لحظ مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس اقامة طريق مشاة على كتف الوادي المقدس، تلفه عبر القرى والبلدات المنتشرة على دورته بأقسامها الثلاثة الشرقي ناحية بشري، والمتوسط في وادي قنوبين، والغربي ناحية دير قزحيا اهدن. والطريق المذكورة هي قائمة تاريخياً في كل أنحاء دورة الوادي، وبحاجة الى تأهيل.
في هذا الاطار أقرّت اللجنة البطريركية للعناية بالوادي المقدس برئاسة المطران مارون العمّار اطلاق العمل بهذا المشروع الحيوي غير المسبوق، الذي يؤمن مرفقاً عصرياً للسياحة الدينية والطبيعية والثقافية لآلاف هواة المشي من اللبنانيين والاجانب.
درب البطريرك الراعي
في هذا الاطار باشرت رابطة قنوبين للرسالة والتراث ورشة التأهيل ضمن أملاك البطريركية في نطاق الديمان العقاري شرقاً باتجاه حصرون وغرباً الى بريسات وحدث الجبة، لتشمل الطريق التقليدية القائمة، والتي ستحمل اسم درب البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذي سيفتتحها الصيف المقبل ضمن الفعاليات السنوية لحديقة البطاركة.
تمتد الطريق بطول يقارب 4،5 كلم من الحدود الشرقية الفاصلة بين الديمان وحصرون عند المغارة الدهرية المعروفة باسم مغارة شوتحيت، آخر معالم الديمان لجهة الشرق. وتتجه من البيادر التاريخية التي تعلو سطح المغارة غرباً عابرة المحطات والمعالم التالية:
– مغارة شوتحيت: أصل التسمية سرياني معناها المفسخة، عرض بابها 110 أمتار بعلو 50 متراً وبعمق 40 متراً متدرجة على خمس طبقات، تتدلى منها صاعدات وهابطات متحجرة رائعة الاشكال والالوان.
– محلة كفرصارون حيث بقايا كنيستي السيدة ومار سركيس، وآثار مغارة الجماجم، الشاهدة على تاريخ الاستشهاد في سبيل الايمان حين غزا المماليك جبة بشري سنة 1283، وهدموا كفرصارون وقتلوا أهلها.
– مغارة الحمام المتكونة من طابقين تقارب مساحتهما 400 متر، تتخللها الترسبات المائية الملونة.
– الكرسي البطريركي الحالي، المبني سنة 1904، ( عهد البطريرك الياس الحويك)، وتحته محطة استراحة عند بلاطة الدبس حيث اعتاد المطران يوسف الدبس على كتابة مؤلفاته التاريخية فعرفت باسمه.
– الكرسي البطريركي القديم المبني سنة 1891 ( عهد البطريرك يوحنا الحاج) .
– كنيسة مار يوحنا مارون المبنية سنة 1833 ( عهد البطريرك يوسف حبيش).
– مقر اقامة البطاركة حين انتقلوا من قنوبين سنة 1823 ( عهد البطريرك يوحنا الحلو).
– مزار مار اسطفان الاثري، الذي لم تحسم الابحاث التاريخية بعد ما اذا كان هو مقراً بطريركياً في احدى الحقبات، أو مزار مار شربل القريب منه.
– حديقة البطاركة، ومنها الى نطاق بريسات حيث مغارة الحليان، وبرج بيت رعد، ومنها الى نطاق حدث الجبة حيث مجموعة كهوف ومغاور ومحابس رائعة الجمال متوّجة بمغارة عاصي الحدث التي تحاكي شهادة كفرصارون المذكورة خلال غزوة المماليك الشهيرة نفسها.
خصائص الدرب
رئيس رابطة قنوبين نوفل الشدراوي اشار الى ان أعمال تأهيل هذه الطريق تلحظ رفع المتراكم عليها بمرور الزمن من أتربة وحجارة ونباتات برية، وتنظيفها كممر ترابي عرضه متر واحد، تحيطه أشجار مشحّلة مكشوفة يتعذّر على الزواحف السامة الاختباء بينها وألحاق الاذى بالمشاة عابري الدرب. وسوف تقام على الدرب محطات استراحة طبيعية، في ظلال الاشجار الوارفة، في المواقع المطلة كاشفة الوادي، وقرب المعالم المذكورة، وسط طبيعة خلابة جميلة تتيح المشي والتأمل والصلاة، والتعرف على جوانب تاريخية متصلة بمحطات الدرب وبتاريخ الوادي المقدس من خلال لوحات ارشاد وتوجيه متعددة اللغات سوف ترفع على طول الدرب وفي محطاتها. كما لحظت دراسة التأهيل تجهيز الدرب بلوازم الحماية والامان في المنعرجات الخطرة. وستربط الدرب بممرات المشاة المنحدرة الى عمق الوادي.
وأوضح المطران العمّار ان المخطط لهذه الدرب يهدف الى تأهيلها نموذجاً يحتذى به بمقاييس سهولة المرور وسلامته والارشاد السياحي والتعريف التاريخي وسوف تعتمد كدرب أساسية لارشاد السياح اليها من خلال مركز الاستقبال العصري القائم عند مدخل حديقة البطاركة. وقال المطران العمار: يرتقب انجاز الاشغال خلال شهر حزيران تقريباً ليقوم غبطة البطريرك الراعي بافتتاحها رسمياً أوائل الصيف المقبل. وتشكل هذه الدرب الحلقة الاولى من طريق المشاة على كامل دورة الوادي المقدس. هذه الحلقة تحققها رابطة قنوبين للرسالة والتراث في أراضي البطريركية في الديمان ووادي قنوبين، فيما نعمل على استكمال الحلقات الاخرى بالتعاون مع اتحادي بلديات قضاءي بشري وزغرتا كل في نطاق بلدياته الجغرافي.
كلام الصور
1 – مغارة شوتحيت آخر حدود الديمان شرقاً.
2 – مغارة الحمام.
3 – الطريق المؤهلة
4 – حديقة البطاركة
5 – عاصي حدث الجبة.