دونجوان الـ”فايسبوك”

أحببتُ الـ”فايسبوك”. ليتني اكتشفته من زمان. أكتب إلى كل امرأة أجدها جذّابة، أمتزوجة كانت أم guilaf-layl-1عزباء. إنّ ردّت كان به، فأردّ. قد يدوم تراسلنا ويتطوّر من كلمة إلى محادثة تلفونية، إلى لقاء… وإنْ لم تردّ فلا بأس.

هنالك نساء أجمل منها مستعدّات للتواصل مع أحدهم، لدواعٍ تختلف بين عازبة ومتزوجة. فالأولى دافعها العثور على عريس، أو على مغامرة عابرة أو على رجل أكبر منها سنًّا، يصرف عليها إن كانت فقيرة، أو بلا عمل.. .

 أمّا الثانية فدوافعها متعدّدة، أكثرها شيوعًا الهروب من علاقة زوجية مملّة إلى علاقة هي مزيج من شغف المغامرة ومتعة الاكتشاف.

 وكلاعب البوكر الذي يمزّ أوراقه على مهل حتى إذا ظهرت الورقة الرابحة، ازدادت دقّات قلبه، كنتُ أدخل كل مرّة إلى الـ”فايسبوك” على أمل ظهور صورة امرأة تمنّيت، عندما بعثتُ إليها برسالة، أن تجيب. فإذا حدث وأجابت، أعجز عن وصف الشعور الذي يساورني قُبيل قراءة الرسالة.

 شريط من الاحتمالات يتراءى لي في الوقت الفاصل بين رؤية الخانة التي يظهر فيها عدد الرسائل وفضّ الرسالة المنتظرة. ولطالما تذكّرت قولًا معبّرًا “إنّ الطريق إليها أجمل من الوصول إليها”، متى بدأ التواصل مع إحداهن يتخذ طابعًا حميمًا، فتسقط المحاذير، ويروح البوح المتبادل يشقّ العتمة العمقية التي يسمّيها علم النفس “الغرفة السوداء”. ثم تتفتق الفانتازمات التي تمّهد للقاء حارّ، قد يكون فاتحة للقاءات تالية، أو خاتمة تتوّجها الخيبة. في الحال الأولى، الوصول يعادل متعة الطريق، بل يفوقها أحيانًا. وفي الحال الثانية، يصدق ذلك القول الذي أجهل من صاحبه، ولستُ أدري كيف علق بذهني.

*****

 (*) من  رواية “ليل” لجورج يَرق، الصادرة عن دار “مختارات”. وهي متوافرة في جميع فروع “مكتبة أنطوان” و “الفيرجن”.

اترك رد