زياد الرحباني ينبض بموسيقاه في قلب أسواق بيروت

ziad-3.-1jpgفي أحد الأيام كان طفل في السادسة من عمره يدندن لحناً فتناهى إلى سمع الوالد ، وعندما سأله متى سمع هذا اللحن وأين، اجابه الطفل، أنه  يتردد في ذهنه، فأدرك والده في تلك اللحظة أن ابنه يتمتع بموهبة موسيقية فذة… الطفل هو زياد الرحباني ووالده الفنان عاصي الرحباني…

… مرّت الأيام وكبر الطفل وبرزت موهبته واستقطب الجمهور بألحانه ومسرحياته وحفلاته الموسيقية… وفجأة انقطع عن المشهد الفني طويلاً ليعود في السنوات الأخيرة بقوة فاحتضنه الجمهور وأقبل على حفلاته بالآلاف، أخرها الحفلة التي أحياها منذ أيام في أسواق بيروت في عنوان “داكت  “Dakt، فلقي موجة عارمة من التصفيق والصراخ والتعابير الترحيبية به.

قدّم زياد برفقة خمسة وعشرين عازفاً واثني عشر مغنياً مجموعة من الأعمال الموسيقية والغنائية الرائعة “غيرلو النظام”، “معلومات مش أكيدة”،  Feeling Good،  Soul Shadow و On Broadway.  إضافة إلى باقة فيروزيّة مثل “عودك رنّان”، “اشتقتلك”، “كان غير شكل الزيتون”، “حبيتك تنسيت النوم”، و”بيي راح مع العسكر” التي ردّدها الجمهور بأصوات طغت على صوت الفرقة الموسيقية.

جمعت الأمسية الفئات العمرية كافة  ومن مختلف المناطق اللبنانية بالإضاقة إلى شخصيات اجتماعية وفنية وإعلامية. خلال ثلاث ساعات صاخبة اقتطعت منها حوالي عشرين دقيقة للاستراحة تفاعل الجمهور مع زياد بشكل استثنائي عكس حب اللبنانيين وتقديرهم لهذا المبدع ولحضوره الفني والوطني.

جاز وواقع ساخر

 شق زياد الرحباني لنفسه خطاً موسيقياً مغايراً عن الأخوين رحباني، وأبدع في موسيقى الجاز أغنيات ومقطوعات موسيقية، بصوت والدته السيدة فيروز وبأصوات مطربين عرب وأجانب، كذلك اشتهر بمسرحياته التي تحمل وجع المواطن المقهور من الحرب والفساد والظلم… كل ذلك مغلف بسخرية مبكية.

في السابعة عشرة من عمره، تحديداً عام 1973  قدم زياد أول لحن لوالدته فيروزن لأغنية “سألوني الناس” التي كتبها منصور الرحباني،  وكان عاصي حينها في المستشفى، فقدمتها فيروز في مسرحية “المحطة، ولاقت الأغنية نجاحاً كبيراً، بعدها مباشرة كتب المقدمة الموسيقية لمسرحية “ميس الريم” للأخوين رحباني، وظهر فيهما بدور شرطي. بعد ذلك تتالت الألحان التي قدمها لفيروز وصدرت في ألبومات وحققت نجاحاً لأنها تعتمد مبدأ التجديد الموسيقي والتغيير والخروج عن النمط الذي اعتاد الناس الاستماع له بصوت فيروز.

 أسس  زياد مسرحه الخاص  وطبعه  بأسلوب سياسي واقعي يعكس حياة المواطن اليومية، وهو يختلف عن الأسلوب الرحباني الذي يرسم عالماً يغوص في المثالية، وهذا بالذات ما ابتعد عنه زياد لا سيما عندما اندلعت الحرب في لبنان، وقضت على أسطورة لبنان الحلو الذي تغنى به الأخوان رحباني.

من أبرز مسرحياته: “سهرية “(1973)، “نزل السرور” (1974)، “بالنسبة لبكرا شو” (1978)، “فيلم أميركي طويل” (1980)، “شي فاشل” (1983)، بخصوص الكرامة والشعب العنيد (1993)، “لولا فسحة الأمل” (1994)…

 يذكر أن زياد أحيا حفلة ضخمة في ختام “مهرجان القاهرة الدولي الخامس للجاز” في القاهرة في مارس (آذار) الماضي، وذلك للمرة الثانية، إذ سبق أن شارك فيه  قبل ثلاث سنوات. .  

ziad-2

ziad-1

ziad-8

ziad-6

اترك رد