نظمت “رابطة قنوبين للرسالة والتراث” ندوة في المركز الكاثوليكي للاعلام حول مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس، وأعلنت برنامج نشاطاتها لصيف 2015، التي تقيمها برعاية البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، موزعة بين الديمان ووادي قنوبين.
شارك فيها النائب البطريركي المشرف على رابطة قنوبين في الأبعاد الروحية للوادي المقدس المطران مارون العمار، أمين الشؤون التاريخية في رابطة قنوبين الأباتي انطوان ضو، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، الدكتور مطانيوس نجيم، رئيس رابطة قنوبين نوفل الشدراوي، معد مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس ومديره التنفيذي الصحافي جورج عرب. وحضرها الأمين العام للرابطة جوزف فرح، أمين متحف التراث اللبناني سيمون الخازن ومهتمون.
أبو كسم
بداية رحب أبو كسم بالحضور باسم رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر، مثمنا “جهود رابطة قنوبين البطريركية المتعلقة في جمع تراث الوادي المقدس ونشره في لبنان والخارج ضمن مشروع غير مسبوق بشموليته واحاطته العلمية بمجمل تراثنا الروحي والثقافي والاجتماعي والراعوي الذي تشكل لكنيستنا في الوادي المقدس”.
ووصف هذا المسح “بالعمل البطولي”، داعيا المسيحيين في لبنان والشرق الى زيارة الوادي المقدس “وهو المكان الذي انطلقت منه الكنيسة المارونية، بل المسيحية من تلك المغاور والكهوف، هذا الوادي الذي يسمع فيه رنين صلاة الآباء والبطاركة والقديسين، ومنه انتشرنا إلى كل لبنان”.
وختم: “علينا الرجوع إلى تراث وادي قنوبين، لنعلم أن ليس هناك خوف على المسيحيين حيث هناك إرث ثقافي، لدينا كنز موجود لإستثماره أمام جميع الحملات التي تطال الوجود المسيحي في الشرق، فنحن لدينا تاريخ وجذور وشهداء، إذا علينا ألا نخاف أبدا على وجودنا، فنحن أبناء هذه الارض”.
العمار
ثم كانت مداخلة المطران العمار، الذي حدد “عناصر الروحانية المارونية التي تحصلت في قنوبين بالصلاة والنسك والتقشف وعيش التخلي والتعلق بالأرض وبالايمان والحرية وروح الجماعة المشتركة والعائلية وتقاسم خيرات الارض المعدة للجميع وتفضيل الفقراء بالمحبة والدفاع عن الضعفاء”.
وقال: “تمثل قنوبين تيارا روحيا ثقافيا علميا، شكل تراثا فريدا يجد فيه المؤمن كل الاجوبة عن تساؤلاته المقلقة، لأنها الأجوبة النابعة من الله، نبع كل اطمئنان وسلام وفرح بلقاء الآخر. والمسح الثقافي الشامل لتراث قنوبين هو جهد كبير لإشاعة هذه الروحانية، سبيل خلاص حياتنا المعاصرة بتحدياتها وتحولاتها المصيرية”.
وتوقف عند ثلاثة شواهد حية روحية:
“- الأول مار ليشع هو الدير الذي يحرس البوابة الشرقية لوادي قنوبين. مار ليشع هو المفتاح الشرقي لوادي قنوبين لتراثها الروحي والحياة المعاشة مع الشعب. وهو بين أنبياء العهد القديم محذر لمجيء المسيح، وكان لديه التعلق بالرب وقوة الرب، وهو الشاهد الشرقي لوادي قنوبين.
– الشاهد الغربي هو مار انطونيوس في دير قزحيا، وقد اعتبره الرهبان شرقا وغربا أبا الرهبان من خلال الحياة النسكية التي عاشها، كان ناسكا وحضاريا، يتنسك للإتصال بالرب مباشرة ويستمد منه القوة، وعندما تدعو الحاجة كان بين الشعب، وكان شفيع كل الرهبان، وهو يمثل الحضارة القنوبية ضمن وادي القديسين، أذا نحن مكرسون للرب ومكرسون للإنسان عندما يكون في حاجة إلينا.
