“الكتاب المقدس”… ألهم المفكرين والفلاسفة وكان سلاح القادة والأباطرة

كلود أبو شقرا

طلب الشاعر الإنكليزي والتر سكوت، وهو على فراش الموت، من صديقه أن يقرأ له “الكتاب”، وإذ kitab moukadasكانت مكتبته تحتوي  عشرين ألف كتاب سأله الصديق: أيّ كتاب تقصد ؟ فأجابه والتر سكوت: “لا يوجد إلاَّ كتاب واحد يجب أن ندعوه “الكتاب” هو الكتاب المقدس”…

سأل أحد الحكماء القديس أنطونيوس: “كيف تثبت في البرية وليست لديك كتب تتغذى بها؟” فأجابه: “كتبي هي شكل سيرة الذين كانوا قبلي، وأما إن أردت أن أقرأ ففي كلام الله”.

كلمة الله هذه التي رفعت من شأن الإنسان والحياة ومن قدر المظلومين والضعفاء هي خبز الحياة ومنبع الحبّ والحقّ والعدالة  ينهل منه رجال الدين والفكر والفلسفة تعاليمهم… على الرغم من أنها ميثاق عمل يدلّ إلى الطريق الصحيح في التعامل مع الغير ويعلّم الصفح والتسامح والغفران والسلوك القويم والأدب الرفيع والحكمة السامية… إلا أن أي كتاب في العالم لم يتعرض لهجمات شرسة مثل الكتاب المقدس، وأي كتاب في العالم لم يلهم القادة والأدباء والفلاسفة مثل الكتاب المقدس….

أجمل الكلام

من الفلاسفة والعلماء الذين قادوا حملات تشكيك وهجوم ضد الكتاب المقدس: المؤرخ الفرنسي إرنست  رنان، الذي دعا إلى نقد المصادر الدينية نقدًا تاريخيًا علميًا والتمييز بين العناصر التاريخية والعناصر الأسطورية الموجودة في الكتاب المقدس،. لينين، برتراند راسل ، فولتير الذي سأل أصدقاءه مرة : “كم شخص نشروا المسيحية في العالم؟” أجابوه: “اثنا عشر تلميذاً ليسوع الناصري”، فقال لهم متهكماً ومتحدياً:” أنا بمفردي سأمحو المسيحية من العالم، بقبضة يد واحدة سأحرّر فرنسا من الكتاب المقدس، وبعد مائة عام سيوضع الكتاب في المتاحف”… مرت مائة عام وتلتها مائة عام أخرى وبقي الكتاب المقدس ينبض حياة ورجاء وخلوداً فيما تحطمت الهجمات على صخرته. linkoln

في  المقابل وجد قادة وسياسيون وأباطرة وملوك وفلاسفة وأدباء لا يحصون  قوتهم في الكتاب المقدس، فمن هم هؤلاء الكبار الذين آمنوا بالكتاب المقدس وقالوا أجمل الكلام فيه؟

مارتن لوثر:  الكتاب المقدس ليس تحفة أثرية، أو كتاباً عصرياً، بل هو كتاب خالد.

جورج واشنطن: يستحيل حكم العالم حكماً عادلا من دون الله والكتاب المقدس.

ابراهام لنكولن: لولا الكتاب المقدّس لما عرفنا الخطأ من الصواب، وكل ما يختصّ بمصلحة البشر هنا وهناك مدوّن فيه، وفوق هذا، كان لنور الوحي الرائع تأثير إصلاحي على الجنس البشري.

تيودور روزفلت: الإنسان الذي ليس له علاقة بالكتاب المقدّس  يتكبّد خسارة ينبغي الإسراع إلى تعويضها بكل جهد.

الملكة فكتوريا:  سألها سفير إحدى الدول الإفريقية عن سرّ عظمة بريطانيا، فأشارت بيدها إلى الكتاب المقدّس وقالت: “هذا هو سرّ انكلترا”.

العالم الانكليزي روبرت بويل: الكتاب المقدّس بين الكتب مثل الماس بين الأحجار الكريمة، فهو أثمنها وأشدها لمعاناً وأكثرها فعلا.

إسحق نيوتن: كتاب الله أبلغ فلسفة.

العلامة الانكليزي  فرنسيس بيكون: خلائقك يا إلهي كانت لي كتاباً ولكن كتابك فاقها جميعاً… الكتاب المقدّس جدير بالدراسة أكثر من أي كتاب آخر.

