احتفل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عند العاشرة من قبل ظهر الخميس 2 إبريل 2015 في باحة سجن روميه، برتبة الغسل بمشاركة المطارنة: سمير مظلوم، حنا علوان وشكر الله نبيل الحاج ورئيس المرشدية العامة للسجون الاب جوزف عنداري وعدد من الكهنة. حضر القداس حشد من الفعاليات الامنية والاجتماعية وعدد من المؤمنين. وخدمت القداس جوقة جامعة اللويزة بقيادة الاب خليل رحمه.
بعد الانجيل، ألقى البطريرك الراعي عظة أشار فيها الى ان “التعامل مع السجين يجب ان يكون على اساس انه شخص مطلوب يحتاج للعدالة والاهتمام، ومن موقع العدالة لا بد ان يصار الى الخطوة المطلوبة بالعفو العام عندما تقوم العائلة بواجباتها وتتنازل عن الحق الخاص كي يعود هذا الشخص الى واجباته الطبيعية فربما كان زوجا او ابنا او أبا لعائلة واطفال”.
وشدد على ان “إصلاح المساجين ضروري لمساعدتهم على إصلاح ذواتهم والعودة الى المجتمع كبداية بعدما أدوا جزاء فعلهم، علهم يعودوا ويجدوا فرصة عمل وعلى المجتمع ان يقبلهم دون النظر الى سجل العدلي، فالعدالة يجب ان تتصف بالانصاف عن طريق تقديم فرصة عمل يقومون بها لاعالة عائلاتهم. وهنا لا بد ان تتضافر جهود الدولة والمجتمع والكنيسة للاهتمام بعائلات السجين التي صرمت من المعيل والعاطفة”.
وقال: “لا بد ايضا، من ان تتعاون وزارة الشؤون الاجتماعية والكنيسة مع المحسنين لمساعدة العائلة التي لم تخطىء بل اخطأ معيلها. لذلك علينا التركيز على معالجة اسباب الجريمة في لبنان من فقر وحرمان والعمل على انماء المجتمع لمنع الاستغلال سياسيا وعسكريا، وحماية ابنائنا من الفلتان، لان على كل فرد ان يعيش ويتحمل المسؤولية بأخلاق”.
وتوجه البطريرك الماروني الى السجناء بالقول: “ان الزيارة الى سجن روميه هي زيارة لكل المساجين ولكل السجون في لبنان، ونحن نعبر معكم عن صلاتنا وتضامننا من خلال المرشدية العامة عن وقوفنا الى جانب كل المساجين كبارا وصغارا ونساء، فهذه الزيارة يأمرنا بها السيد المسيح الذي قال: كنت سجينا فزرتموني”.
أضاف: “المسيح لم يميز بين انواع السجناء، فليس من هم وراء القضبان فقط سجناء بل هناك سجناء خارجها، سجناء الخطيئة وسجناء الارتهان لمصالحهم الخاصة على حساب الصالح العام، سجناء الشر والعبودية والايديولوجيات والتحجر في الرأي والموقف، وهؤلاء اخطر ممن هم وراء القضبان لان الدول تنهار بسببهم ويفقد المجتمع معانيه. لقد أتى المسيح ليحرر كل هؤلاء ويدلهم على الطريق السديد. ولكي لا يكون السجن أسرا للحرية لان أسر الحرية بغيض”.
وختم: “استفيدوا من وجودكم هنا لتقفوا مع الله وتفكروا بالماضي وتنفتحوا على المستقبل، فهناك سجناء كثر استغلوا سجنهم وانطلقوا نحو حياة افضل. أطلب منكم ان تقفوا مع انفسكم وقفة وجدانية وتطلبوا السماح من الله”.