البروفسور الأب يوسف مونس
الروح القدس هو المعزّي، هو البارقليط اي «المدعو الى جانب» في اللغة اليونانية اما في اللغة اللاتينية فتستعمل كلمة Ad-Voeusus وهو الذي يقف الى جانب المدعى عليه ليساعده، اي هو المحامي والمدافع، او الشفيع والوسيط وفي المعنى اللاهوتي فهو يعين من يشفعون لمصلحة الناس والبشر امام العدل الالهي: كالتوراة والملائكة واستحقاقات الناس الابرار والصديقين.
اما في نص انجيل يوحنا فالبارقليط يتكلم بالتلاميذ والرسل ليدافع بواسطتهم عن يسوع وهو لا يشفع لا ليسوع ولا للرسل والتلاميذ بل هو المحامي والمدافع.
هذا البارقليط هو حضور يسوع مع تلاميذه الى الابد يواصل رسالة يسوع مع التلاميذ وفيهم الى منتهى الدهر هو الناطق بالانبياء والرسل، واهب المواهب ومقدس الاسرار غافر الاثام وصانع الايات هو روح الحق الاله الصالح والمحيي وينبوع كل صلاح، روح الحكمة والفهم والمشورة والمعرفة روح القوة والتقوى والمخافة والعبادة الحسنة، هو المساوي للاب والابن بالجوهر. هو قوة الله المغيّرة والمحوّلة كل شيء وتجعل كل شيء خليقة جديدة.
ايها الروح القدس، يا روح الله، يا روح القوة والحياة والقداسة والنعمة ليلهب نور نعمتك قلوبنا، يا روح الله ايتها النار المحرقة بالنور والمحبة والشجاعة، اشعل قلوبنا بنار حبك. ايتها المشورة والشجاعة، أضىء عقولنا بنور حكمتك، اعط وطننا لبنان، الرئيس الذي تختاره انت، وتدعوه نعمتك، ليحبنا ويقودنا ويرعانا كالراعي الصالح والخادم الامين فتزهر في ايامه الجبال سلاماً والسهول اماناً.
تعبت قلوبنا من الانتظار وزاغت عيوننا من التحديق الى السماء، متى تشق السماوات وتنزل وتعطينا رمز وحدتنا وحبنا بعضنا لبعض ولوطننا لبنان ونحن منذ أكثر من سنة لا راعي لنا ولا رئيس عندنا.
هلم يا روح الله قبل ان يقتل فينا اليأس رجاءنا واملنا بوطن «المعية» لبنان ورمز المحبة والاخوة والتعايش واحترام غيرية الاخرين في زمن البربريات والترويع والارهاب والاغتصاب والتوحش والجنون الديني والغاء الآخر حتى كاد ينقطع فينا الرجاء بايام المستقبل. اقبل توبتنا وندامتنا كفارة عن خطيئتنا لاننا انتخبناهم وح؟؟؟؟؟ ثقتنا ومصيرنا ونقصد بأن لا نعود الى انتخابهم واقتراف هذه الخطيئة مرة ثانية، ليصبح مجلس نوابنا العلبة الجديدة، انزل ايها الروح نحن ندعوك، اسمع استغاثتنا، انزل بقوتك على من فيه وعلى من في خارجه.
انزل، هلم، واحرق هذه القلوب اليابسة والعقول القاسية، واحرق هذه القلوب اليابسة، فبدونك لم يبق شيء فيها الا وغلّفه الظلام والتصلّب وخربه البرد والصقيع، احرقهم، احرق قلوب نوابنا وعقولهم بنارك والهبهم بجمر محبتك، ليّن قلوبهم ليسمعوا نداءات شعبك ورؤساء شعبك من مسيحيين ومسلمين وموحدين وعلى رأسهم قداسة الحبر الاعظم والسيد البطريرك بشارة الراعي ومجمع البطاركة وسماحة مفتي الجمهورية، والشيخ عبد الامير قبلان، وشيخ عقل الموحدين الدروز والقمة الروحية التي طالبت برئيس مسيحي ماروني، نسألك الا يبقى صوتهم، صوتاً صارخ في برية المصالح والانانيات والجشع والطمع وعدم بذل الذات فداءً عن القطيع. فنحن ايها الروح القدس منذ اكثرمن سنة قطيع لا راعي له، وايتام بدون اي مأوى.
ارسل لنا ملاك سلام واباً ورئيساً وراعياً بحسب رغبة روحك. يرعانا كالراعي الصالح، ونحن نرنم لها إنه لمستحق ومستاهل.