ينظم “مركز بيروت للفن” بالاشتراك مع “المعهد الفرنسي” في لبنان معرضاً للفنان الفرنسي جان- لوك مولان (11تموز/ يوليو- 12 تشرين الأول/ أكتوبر)، هو الأول له في لبنان، يتضمن أعمالا بوسائط مختلفة: صور فوتوغرافية، رسومات بحبر BIC، أجسام على شكل أغراض، وفيديوهات، بالإضافة إلى مجسّم كبير أنتجه خصيصاً للمعرض. مع أن هذا المعرض غير استعادي لأعمال مولان إلا أنه يضم بعضاً من أعماله التي أنجزها في مراحل مختلفة من حياته الفنية.
يتضمن المعرض أربعة أجزاء: الأول يضم أعمالا تبحث في الجسد وعلاقاته بالمساحات الخاصة والعامة. الثاني يقودنا إلى التفكير في وسائل وعملية الإنتاج الصناعي مشدداً على مفهوم “النموذجي”. في الجزء الثالث وضع التشكيلات الفنية المصنوعة يدوياً في حوار مع الصور الفوتوغرافية والتي يعتبرها الفنان “وثائق”. يختتم المعرض بمجموعة رسومات وفيديوهات تدور حول المشاهد والحركات الأدائية وإعادة التفكير في الأمور اليومية.
منطلقاً من مفهوم السبعينيات “الفن لغز” يتبع مولان نهجاً ًفاصلا ورافضاً للأفكار المعرّفة بوضوح، ويعالج مواضيع محتلفة، ففي أعماله الجديدة بواجه المشاهد بالنموذجي والفردي، والجانب الأدائي لتشكيل الهوية. بدلا من تحديد فكرته، يفسح في المجال أمام المشاهد للتأويل.
يتشغل مولان بالتوترات والنزاعات والمسلمات والمرفوضات في الأنظمة التي تسيطر على حياتنا بدءاً من الاقتصاد وصولا إلى الثقافة. يقال إن الفنان ينتج جبالا للحقيقة وتشكيلات فنية مصنوعة يدوياً ومساحات وخيارات واحتبارات. بهذا المعنى تبدو أعماله مصاغة في المستقبل مشيرة إلى احتمالية تغيير جذري يمكن إدراكه أو لا.
أبرز مجموعات مولان الفوتوغرافية : “إضراب” (1999-2000) “فلسطين” (2002- 2005). ساهم نهجه الوثائقي للتصوير الفوتوغرافي في التساؤل عن وظيفة الصورة وسياساتها، بالإضافة إلى العلاقة بين المصوّر والموضوع والمشاهد. منذ أواخر التسعينيات التزم في تصوير أجسام على شكل أغراض ورسومات كردّة فعل على تزايد اللاماديّة في العمل. رغم ذلك تختفي الحدود بين هذه الأجسام والصورة، ويستعمل الفنان التصوير كأداة بحث.
بدأت تجربة مولان في لبنان منذ أكثر من عقد تقريباً، فقد زار لبنان عامي 1999 و2002 والتقط مجموعة صور في مدينة صيدا، تتضمن مشاهد وبورتريهات لأشخاص التقى بهم وتعرف إليهم خلال زيارته المدينة. طُبعت الصور بحجم كبير، وعلقت على جدران المدينة مستحضرة العلاقة المعقدة بين المساحات الخاصة والعامة، سامحة للمقيمين يتملكها كبادرة استعادة.
ولد جلن -لوك مولان عام 1955، درس الجماليات وعلوم الفن في جامعة السوربون. شارك في بينالي ساو باول (2002)، وبينالي البندقية (2003)، وبينالي تايبيه (2004)، أول بينالي دولي للصورة في لاوس (2007)، بينالي الشارقة (2010)، وعرض في نيويورك (2011)، وأوكسفرد للفن الحديث (2012)…
كلام الصور
1- من المعرض
2- جان لوك مولان