعرف أنني عاجز عن أن أكون عادلاً على الرغم من المحبة التي أكنّها لك!
صدقوني إذا بحت لكم بسرّ: أن العجب يملّكني وأنا أتمثل صديقي جورج داعية روحانياً بمسوح النسّاك، ويستر عريه الأرضي بغطاء من الكتان كواحد من بوذيي التيبت أو فقراء الهندوس!
وأن العجب تملكّني الى حدّ الدهشة حين علمت أن جورج نام في فراش وثير في جيرة برج العرب في حماية سوبرمان وتدّثر بغطائه كي يحميه من أيّة نازلة تنزل بالبرج لا سمح الله وأن “أحفاده وحفيداته وحفدائه وحفداؤه” كما يحلو له، كانوا حرّاسه، حماهم الله يلاعبون “ميكي موس”، و”توم اند جيري” و”سبيسدرمان” ويلهون متجاهلين ذاك الصقر الرابض على أعلى نقطة في البرج يترصّد الطرائد لينقّض عليها ويميتها أبشع ميتة! ويقضم ظهور النواريس البريئة!
وأنا أعترف لكم أنّ احساساً غريباً قد ألمّ بي وهو حالة استثنائية قلما شعرت بها من قبل، تشبه الى حدّ بعيد تلك الحالات التي يلتقطها القلب. ولنقل اللاوعي أو القدرة الخفيّة على تحسس أشياء لا نراها ولا نسمعها ولا نشمها ولا نلمسها ولا نتذوقها…
وأعتقد أنني أواجه تلك الحالة تتجسّد أمامي ومعي في مضمون ما قرأت واستعدت قراءته مرتين في هذا الكتاب.. وأنا الآن في مأزق!
من جهة لا أريد حرمان القارئ أو المستمع من التمتع بشيء جميل لا يحصل، ربما، إلا في ما ندر، أو مرة واحدة من العمر.
ومن جهة أخرى ثمة مشكلة، وهي أنني أمام عمل ابداعي بمقاييس استثنائية، إلاّ أنه لا يحظى بكامل الصفات التي ينشدها المبدعون ليفرضوا سحرهم وجاذبيتهم على العالم الذي يتوّجهون إليه.
* * *
صحيح أن جورج مغامس كائن بشري من متوسطي القامات ولكنه في الجوهر يتمتع بكامل الصفات التي يتمتع بها ذوو القامات المديدة في الأدب عموماً، ولا ينتقص من لمعات إبداعه كونه يعيش عصراً خرافياً متخلفاً بعض الشيء أقرب ما يكون إلى عصور اندثرت وطمسها النسيان والزحف الحضاري فهو ينتمي الى عهود الأمراء الذين تركوا بصمات مميزة على هذا اللون من القصص الغني بنبرات الإبداع التأسيسي لا الى الذين اكتسحوا في ما بعد هذا العالم بغزو اشبه ما يكون بغزو التتار، فمزقوا المشاعر، وهدموا القصور واجتاحوا السهوب… وعقموا الخصب ونقضوا الرسالات… وبالوا على القيم!
* * *
بين عالم من الأشباح والخرافة، يسوسه “كاسبر” الشبح الخفي، في “مدار برج العرب”… وبين الاستسلام اللارادي لقدر يحمل في مطاويه الرهاب والقلق من المجهول ذاب جورج في خلطة متنافرة لوقائع تذهب مذهب السرد التقريري أو الاستنطاق العدلي، ثم تتغلغل في حنايا الخفايا والأسرار فإذا هي وقائع مجتزأة بخجل من التاريخ ومن أبعاد ممزقة باهتة… خالية من أيّ بريق وألقٍ ورعدة وخيلاء، ومن عناصر النهوض الذي ينفخ الحياة في الجماد فينطلق… وتتبّسط الأمور الى حدّ الاستسلام محاولاً أن يوحي بأنه ابن الروح التائهة الباحثة عن جسد يلائمها لتنسكب فيه من جديد… سواء كان من نوع النسخ الحلولي في جسد سقراط أو في جسد النعجة دولي، على الرغم مما في هذا التحوّل من نقض لمبدأ التقمص!
