15 أيار هل تتذكرون هذا التاريخ؟

الكاتب والإعلامي عادل مالك

يوم الخامس عشر من شهر ايار مايو هل يعني لكم هذا التاريخ اي شئ؟

adel malekفي سبيل انعاش الذاكرة نقول: يوم الخامس عشر من ايار (مايو) هو تاريخ اعلان دولة اسرائيل في العام 1948.

ومرت ذكرى هذا العام، قبل ايام بهدؤ تام ..

إنها ذكري نكبة ضياع فلسطين، وما يثيره هذا التاريخ من المواجع والاحزان.

لا وقت للتنظير .. ولا المجال للمزايدات الاعلامية الرخيصة، بل هي برهة للتذكر بان الحقوق العربية قد انتهكت في الصميم، يوم تداخلت الامور وتشابكت ببعضها الببعض حيث سقط منطق الحق رحل محله منطق القوة.

واعود بالمناسبة الى الارشيف المهني الخاص بي واستحضر واحدة من الوثائق الهامة المتعلقة مباشرة بالقضية الفلسطينية، ومصدر الوثيقة وجه لبناني بارز لمع في الغرب كما في الشرق وهو الدكتور شارل مالك وهذه الوثيقة بتوقيع الدكتور مالك تتوقع قيام دولة اسرائيل ويحذر من اضاعة هذه الفرصة.

وفي ما يلي النص الحرفي لهذه الوثيقة، مع التعليق على بنودها كما وردت:

النبوؤة اللبنانية

في الساعة السادسة من مساء 7 ايار سنة 1948، كان الدكتور شارل مالك وزير لبنان المفوض في واشنطن يبرق الى وزارة الخارجية اللبنانية تحت رقم 230 ما يلي:charles_malik

برقية 7 ايار 1948 الساعة السادسة مساء برقية رقم 230

تقدير عام للموقف.

رايي الشخصي بعد تمحيص كل شئ.

اولا: ان دولة يهودية ستعلن الاسبوع القادم.

ثانيا: ان فرصة العرب الوحيدة لمنع قيامها هي خلال الاربعين يوما القادمة.

ثالثا: اما بعد ذلك فان بقيت فستوطد دوليا وماديا وستثبت لعشر سنين على الاقل.

رابعا: وان ثبتت لعشر سنين فستبقى لخمس وسبعين سنة او لقرن.

خامسا: اما الوضع السياسي العالمي اليوم فباستطاعتنا استثماره لمنع قيامها، اذا اتحدنا ما بين انفسنا اتحادا تاما وجرؤنا الجرأة كلها في الفعل قبل القول.

شارل مالك

وصدقت نبوءة ذلك اللبناني الكبير ابن بطرام وصدق حدسه.

صدق تقديرة العام للموقف بعد “تمحيص كل شئ”.

صدق البند الاول من البرقية، حيث اعلنت دولة اسرائيل في الخامس عشر من ايار، اي بعد اسبوع تماما من هذا التوقع.

صدق البند الثاني من البرقية، لان فرصة العرب الوحيدة لمنع قيام اسرائيل كانت “خلال الاربعين يوما” ولم تستغل.

صدق البند الثالث من البرقية، لان اسرائيل “بقيت وتوطدت دوليا وماديا وثبتت لعشر سنين”.

وصدق القسم الاول من البند الرابع لهذه البرقية، حيث انقضى ربع القرن الاول من عمر اسرائيل، وهي ماضية في ربع القرن الثاني من “الخمسين وسبعين او المئة سنة”.

وصدق البند الخامس من هذه البرقية، لاننا لم نتمكن من استثمار الوضع السياسي العالمي “..” ولان الاتحاد التام ما بين انفسنا “لم يتم في حينه .. ولاننا لم” نجرؤ الجرأة كلها في الفعل قبل القول “، ساعة كان يجب وضع القول في موضع الفعل.

اترك رد