– في قلب الوادي في المركز البطريركي لدينا نبي آخر هو مار دانيال، وفي حياته على هذه الأرض أكثر نبي يشبه الكنيسة المارونية، هو الإنسان المصلي ما بين المخاطر، ولا يخشاها لأنه مرتبط بالرب مباشرة، وهو يمثل روحانية الكنيسة المارونية”.
وختم: “إذا نظرنا إلى الأب دانيال وحياة البطاركة فلا نخاف لأننا أقوياء، تاريخنا قوي بمن يقوينا يسوع المسيح. وقد ذكرت هذه الشواهد لنبقى نتذكر حضارتنا المستمدة جذورها من إيماننا بالرب ومن محبتنا لممارسة شعائرنا الدينية”.
نجيم
ثم تحدث نجيم عن أثر الوادي المقدس في حياة الدويهي. وتناول “الوادي المقدس في أبعاده الجغرافية وتأثيره على الدويهي، وتأثير الدويهي والوادي على نشأة الرهبانية، وتراث الوادي البشري، والوادي المقدس موطن الموارنة، ورمزية الوادي الدينية، والحياة النسكية في الوادي، وبعد الوادي القومي والوطني، ودور رابطة قنوبين للرسالة والتراث في تعميم ثقافة الوادي المقدس”.
الشدراوي
بعد ذلك أعلن رئيس رابطة قنوبين نوفل الشدراوي برنامج صيف 2015 كالتالي:
– الأحد 5 تموز: بالتعاون مع مكتب الشبيبة في الدائرة البطريركية استضافة نهار اختتام فوروم الشبيبة المارونية في الكرسي البطريركي في الديمان، بداية قداس الصباح، ثم لقاء مع غبطة البطريرك، فغذاء قنوبيني وتوزيع هدايا من أفلام ومطبوعات متعددة اللغات للشباب الموارنة المشاركية، وعرض فيلم “المقدس”.
– 17 تموز: بالتعاون مع رعية وادي قنوبين وراهبات دير قنوبين الانطونيات: قداس عيد القديسة مارينا يحتفل به البطريرك في كنيسة القديسة وادي قنوبين، ثم يضع بعده الحجر الأساس لبيت رعية وادي قنوبين، في انجاز عمراني يؤكد القرار باعادة الحياة الى الوادي.
– 24 و25 تموز: بالتعاون مع الرابطة المارونية: تقديم كتاب صورة لبنان مع فيلم وثائقي للمشاركين في مؤتمر مسيحيي الشرق الأوسط، الذي تنظمه الرابطة في جامعة سيدة اللويزة بعنوان تراث ورسالة.
– الأثنين 27 تموز: افتتاح درب البطريرك الراعي، وموقع بلاطة الدبس المؤهل، (طريق مشاة تحت الكرسي البطريركي في اتجاه مغارة الجماجم حيث الهياكل العظمية لشهداء مجزرة كفرصارون على يد المماليك سنة 1283).
– الأربعاء 5 آب افتتاح مسرح الوادي المقدس بعمل مسرحي غنائي حول الهجرة من قنوبين.
– قداس عيد السيدة 14 آب – وادي قنوبين: لقاء الوجوه المارونية ومسؤولي المؤسسات المارونية احياء لتقليد قديم يقضي باجتماع وجهاء الموارنة حول البطريرك نهار عيد السيدة في قنوبين.
– الأربعاء 26 آب الساعة الخامسة والنصف في الكرسي البطريركي الديمان: لقاء ثقافي لتقديم كتاب “السياحة الدينية في قضاء بشري” للعميد عامر الحسن، وكتاب “حدث الجبة في التاريخ” (أعمال مؤتمر صيف 2010).
– قداس حديقة البطاركة 2 أيلول 2015:
لقاء في الكرسي البطريركي.
تقديم انتاج الرابطة الصادر (فيلم الأيادي المقدسة حول جدرانيات الوادي) والجزء الأخير من مغاور ومعالم الوادي المقدس.
تدشين القاعة الجديدة في مكتبة الوادي المقدس.
