استيل صهيون
يمكن لكل شخص أن يعاني مشاكل في النوم تمنع جسمه من ساعات راحة ضرورية يحتاجها ليبدأ يومه بنشاط كامل. وتختلف الأسباب بحسب كل فرد والظروف المحيطة به. من هنا يعتبر الأرق أحد أكثر المشاكل التي تؤثر على نوم الفرد، فيترك آثارا سلبية على نشاطه في اليوم التالي. ويحاول الطب النفسي معالجة هذه المشاكل من خلال تشخيص حالة كل مريض. ما أسباب الأرق وما هي الطريقة التي يعالج فيها؟ وكيف يميز الطب حالات الأرق؟
يصنف الأرق بحسب مدة حصوله، فهو مستجد عندما يعاني منه المريض منذ ثلاثة أشهر بسبب مشكلة تصادفه وتؤثر عليه، ويعالج بالحبوب المنومة. أما إذا تخطى الأرق هذه المدة فيعد من النوع المزمن، وتتعدد أسبابه، ويخضع المريض لعلاج طويل وصعب لا يمكن تأكيد نتائجه.
ويوضح الاختصاصي في الأمراض الصدرية وأمراض النوم الدكتور سمير شليطا في حديث إلى “الوكالة الوطنية للاعلام” أن “أسباب الأرق المزمن تختلف بين الصحية أو النفسية أو الأمراض الخاصة بالنوم”، لافتاً إلى أن “بعض الحالات لا ترتبط بأسباب محددة، اذ يتوهم البعض أن النوم لن ينجح معهم طيلة حياتهم بعد فترة من الارق وتعرف هذه الحالة insomniephysiologique وينبه إلى أن الطب يخشى تحول الأرق المستجد إلى مزمن يصعب علاجه.
يميز شليطا بين ثلاثة أنواع من الأرق: الأول ينطبق على المريض الذي يستغرق فترة طويلة كي يستطيع النوم، أما الثاني فحالة من ينام بشكل متقطع ليستيقظ مرات خلال الليل، الثالث من يخشى الاستمرار في النوم حتى وقت متأخر فيستيقظ باكراً قبل أن يحين وقت المنبه”.
يضيف: “الارق لا يشخص إلا عندما يعاني المريض من عوارضه التي تمتد حتى اليوم الثاني وتؤثر على نشاطه وتركيزه وذاكرته، ما يزيد من مشاكل العمل وحوادث السير، ما ينعكس على صحته، اذ يتعرض لمشاكل في القلب والدماغ والشرايين، بالإضافة إلى مشاكل السكّري والضغط والبدانة”.
حول العلاج المناسب، يتابع:”حالات الأرق المستجد تعالج بالأدوية المنومة، ولكن في الحالات المزمنة والتي تنعكس صحياً ونفسياً، يرتبط علاج الشق الصحي بحسب كل حالة. وبالنسبة إلى العوارض النفسية، من الأفضل عدم إعطاء المريض أدوية منومة، بل استبدالها بعلاج حديث يعرف بأدوية الهورمونات الهادفة إلى تنظيم دورة النوم والتحكم بها.
يلفت إلى ضرورة تدخل وزارة الصحة لمراقبة كيفية إعطاء الأدوية المنومة، إذ يحذر الطب استعمالها لفترات طويلة، مشيراً إلى أنها توصف في لبنان وتجدد بشكل عشوائي بعيدا عن نظر الوزارة، وخصوصا أن اللبنانيين يجهلون خطرها على الصحة.
(الوكالة الوطنية للإعلام)