الفيلسوف الإنكليزي  جون لوك: أقبل نور الوحي وأفرح به لأنه أراحني من أمور كثيرة، الأمر الذي لا أقدر عليه بعقلي الضعيف

الفيلسوف الفرنسي جان- جاك روسو: أعترف بأن عظمة الكتاب المقدس تدهشني وتؤثر طهارة الإنجيل في نفسي.napoleon

غوته: ليتقدّم العالم كما يريد ولتتطور فروع البحث البشري، فليس منها ما يقوم مقام الكتاب المقدس، الذي هو أساس كل تهذيب ومصدر كل ارتقاء.

مؤلف قاموس الكتاب المقدّس دانيال وبستر: قرأت الكتاب المقدس مرات والآن أقرأه مرة كل سنة ، فهو أفضل كتاب للمشرعين كما اللاهوتيين، أشفق على الإنسان الذي لا يجد فيه غذاء لأفكاره وقوانين لسيرته.

رجل الفضاء السير وليم جونز: قرأت الكتاب المقدس قانونياً وبانتباه، فهو يحوي،  بغض النظر عن أصله الإلهي،  بلاغة حقيقية وجمالا فائقاً وآداباً نقيّة وتواريخ هامة وأرقّ أساليب الشعر والفصاحة، أكثر مما يمكن أن يجمع في الكتب جميعها.

العالِم فرادي: لماذا يضلّ الناس وعندهم الكتاب المقدّس؟

الأديب الانكليزي تشارلز ديكنز: الكتاب المقدس هو أفضل كتاب عرفه العالم.

الزعيم الهندي غاندي: الكتاب المقدس تاج الكتب والموعظة على الجبل هي درة هذا التاج.

نابليون بونابرت: هذا هو كتاب الكتب،  لا أملُّ من قراءته كل يوم ، بل أقرأه بلذة وشغف عظيمين ، ولا أرى في غيره ما أراه فيه ، ولا أجد تعاليم أدبية خارقة كتعاليمه، و لا تضل النفس ما دام هذا الكتاب مرشداً وقائداً لها….

تولستوي: تربية الأولاد مستحيلة من دون الكتاب المقدس.

الفيلسوف الألماني كانط: تفعل حسناً إذا كنت تؤسس سلامك على الإنجيل وتستمد منه تقواك، لأن الإنجيل وحده منبع الحقائق الروحية العميقة.

الأديبة الأميركية هلن كلر: أجد في الكتاب المقدس طمأنينة تفوق بقوتها أقصى الشرور.

في مجاهل الغابات

الكتاب المقدس شرقي الانطلاقة، فكيف ملك ناصية الغرب كما هو من دون تغيير؟‍ من يستطيع أن يعطي تعليلاً طبيعياً عن موافقة هذا الكتاب لسكان غرينلاند كما لسكان مدغشقر وأفريقيا والهند؟‍‍ وليس هو موافقاً فقط بل له تأثير على عقول سامعيه وإخضاع قلوبهم لسلطانه..ghandi rayia

قصص كثيرة حدثت بالفعل تبرز قوة الكتاب المقدس ومدى تأثيره في الأشخاص والشعوب.  فقد حَّول أشر الخطاة إلى قديسين، أما الشعوب التي آمنت به وعملت بما فيه فتميزت بالرقي والنجاح والحرية والنظام. من هذه القصص:

كانت سفينة تشق عباب البحر فاصطدمت ببعض الشعاب المرجانية وتحطمت، وما زاد من هول الصدمة أنها تحطمت بالقرب من جزيرة يقطنها آكلو لحوم بشرية ، فلجأ الركاب الناجون إلى هذه الجزيرة وكانوا يرتعدون خوفاً من سكانها، إلا أن أحدهم  تجرأ وبدأ يستكشف المكان، فوجد عجوزاً يمسك كتابأً يقرأ فيه، وعندما أيقن أنه الكتاب المقدس صاح بأعلى صوته لرفاقه: “لا تخافوا … اطمئنوا… حيث  يوجد الكتاب المقدس  يزول كل خطر”.

***

قصد أحد الفلاسفة الملحدين إحدى غابات وسط أفريقيا ، وبينما هو يسير التقى رجلاً منهمكاً في قراءة كتاب، فسأله عما يقرأ؟ أجابه الرجل: “الكتاب المقدس”، فضحك الرجل الملحد وقال ساخراً: “نسينا هذه الخرافات منذ زمن هل ما زلت تؤمن بها ؟” أجابه الرجل:  “ليست هذه خرافات، فلولا الكتاب المقدس الذي علمنا الحق  لكنتَ الآن طعامي، لأنني كنت مع قبيلتي من آكلة لحوم البشر”.

