البروفسور الأب يوسف مونس

ربما تبقى سور مريم والايات التي تذكرها وهي 24 آية من أجمل ما جاء في القرآن الكريم. لقد خصص القرآن الكريم لمريم سورتين: سورة مريم وسورة آل عمران، وأتى ذكرها في السور الآتية: سورة البقرة، سورة آل عمران، وسورة النساء، وسورة مريم، وسورة الزخرف، وسورة المائدة وسورة الحديد، وسورة التحريم، وسورة الصف، وسورة الاحزاب وسورة «المؤمنون».

ولم تذكر امرأة في القرآن كما ذكرت مريم عليها السلام، وقد وصفها القرآن الكريم بأنها سيدة نساء العالمين، وذكرها بالطاهرة، والمطهرة، والعاكفة، والمعتكفة والمصطفاة وأفضل نساء العالمين.

وتبقى السورة التي تحكي كيف أتى الملاك جبرائيل وبشرها بانها ستلد ولداً من روح الله، هي الأقرب إلى البشارة كما رواها الإنجيلي لوقا.

وفخر لبنان – النموذج اليوم للعيش المتشرك وقبول واحترام الغيرية والحق بالخلاف، أن يبقى وطن «المعية» حيث يعيش مسيحيون ومسلمون معاً باحترام وقد جعلوا عيد بشارة العذراء مريم عيداً وطنياً مسيحياً واسلامياً على السواء.

خاتمة

في النهاية اسمحي لي يا أمي ويا سيدتي أن يفيض لساني بمدحك وقلبي بحبك أنت التي التجأت دوماً تحت ذيل حمايتك. وكانت صلاتك معي أنت يا أم الله يا حنونة يا عذراء وأم وبتولة، يا شفائي في مرضي، يا عزائي وسلوتي في قلقي وكآبتي، يا حكمتي في فكري وقولي ومسلكي، يا حاميتي في ضعفي وعطبي، يا نجمتي في عتمتي وليل ضياعي، يا سفينتي إلى الحب، والإيمان، والرجاء، إلى السماء. ليت عندي لهب الآباء القديسين الذين مدحوكِ لافيض بمدحك وحبك وإكرامك. عشت دوماً بعطوبتي وجرحي وكنت أنت شفائي وخلاصي من قهرتي وانخزالي.

يا حنونة يا كنز الرحمة والمعونة
يا ملجأي عند عصف الشدائد
يا رجائي عندما ينغلق
أفق الضيا، وأُرذل وحيدا
في وادي الشقاء وأنا أصرخ
يا سماء غطيني ويا جبال اسقطي
علي واهتف وأقول يا أمي
«زتيني» ويا عدرا «استلقيني»
أنا عبدك وابن امتك
وعلمتني امي: أنه من كان
للعذراء عبداً لن يدركه
الهلاك ابداً
يا بهية كالسماء وجميلة كالقمر
شفيعتي أنت، أنت الواقفة دوماً
تحت صليب آلامي وصراخي ونزفي في الموت.

السلام عليك أنت يا أمي بالسعادة والخير، يا ارض ميعادي وشجرة حياتي، أنت يا سيدة عهودي الماضية ومستقبل أيامي الاتية، انت التي قبلت اللامعقول وقلت نعم لغير المستحيل ممكن، السلام عليك أنت التي فاجأك الملاك وفي حيرتك قلت نعم، بالرغم من كل الصعوبات والمخاطر في ليل ظلمة الإيمان، بأنه لا مستحيل عند ارادة الله، يا هداية جميع ظلماتي وليلي لاعبر من العبث الى النور، والحقيقة من عاصفة سؤالي لماذا لا أثق بالرحمة الإلهية. أنت أم جميع الحزانى الباكين من الموت والمرض والبؤس والخيانة ونكران الجميل، والذين يطالهم الحقد والغيرة والنميمة، وتصلبهم تعاسة قساوة القلوب واغتصاب الحقوق وتدنيس الأجساد، ويكويهم ويروعهم الظلم والقهر ودوس الكرامات.

أنت يا عذراء السلام عليك، لأنك أم الكنيسة والبشرية وكنت مع موعد تاريخ الخلاص، وفي علية شجاعتنا وقوتنا وقرب رسالتنا ودعواتنا أنت أم رجائنا ونجمة صبحنا المشعة، تقودنا إلى بهاء انسانية جديدة تحمل بشارة الحب والسلام والخلاص للعالم، انت كلك جميلة وأجمل ما فيكِ أنك ام الله وبتول وعذراء وانت امي الحنونة وعوني وحاميتي وشفيعتي!

تمت الاسرار فيك والنبوءات يا ارزتي انت، يا لبنان، يا مريم يا جميلة نشيد الاناشيد، يا عروساً لا عريس لها ولدت ابناً لها متجسداً بشراً في سر تجسد خلاصي فدائي.

أنت إليك ارفع الورد واهديك حبي يا عذراء الطهر، منك اثمر يسوع ابن الله ووقفت عند خشبة صليبه اماً حزينة لفقد وحيدها ،وقد اوجعك ضياعه وغيابه عنك ثلاثة ايام، بعد رجوعك مع يوسف من العيد في اورشليم وعودتكما إلى الناصرة.

تعالي يا سيدتي من لبنان، يا ملكة مفخرتي المعلقة بالسماء مثالي، من واديه، من الارز الشاهق ومن بخور الوادي المقدس المليء بمزامير الليل والنهار.