جمعية الصداقة اللبنانية- الفرنسية أحيت الذكرى 75 لنداء ديغول… عريجي دعا الى إدارة عجلة بناء دولة قوية وباولي أكد ضرورة الحوار

أحيت جمعية الصداقة اللبنانية – الفرنسية الذكرى الـ 75 لاطلاق الجنرال شارل ديغول من لندن نداءه sadaka liban- franceالشهير لتحرير فرنسا، برعاية وزير الثقافة ريمون عريجي وسفير فرنسا باتريس باولي، في دير القلعة – بيت مري. افتتح الحفل  بالنشيدين اللبناني والفرنسي، ثم عرض شريط وثائقي عن أبرز محطات ديغول وزيارته للبنان ومواقفه منه.

 نصور

 ثم تحدث رئيس الجمعية زياد نصور فقال: “اسمحوا لي ان أضيء على موضوع هذا اللقاء المندرج تحت راية الصداقة اللبنانية الفرنسية وهي عنوان جمعيتنا الفتية التي تظلل هذا الحدث الاول. لذا لا نستطيع الا ان نحيي الجنرال ديغول الذي جسد هذه الصداقة ورفعها الى اعلى المستويات ونسجها في العلاقات بين الشعبين اللبناني والفرنسي. ألم يقل في 27 تموز العام 1941 “استطيع التأكيد انه في قلب كل فرنسي اصيل مشاعر خاصة تجاه لبنان. وان اللبنانيين الاحرار والاسياد هم الوحيدون في العالم وعلى مر العصور وأيا تكن الظروف هم الشعب الوحيد الذي لم يتوقف قلبه عن محبة فرنسا”. ان المصير العظيم والكبير درس لا يمحوه الزمن والنداء الى المقاومة الذي اطلقه رجل كبير في 18 حزيران 1940 قاد امة نحو النصر دونه التاريخ كمفصل اساس في حياتنا المعاصرة”.

 نتالي ديغول

بعد ذلك، ألقت نتالي ديغول حفيدة الجنرال الفرنسي كلمة قالت فيها: “لقد أحبت عائلتي العيش في لبنان حيث سكنت في بناية وهبي شارع تدمر ومن يعرف مثلا ان الاشجار الاوائل قد زرعتها جدة جدتي في كولومبيا الفرنسية هي اشجار ارز من لبنان. لقد احب الجنرال ديغول اضواء بيروت ومغيب شمسها وتنوعها الحضاري. وكان يقدر الشعب اللبناني وتفاؤله ودماثة اخلاقه وكرمه. وفي هذه الليلة ليلة نداء العقل والوحدة والتجمع لمصلحة الدولة العليا، انا متيقنة ان جدي لو رأى ذلك لكان سعيدا لان الامة على رغم تاريخها المعاصر الاليم استطاعت ان تسترجع وحدتها والتحامها. وان الشعب اللبناني الذي آلمته عشرات السنوات العجاف من الحرب الاهلية والصراعات لا يمكنه الا ان يعي هذا النداء الذي اطلقه الجنرال ديغول”.

 لومير

وقال الوزير الفرنسي السابق برونو لومير: “لدي الكثير لاقوله في لبنان اليوم خصوصا للفرنسيين الموجودين هنا، ان فرنسا لم تترك او تنس يوما اقوال ديغول ومسيرته. كذلك اتوجه الى اللبنانيين لاؤكد ان فرنسا ديغول لا تزال على مبادئها ومواقفها. وللبنانيين والفرنسيين اقول ايضا، اننا معا وجنبا الى جنب في مواجهة داعش والارهاب، وهذه هي رسالة ديغول التي ترتكز الى الارادة في العمل والتنفيذ للوصول وتحقيق الاهداف المتوخاة”.

 أضاف: “لبنان هذا البلد الجميل والنموذج الفريد في التنوع والعيش المسيحي والاسلامي يجب المحافظة عليه ونحن معا في ذلك. الشجاعة ليست كلمات هي ارادة وفعل. وفي هذه الذكرى 75 لاطلاق نداء ديغول، اؤكد مجددا حاجة اللبنانيين والفرنسيين للتضامن في مواجهة التحديات والارهاب”.

 فليتشر

وألقى سفير بريطانيا طوم فليتشر كلمة بالفرنسية اعتبر فيها ان النداء الذي اطلقه ديغول من بلاده – لندن “حدث شكل مفصلا في المسار التاريخي للاحداث والامور، والمناسبة الذكرى استثنائية وغير اعتيادية”.

 وقال: “ديغول لم يكن يؤمن بالدبلوماسية وكان يعتبرها غير مجدية لذا انا اشعر هنا بنوع من الاحراج. لقد جمعته وونستون تشرشل صداقة وكان وقعها كبيرا في التاريخ الحديث الذي سجل لهما تلك المواقف التي تدرس لغاية الان في المناهج. ان من حيث نموذج الصداقة التي ميزت العلاقة بينهما او من حيث وحدة القرار والموقف. ومن هنا اقول وفي هذه الذكرى والمناسبة ومن جديد، نحن معا يدا بيد من اجل استقرار لبنان ونهوضه”.

باولي

أما السفير الفرنسي فقال: “منذ 75 عاما هاجمت المانيا النازية اوروبا الغربية واصبحت في 12 حزيران على ابواب باريس فأطلق الجنرال ديغول نداءه الشهير واضاء في ذلك شمعة في النفق المظلم. وشكلت تلك المعركة بداية للحرب العالمية التي لا يمكن ان تنتهي الا بهزيمة العدو. من هنا النداء الى اللبنانيين لبناء دولة هو من خلال هذه الارادة التي من دونها لا يمكن قيام المؤسسات وهذا الخطاب الشهير للجنرال ديغول جاء ايضا امام طلاب جامعة القديس يوسف العام 1931”.

 أضاف: “من خلال الحوار يمكن الوصول الى بناء ارادة جامعة تنهض بلبنان على رغم صعوبة الظروف التي يشهدها. فقد كان الجنرال ديغول يشدد دائما على متانة الروابط بين فرنسا ولبنان وصدقها، ونحن كفرنسيين حريصون على استمرارية تلك الروابط على كل الصعد السياسية والثقافية والاقتصادية والتنموية”.

 عريجي

وختاما قال عريجي: “ان خطاب الجنرال ديغول يومها كان اكثر من نداء فهو رفض للهزيمة وبداية المقاومة انه الـ”لا” في وجه اذعان المستعبد. والجنرال نسج مع لبنان علاقة خاصة متينة ومعتمدة على الصدق والتعاون وكان لبنان يمثل بالنسبة اليه حجر الزاوية الاساس لاسترجاع السلام في المنطقة والمساعدة على احلال السلام في العالم لانه كان يجسد هذا المثال من تعايش الاديان في جو من المساواة والالفة. والامر لا يزال على أشده اليوم لان لبنان من بين ما تبقى من البلدان كي لا نقول انه الوحيد في المنطقة الذي يحافظ بشراسة وايمان على هذه القيم”.

 أضاف: “ان اسم ديغول لا يزال في الاذهان كمثال للقائد الشجاع والرجل القوي الذي يبعث شعورا بالامان والتبصر والاقدام المتزن والانسانية. ولبنان اليوم يفتقد الى القيم وهو في مهب الريح ومن دون رؤية واضحة. لقد عرف لبنان رجالا عظاما في التاريخ قاتلوا من اجل الاستقلال والحرية ونحن اليوم احوج ما نكون الى نكران الذات وشحذ الهمم وادارة عجلة بناء دولة قوية قادرة وواعية لقيمها وغناها الانساني منفتحة وعصرية”.

اترك رد