***

سافر شاب مع عمه في رحلة تجارية، وكان عليهما اجتياز إحدى غابات أميركا، ولما أسدل الليل ستاره، رأيا كوخاً فقرعا بابه لقضاء  الليل فيه، واستضافهما صاحب الكوخ مع أسرته. إلا أن الرجلين خافا على المال الذي في حوزتهما، فاتفقا على تناوب السهر لحراسته، لكن عندما لاحظ الشاب أن رب الأسرة جمع أسرته وقرأ معها فصلاً من الكتاب المقدس وصلى طالباً الراحة والسلام والنوم الهادئ لأهل البيت وضيوفه، قال لعمه:  “نم ملء جفونك نحن في أمان كامل”.

***

في جامعة كاليفورنيا كان طالب مسيحي يعيش بحسب مبادئ الإنجيل بينما ينظر  أساتذته وزملاؤه نظرة غير لائقة للكتاب المقدس ويعيشون في إباحية، فأراد أحد أساتذته أن يلقنه درساً لكي ينسيه إنجيله، بتكليفه كتابة مقال يدافع فيه عن الكتاب المقدس، وكلف صديقاً له من أكثر الطلاب ذكاء ومهارة أن يُثبِت عدم جدوى الكتاب المقدس.tolstoy

وفي اليوم المُحدَّد للقاء تحدث الطالب المسيحي بهدوء وثقة مستشهداً بآيات من الإنجيل، ثم تكلم صديقه والجميع يراقبونه ليثبت العكس، فقال بهدوء: “أستاذي الوقور وزملائي الطلاب، لم أجد من الضرورة أن أُحضِر تقريراً – كتابة – عن هذه المسألة ، لذا سأقدم نتيجة أبحاثي شفاهة، أود أن أؤكد لكم أنني قضيت وقتاً طويلاً باحثاً في الكتاب المقدس عن برهان عدم صحته، فقرأت العهد الجديد ثلاث مرات، وإنجيل يوحنا ست عشرة مرة ، وكلما قرأت الكتاب المقدس كاملاً أدركت أنه صحيح ، وعباراته ثاقبة حتى إن شعوراً بالدينونة قد اعتراني ، وكأني أقرأ كتاباً موجهاً إليَّ مباشرة، فاقتنعت  بأنني مجرم في حق الله وخاطئ ، والآن أؤمن بثبات أن الكتاب المقدس هو كلمة الله ، وأصدق كل كلمة جاءت فيه”.  فتجهم وجه الأستاذ وصرف الجمع المحتشد .

***

أعدَّ الحزب الشيوعي مسرحية للسخرية من تعاليم الكتاب المقدس، واختار الممثل الشهير الكسندر روستوفيتشيف لتمثيلها، ومنح أجازة للعمال ليشاهدوا المسرحية، فامتلأ المسرح بالمشاهدين. أدى الكسندر دور السيد المسيح وراح يقرأ التطويبات بصوت أجش وملامح مقتضبة: طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السموات. طوبى للحزانى لأنهم يُعزون . طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض… وبعد ذلك كان من المقرَّر أن يقلب الكسندر المشهد إلى سخرية لاذعة، لكن فوجئ الجمهور بأنه يقف متزناً متأثراً، وأكمل التطويبات بصوت هادئ رزين، من دون أن يلتفت إلى المُلقِن الذي راح يذّكره بما ينبغي أن يفعله ويقوله.  في النهاية رسم علامة الصليب وهو يعلم أن ما فعله يعرضه للموت، وقال: “أذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك” ، فأُغلقت الستارة وضجت قاعة المسرح بالمشاهدين، وكل منهم يصرخ: “ياربي يسوع المسيح إرحمنا” .

تذكّر هذه القصة بقصة البهلوان الذي كان مكلفاً الاستهزاء بسر المعمودية ، وفوجئ الملك الوثني وأعوانه بالبهلوان  يعلن إيمانه المسيحي وينال إكليل الشهادة.

كلام الصور

1-الكتاب المقدس منارة الحياة.

2- الرئيس الأميركي لينكولن.

3-  نابليون بونابرت.

4- المهاتما غاندي.

5- الأديب الروسي تولستوي.

 

اترك رد