وأراك تنسلّ مثل حيّة بلا أنياب، تسعى الى القارئ بحكمة وتعقّل وادراك فتتغلغل في عبّه… ترهبه ولا تعضّه… تشعل الرعب في جسده وروحه على الرغم من أن ملامسة جلدها لجلدك، أرق من ملامسة الحرير… معتمداً مزج الوقائع بقرائن ذهنية، ظناً منك أن هذا المزج المستباح هو سنّة من سنن الكتابة القصصية المبنيّة على الرواية وعلى الحكي، هذا الحكي الملموس والمحسوس، فتقارب بذلك البساطة المتناهية بالوداعة والرقة والشفافية وتظلّ محتفظاً بحياديتك فلا تنحاز، وتتمالك نفسك وأنفاسك كطالب جامعيّ شديد الانضباط!
وألاحظ أنك مهما حاولت أن تضفي على عالمك صفّة فضيّة الوقع، عاجيّة الدفق، لا تقارب المعاناة الانسانية المقهورة المعجونة بوجعها وبالعرق والنصب والدم والحرقة والحرمان واللوعة، والأسى، والبؤس والاضطهاد والظلم، وتقف بتواضع ومسكنة عند عتبة البرجوازية فلا تتجاوزها الى البروليتاريا التي يعميها الحقد على الرأسماليّة المتسلطة، مندفعة بحبّ الثأر، فتنسى كل أوجاعها وآلامها ومعاناتها في سبيل الانتقام.
* * *
يا صديقي جورج، أنت تطبع شخوصك بطابعك، وهذا ليس خطأك، بل خطأ خالقك الذي سكبك في قارورة بلوريّة السمت أخّاذة البريق! فهل يمكن اعتبارك قد نجحت في خلق توافق وتوالف ما بين الزمن الكوني والزمن الذاتي فأعطيت المتلقي شعوراً باستمرارية الحياة وخصبها وعطائها وجعلت العناصر المحبطة أساساً لعماراتك الفنية عندما خلطت الثابت بالمُتحوّل وأخرجت منهما مزيجاً وجودياً؟
* * *
كتابك تعبيرٌ عن معاناتك، فموضوعه واحد يحرّك وضعاً متأزماً، وهو وضع الإنسان الذي تسيطر عليه يد القدر! وهو لا يرتبط بمكان معيّن ومحدود، فالمكان يمثل إناء شفافاً تفيض منه مشاعر الذات، وان كان يغرق بوصف عقيم أحياناً كثيرة ولا يقيم وزناً للإطار الخارجي.
الأدوار عندك تتداخل بفوضى وليس هناك راوٍ يبث الأخبار… بل يتسرب الى داخل الأحداث بشكل خفي ويتقمص الشخصية المطلوبة فنياً… ولم تكن ولا مرّة ولو في الشكل وفي الظاهر، البطل… البطل الذي يدافع عن قضية ما، ويستميت لانقاذها، وان كنت أنت المحور الأساسي…
ولم أجد عندك العبارة الواضحة أو الجملة المكثفة التي تعكس حالة داخلية مليئة بمشاعر متناقضة… ولم تتسم لغتك ـ على الرغم من مبالغتك في التأنّق الى حدّ الاعجاز، بطابع بلاغي بياني شفافّ، رقيق يحاكي العقل والخيال في آن واحد! في عالم لا عقل عنده! وبرجه العاجي أعلى من برج العرب.
إنك أقرب الى النمط الذي يتوكأ على خلط الحكاية بالطرفة، والواقعية بالخرافة، والمتخيل بالملموس، والجدّ بالهزل، والرشاقة بالثرثرة، تساكن فتافيت الحياة وتُسكنك… وتربكك التفاصيل، فتغرق بما تعرف وتتحوّل الحكاية المرّوية لأن تقارب ثرثرة النسوة، كلما التقين حول فنجان قهوة في الصباح أو في المساء أو عند نبع ماء أو في مقهى أو حول تنّور… انك، تضيع في فوضى مخزونك الثقافي الغنيّ… وتُعطي انطباعاً في معظم الأحيان انك تعاني من عسر هضم معرفيّ مزمن، يولّد عندك استسهالاً في الكتابة، وخصوصاً الكتابة الأدبية التي توحي أحياناً وكأنك تهمل صياغة مادتك فلا ترقى الى شموخ ناطحات السحاب ولا يجاري وقعها خبب الأحصنة المطّهمة، ولا قفز قطعان المها في الصحارى والبراري.
