الشاعرة نَدى نعمه بجاني
سَأَلْتُكَ وِجدانَ التّاريخِ لُقْياها
أَرْمينْيا.. جَليسَةَ النَّفْسِ وَمُناها
في العُيونِ مُجَلاّةٌ رُؤْاها
وَالرّوحُ تَوّاقَةٌ لاحْتِضانِها
فَمَواجِعُ الأرْضِ شَيَّدَتْ
في كُلِّ حَلْقٍ أَلْفَ غَصَّةْ،
وَرِياحُ الوَجْدِ أَلْقَتْ شِراعَ الشَّوقِ
تُحاورُ جُغرافِيَّةَ الجَذْرِ وَمَزاياها..
لَيْتَ الآياتُ في وَصْفِها تَكْفي
وَالشِّعْرُ في هَواها لَيْسَ يُجْدي
لَها في الحَشاشَةِ مِنَ الوَفاءِ ما يُسْهِبُ
وَمِنَ الدِّماءِ ما يَفورُ وَلا يُضاهى..
هُوَذا المَجْدُ
أَرْفَعَ مَجْدٍ في ثَراها قَدْ صَنَعَ
وَشَهادَةُ أَهْلِ الحَقِّ أَرْقاها..
إِنْ تَغَيَّرَتِ الأَشْكالُ وَتَبَدَّلَتِ الأَحْوالُ..
فَالأَعْماقُ ما فَتِئَتْ إيّاها..
أَرْمينْيا.. مَوْطِنُ الأُمِّ
يا ضالَّةَ القُلوبِ
عُقودٌ عَشْرَةٌ قَدْ عَبَرَتْ
ما بَيْنَ ماضٍ أَليمٍ وَحاضِرٍ عَريقٍ
نَسْتَحْضِرُ كُلَّ يَومٍ ذِكْراها
سيرَةَ مَوْطِنٍ جَريحٍ
وَعِزَّةَ قَوْمٍ ذَبيحٍ؛
مَوْطِنٍ بِهِ الأوطانُ تَتَباهى
وَقَوْمٍ مَجْبولٍ عَلى التَّحْليقِ بِالكَرامَةْ
قَدْ جابَ الأصْقاعَ مُكابِدًا
وَالحُلُمَ أَبَدًا يَرْقُبُهُ
إذْ حيكَ مَصيرُهُ اسْتِشْهادًا
حَقَنَ بأسْلِحَةٍ بَيْضاءَ ثَورَتَهُ
وَتَبَوَّأَ مَراتِبَ رَيّادَةْ
فَتَسامى..
وَكَبُرَتْ فيهِ الشُّعوبُ..
وَها عَلى أَبوابِ المِئَةِ يَقِفُ
وَالخاطِرُ بسُؤالٍ يَقِفُ
وَجَوابٍ لا يُجيبُ
يَجولُ بَيْنَ أَسْبارِ اللاّشَيْءِ
فَيَسْتَحيلُ الجَوابُ السُّؤالَ نَفْسَهُ
بالشَّيْبِ مُوَشَّحًا
وَالحَنينُ المَكْتوبُ نَوّاحًا
وَإذا البُحَّةُ أَوتارُها وَمْضَةُ اشْتِياقٍ
تُرْسِلُ في كُلِّ دائرَةِ دَمٍ
ما نَجْهَلُ لَفْظَهُ
وَما في النَّفسِ يَجوبُ
كَأَسْرابِ عَصْفٍ في المَدَياتِ تَتَماهى.
(1 . 10 . 2014)