جولة على أشغال قاعتي معرض ومتحف الوادي المقدس.
ازاحة الستارة عن المحطة الأولى من المحطات الفنية حول تاريخ الكنيسة، (محطة مار مارون)، عن محطة الانتشار الماروني، عن تمثال البطريرك سمعان عواد، عن تمثال البطريرك يوحنا الحلو، ازاحة الستارة عن تمثال البطريرك مار يوحنا مارون قرب مذبح الصلاة حيث يقام القداس سنويا، وتكريس السكرستية.
– 15 ايلول: تدشين المقر البطريركي الأول في الديمان الذي بناه البطريرك يوحنا الحلو قبل مئتي سنة ( 1815 ـ 2015 ) وأقام فيه البطاركة الموارنة حين انتقالهم من قنوبين الى الديمان، بعد ترميمه وتأهيله، باشراف المديرية العامة للآثار.
ضو
ثم تحدث الأباتي ضو عن محطات في تاريخ الوادي المقدس، وعددها بالتالي:
“- انتقال البطاركة الموارنة الى قنوبين سنة 1440.
– وجود اول مطبعة في دير قزحيا سنة 1610.
– تأسيس مدرسة حوقا سنة 1624.
– تولي العلامة اسطفان الدويهي البطريركية بين سنتي 1670 و1704.
– توالي الموفدين والمرسلين البابويين والاجانب الى الوادي، وتلقي بطاركة قنوبين رسائل البابوات منذ العام 1447.
– انعقاد اول مجمع ماروني في قنوبين سنة 1557 في عهد البطريرك موسى العكاري (1524 – 1567).
– 1579 عهد البطريرك مخايل الرزي انطلاق طلائع تلاميذ المدرسة المارونية في روما التي تأسست سنة 1584، أي قبل 5 سنوات من تأسيسها.
– جرجس عميرة (1633 – 1644) اول بطريرك ماروني من تلاميذ المدرسة المارونية.
– انعقاد المجمع اللبناني سنة 1736 عهد البطريرك يوسف ضرغام الخازن (1733 – 1742).
– اعتزال البطريرك يوسف التيان سنة 1808، وتمضيته 12 سنة ناسكا في قنوبين حيث لا يزال جثمانه محفوظا غير مفكك.
– البطريرك يوحنا الحلو 1809 – 1823) الذي مهد لانتقال البطاركة من قنوبين الى الديمان، بعدما أعاد ترميم دير قنوبين واستصلاح اراضيه وبناء بيوت قرية وادي قنوبين، وقد سام 94 كاهنا على مذبح كنيسة دير سيدة قنوبين.
– إلى البطريرك صفير الذي أدرج الوادي المقدس في لائحة التراث العالمي سنة 1998.
والى البطريرك الكاردينال بشارة الراعي الذي اطلق ورشة احياء الحياة الروحية في وادي قنوبين، وهي تتحقق بعناية سيدة قنوبين”.
عرب
ختاما عرض الصحافي جورج عرب ما تحقق، وأبرزه:
“- توالي الاصدارات الكتابية، وافلام الوادي المقدس بست لغات توزع داخل لبنان وخارجه.
– مكتبة الوادي المقدس وتحولها موقعا ثقافيا مميزا لكل باحث او قارىء في تراث الوادي واصدارات الكنيسة المارونية.
– انطلاق بناء معرض ومتحف ومسرح الوادي المقدس.
– انطلاق برنامج محطات الكنيسة التاريخية بمحطتي التأسيس مع مار مارون والانتشار الماروني في العالم.
– كشف 120 معلما من معالم الوادي بين مغارة ومحبسة ومدفن وطاحون ومعصرة، واصدارها في ثلاثة مجلدات بست لغات.
– اقامة أول مركز استقبال عصري للوادي المقدس من بوابة حديقة البطاركة.
– انجاز 20 تمثالا لعشرين بطريركا في حديقة البطاركة.
– انجاز المجسم الفني لمشروع المسح الثقافي.
– ربط حديقة البطاركة بسائر معالم الوادي بطرق مشاة مؤهلة”.