وإذا كان الغالب عندك أنك تكتب حباً بالكتابة، وأنت واحد من أبنائها البررة ونساكها الأطهار، وتعرف أكثر من غيرك “أن من الحب ما قتل” فعليك، وهذا فرض، أن تغربل وتنخل، وأن تتخيّر الجمالات البهيّة، لأن الكتابة كيف ما تيّسر وبدون جاذبيّة، ووجع قاتلة المواهب! خصوصاً وأن نصك يلتهم فكرتك!
أيها المقتدر، مطلوب منك أن تتقن لعبة الاختيار والتصنيف والرشاقة والصناعة، فليس كل ما يجوز في المسرحية يجوز في أدب الرحلات، وليس كل ما يجوز في الرواية يجوز في أدب السيرة، ولا كل ما يجوز في القصة الطويلة يجوز في الاقصوصة أو القصة الومضة “الميكرو قصة” السحرية التي لا تحمل “ذرة غبار” إضافية على النص.
* * *
منذ أن هبّت على هذا الفن من فنون الأدب الانشائي المسكوب في أبراج عاجية، رياح التغيير وموجات التحرّر، وقامت محاولات جبارة لنفض كل أساليب التزمت في الكتابة، مترافقة مع أزياء رعاة البقر، ووجبات “الهامبرغر”، و”كنتاكي تشيكين”، و”البيتزاهات”، و”الميري كريم”، و”البوب كورن”، و”التشيبس” وغيرها. وتحرّرت نهود النساء من الحمّالات وقدودهّن من المشّدات وصار العري والتعرّي شيمة حضارية واندثرت سترات “الفراك” و”الريدانكوت” المذنّبة والقبعات العالية واختلط “السموكن” بـ “الجينز”.
وانحسرت سيطرة الرجال وانحسر بأسهم وجبروتهم عن كثير من الميادين وكثير من الأندية لصالح المرأة! وذكاء المرأة ومجد المرأة! التي نحتفل بعيدها في مثل هذا اليوم من كل عام.
وباتت الرحلة الى القمر متعة والدوران حول الأرض نزهة على كورنيش البحر…
وانشئت خارج جاذبية الأرض ورش لتصليح الأعطال في المركبات الفضائية.
وسكن الناس في الهاتف الجوّال بالصوت والصورة والفعل وردود الفعل.
وبات الحاسوب المحمول باليد مجسماً يختصر كوناً من المعرفة.
وانتزعت المرأة الريادة في أعمال العنف…
وصار طعن الرجل في رجولته وفي ذكورته هاجسها الأوحد…
ونافست في ميادين الأعمال…
وخاضت غمار القتال، مصارعةً وملاكمة ولاعبة جيدو وتكواندو. ومبارزة في لعبة الشيش.
وقادت عصابات التدمير والارهاب والسرقة والخطف…
وأخضعت الخدود والشفاه والأثداء والأرداف للنفخ والتنحيف والتخسيس، وكأنها دواليب الدراجات النارية أو عجلات الطائرات، وسيارات “السيكس ويل”…
وراجت موضة الحبل الاصطناعي باسترخاء.
وبوشر بزرع الأعضاء البشرية بسهولة ويسر…
وأضيف إلى زواج المتعة، زواج المسيار و”الويك اند”… والمساكنة!
حافظت يا عزيزي على هدوئك في هذا العالم المجنون بالابتكارات والتكنولوجيا، والانجازات العلمية والفكرية والاجتماعية والكونية، مشحوناً ببراكين هامدة بصقيعها، متنقلاً من بلد الى بلد آخر، ومن حالة الى حالة أخرى وكأنك قد دخلت الحالة الخامسة من حالات التقّمص أو حالات الغيبوبة، وتتحدث بهلوسة ظريفة مقنعة عن الدين والعقل في عالم لا يؤمن أبداً بالعقل… والدين متحجّر ومتكلّس كأنه طمى بركان بونبايي.
