أطفال مجندون ينزلون إلى ساحات القتال في اليمن

ترجمة: عائشة علون

تشهد عدن في جنوب اليمن حرب مدن دامية بين الحوثيين وموالين للرئيس عبد ربه منصور هادي. ومنذ atfalبداية القتال في منتصف مارس، تظهر فيديوهات الهواة إلى أن الأطفال يستخدمون في القتال من كلا الجانبين.

يؤكد أحد المراقبين أن الشباب المتراوحة أعمارهم بين 15 و17 سنة يقاتلون في صفوف “اللجان الشعبية”، وهي تشكيلات شبه عسكرية مؤيدة للرئيس هادي.

تضم ميليشيات الحوثيين في صفوفها أيضا العديد من الأطفال الجنود كما يظهر في صور متعددة نشرت أخيراً على مواقع التواصل الاجتماعي.

أحمد ياسين

أحمد ياسين عضو  المنظمة غير  الحكومية “برلمان الأطفال” وناشط مناهض لتجنيد الأطفال في اليمن، قال: “منذ بداية القتال هنا في عدن، رأيت العديد من الأطفال لم يتجاوزوا 16 عاما يحملون السلاح جنبا إلى جنب مع آبائهم أو إخوتهم الكبار في اللجان الشعبية. وهم لم يجندوا ولم يدربوا على القتال وعددهم محدود. ومشاركتهم في هذه الاشتباكات لا يثير أي جدل هنا”.atffal yaman 1

أضاف: “لكن الأطفال الجنود أكثر عددا في صفوف الحوثيين لأن هذه الميليشيا تجندهم منذ سنوات عديدة في محافظة صعدة التي تعد معقلها شمال البلد. أما أساليب التجنيد فبسيطة، إذ تغري الميليشيات عائلات الأطفال بالمال الذي يدفع إما على شكل راتب أو على شكل تسديد لديون العائلة. وأحيانا يجبر هؤلاء الأطفال بالقوة على التجنيد”.

تاع: “يملك الحوثيون عدة معسكرات للتدريب في صعدة. والأطفال الذين يُجلبون إلى هناك يتلقون في البداية تدريبا إيديولوجيا ثم تدريبا على استخدام الأسلحة، وبعد ذلك يرسلون إلى الجبهة. منذ بضعة أيام، أوقفت “اللجان الشعبية” أكثر من عشرة مقاتلين من ميليشات الحوثيين في حي كريتر. وكانت أعمارهم تناهز 16 سنة. وعندما سألوهم عن سبب القتال أجابوهم أن رئيسهم أخبرهم بأنهم يقاتلون إرهابيي القاعدة”.atfal yaman 4

أوضح: “يجند الجيش النظامي اليمني أيضا الأطفال [حسب تقرير لمنظمة اليونيسف صدر عام 2012 فإن الجيش النظامي اليمني يضم نحو 40 ألف جندي ما دون سن 18 عاما] وهو يتّبع الأساليب نفسها تقريبا ويمنح راتبا مغريا لهؤلاء الأطفال الذين ينضمون للجيش [هيئة التحرير: تقول إحدى الدراسات إنهم يتقاضون راتبا شهريا قدره 140 يورو]. قبل الحرب، كان من النادر رؤية الأطفال يحملون السلاح في المدن الكبرى مثل صنعاء وعدن. ولكن هذه الظاهرة منتشرة جدا في القرى. أما عند القبائل فإن حمل السلاح دليل على النضج والرجولة. لذلك، ترى الكبار يشجعون الأطفال على حمل السلاح حالما يصلون سن البلوغ. إنها ظاهرة مترسخة في الثقافة المحلية، ولذلك من الصعب جدا القضاء عليها”.

 وقعت اليمن على اتفاقيات دولية تهدف إلى وضع حد لتجنيد الأطفال في الجيش. ولكنها لم تفِ بهذه الالتزامات. وحسب ما صدر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإن زهاء نصف سكان اليمن البالغ عددهم 21 مليون نسمة تقل أعمارهم عن 15 سنة.

(فرانس 24)

كلام الصور

1- صورة نشرت في 31 آذار/مارس ويظهر فيها أطفال بالبذل العسكرية وهم متمركزون بالقرب من ميناء عدن.

2- يظهر في هذه الصورة المتداولة على تويتر أطفال وهم يصنعون عبوات مولوتوف.

 3-  نشر مقاتلو “اللجان الشعبية” عدة صور تظهر مقاتلي ميليشيات الحوثيين أسرى عندهم ويؤكدون أنهم قصّار.

اترك رد