لقاء رشيد كرامي وكمال جنبلاط وريمون إده: رجالات ذلك الزمن الجميل- أين كنا وأين أصبحنا؟

الكاتب والإعلامي عادل مالك

عرض “تلفزيون لبنان” ليل الاحد الفائت اللقاء التلفزيوني المشترك بين الرئيس رشيد كرامي، والزعيم adel malekكمال جنبلاط، والعميد ريمون اده.  وحول هذا العرض بعض الكلام الذي اود ان اشارك فيه الاصدقاء جريا على العادة في الابقاء على صلة التواصل.
اولا: ان هذا اللقاء المتلفز من الاعمال التلفزيونية التي انجزتها والتى اعتز بها على مختلف الصعد المهنية والوطنية والشخصية، وهو يشكل بحد ذاته مرجعا مرئيا نادرا عن رجالات تلك المرحلة من عمر لبنان، والتى اطلقنا عليها تعبير “الزمن الجميل”.

ثانيا لقد كشف عرض هذه الحلقة عن مدى التحاور والتواصل بين رجالات تلك المرحلة، رغم الاختلاف في التوجه السياسي القائم بين الاقطاب الثلاثة ويؤكد هذا الحوار على مدى الرقي الذي كان سائدا في حينه رغم الاختلاف في الواقع والتوجه السياسي لدى كل طرف.

ثالثا: وفي سياق العودة الى ذلك الزمن الجميل لاتذكر انني، وبكل تواضع انفقت وقتا كبيرا للتدقيق بين ارتباطات الاقطاب الثلاثة في وقت واحد. وكان من الطبيعي ان ابدأ الحوار “الثلاثي الابعاد” بشكر رشيد كرامي، وكمال جنبلاط وريمون اده (مع حفظ الالقاب) لكن فاجئني الرئيس كرامي بتوجيه الشكر لي شخصيا على تنظيمي هذا اللقاء، وهذا النوع من التعاطي مع رجالات تلك المرحلة، يطرح امامي وامام الجيل الذي انتمى اليه المفارقة القاسية والتي يختزلها التساؤل التالي اين كنا واين اصبحنا؟

رابعا: لا اود المقارنة على الاطلاق بين الرجال التاريخيين الذين تعاقبوا على الحكم في لبنان منذ الاستقلال الاول ورجال اليوم، لكنها دعوة متواضعة الى الامتثال برجالات لبنان في الامس الغابر وفي اسلوب تمرسهم في الحكم وفي التواصل والتفاعل بين بعضهم البعض، ولو حدث ذلك لامكن تفادي العديد من الازمات التي تعترض لبنان في هذا الزمن المأزوم.adel malek 111

وكلمة اخيرة: ان تلفزيون لبنان يملك ثروة اعلامية هائلة من ارشيفه وهو ما اسهم في تأسيسه العديد من الزملاء الذين تعاقبوا على العمل في هذه المؤسسة الوطنية الرائدة. وقناعة مني بجدوى اهمية المحافظة على الارشيف الذاخر باللقاءات المميزة.

ارجو من تلفزيون لبنان وتحت ادارة الاستاذ طلال المقدسي الافادة من تسجيلات الماضي وعرضها من حين لاخر.

وبالمناسبة لقد تزامن بث هذا اللقاء المشترك في ذكرى اغتيال الرئيس رشيد كرامي وفي ذكرى رحيل العميد ريمون اده، وليس ببعيد عن ذكرى اغتيال كمال جنبلاط وذلك افضل تكريم للرجال الرحال، ولي شخصيا استعادة لقاءتهم من حين لاخر.

وتحية لتلفزيون لبنان وسقا الله ايام زمان.

اترك رد