في هذا المدار العربي أين هي المرأة، ولماذا حضورها ممسوح حتى الأمّحاء ولا تكاد تذكر إلاّ في ما ندر، ومن داخل خباء، مع انها رفيقة الدرب الطويل، وأم البنين، وقاعدة التاج.
أين لميس المهندسة المعمارية تتحدث عن فن العمارة العربية أو المستعربة وكل المستجدات “في مدار برج العرب”.
وأين لمى الباحثة البيئية تتحدث عن أهمية الرعاية التي يوليها النظام والانسان للطبيعة في مدار برج العرب، من قطرة القطران الى أعلى هوائي في البرج ومن حبة الرمل وقطرة الماء الى الرطب الشهيّ في أعلى نخلة تستنزل السماء نداوة وعافية؟
أنا متأكد تماماً أنها موجودة كالجمر تحت الرماد الى جانبك وفي عروقك… وفي نياط قلبك… ولكنك وأدتها وأداً جاهلياً شرساً… وأنزلت بها ظلماً فادحاً… حين سلبها ملكة الكلام وملكة الفهم والادراك واخترت لها أن تكون تمثالاً من المرمر أصم أبكم وكأنك قد نسيت أو تناسيت برنسيسة متأصلة فيك أنها زهرة الحياة الدنيا وزهرة حياتك أنت بالذات وحورية الجنات والفراديس المعهودة… وتحتل الصدارة في الوحي والالهام لتعلي من شأنك وقدرتك وذوقك!
* * *
بين الروحانيات والزمنيات التي تأرجحت خلالها الوقائع الخفية والظاهرة في مدار برج العرب شكّل عامل “الصدفة” الواقعة الأبرز التي اعتمدت على الخليوي لتحريك المشاهد، لا بل المحور “الأساس” والمفاجئ، وأن تضاءل في بعض الرؤى.
بين الروحانيات والزمنيات لجأت الى “التوبة”… أجل “التوبة”، الملاذ المنقذ وغاب الحس الوطني غياباً شبه تام عن روح النص، في زمن المشاعر المتأججة والدعوات الملّحة لانقاذ الكيان، المهدّد بالزوال… والقتال المصطنع على أشدّه يتجدد بفضل الأخوة الأعداء الذين استباحوا لأنفسهم اقتناص الوطن من أهله… واشعلوا قتالاً عبثياً بين أبنائه الاصليين فورطوهم بحرب طائفية ومذهبية ذهبية الأفخاخ براقة الجنى، قائمة على الخديعة والترهيب بالفتنة بين عرب أقحاح، وعرب عاربة، وعرب مستعربين!
بين الروحانيات والزمنيات ترسخّت عندك يا صديقي المتنوّر حيادية قاتلة، ولا مبالاة قاهرة ومدّمرة وكأن الأمر لا يعنيك انت بالذات ولا يعني أبطالك الذين اختصرتهم بشخصك ولا علاقة لك، لا من قريب ولا من بعيد بمستقبلك ومستقبل أبنائك، وأحفادك، ومستقبل وطنك وأمتك.
لماذا جعلت من نفسك بطلاً معزولاً عما يدور من حولك، أي من واقعك… ولماذا اخترت المساحة الضيقة لتكون مساحة الرؤية عندك وكأنك تتنسم رياح التغيير من كوى دير محفور في خبايا جرد أهله مسكونون بهم واحد وهو الهرب لا التجذر.
يا صاحب الجنى الوفير… يا أخي، ويا سمّيي… عذراً وألف عذر إذا جاوزت حلمي وأفرطت بخشونتي واسمح لي أن أختم كلامي بقول لهايدغر: “يتصرف الانسان على أساس أنه سيد اللغة… لكن في الواقع تبقى اللغة سيدة الإنسان”
وبارك يا سيد
*****
(*) ألقيت في الندوة حول كتاب “في مدار برج العرب” لجورج مغامس في المهرجان اللبناني للكتاب- الحركة الثقافية انطلياس في 8 مارس 2016