حركة مد استثنائية تعد الأكبر التي تحدث في القرن الواحد والعشرين جرت السبت على سواحل فرنسا الغربية من سان مالو إلى مون سان ميشال استقطبت عشرات آلاف من الفضوليين. وتحدث حركات المد القوية هذه نتيجة تضافر عوامل فلكية متعددة منها اصطفاف الكواكب والمسافات القصيرة بين المدارات.
عشرات آلاف من الفضوليين تدفقوا السبت على السواحل الفرنسية الغربية من سان مالو إلى مون سان ميشال لمشهادة ظاهرة مد تعد الأكبر التي تحدث خلال القرن الواحد والعشرين.
في مون-سان-ميشال انطلق السياح الذين أتوا من كل أرجاء فرنسا ومن الخارج أيضا (اليابان وألمانيا وبلجيكا خصوصا) قبيل الفجر إلى الجسر المؤدي إلى هذا الموقع المدرح على قائمة التراث العالمي للبشرية.
وقد استحال مون-سان-ميشال صباح السبت جزيرة مجددا بسبب حركة المد وسيتحول مجددا إلى جزيرة أيضا مساء عند الساعة 20,07 بالتوقيت المحلي (الساعة 19,07 ت.غ.) مع حركة مد معدلها 119 وهي الأعلى تسجل حتى الآن بحسب الهيئة الوطنية الفرنسية المعنية بالمياه والمحيطات (شوم).
وسبق أن استقطبت حركة المد الإستثنائية هذه مساء الجمعة عشرة آلاف شخص في هذا الموقع. ويتوقع أن يأتي عدد قياسي مساء السبت أيضا.
وآخر حركة مد ضخمة من هذا النوع سجلت في العاشر من آذار/مارس 1997 ويتوقع أن تسجل الحركة المقبلة كهذه في الثالث من آذار/مارس 2033. وستكون حركة المد السبت تاليا الأكبر التي تسجل في القرن الحادي والعشرين حتى الآن.
وتأتي حركات المد القوية هذه نتيجة تضافر عوامل فلكية متعددة منها اصطفاف الكواكب والمسافات القصيرة بين المدارات…
وقد سجل الجمعة في أوروبا كسوف للشمس. وحركات المد ناجمة عن جاذبية القمر والشمس على البحار والمحيطات.
وحركات المد الكبيرة كهذه تسجل في الواقع كل 18 عاما تقريبا ويكون الفارق بين حركة المد والجزر قرابة 14 مترا أي أكثر من مبنى من أربعة طوابق.
في مدينة سان مالو التاريخية، احتل نحو 20 ألف شخص الكورنيش البحري مع ساعات الفجر الأولى لحضور حركة المد الصباحية.
وقد تكدست الجموع على الرصيف والطريق منتعلة جزمات مطاطية وواضعة سترات واقية من المياه وقبعات والتقطت صورا لرغوة الامواج المرتفعة فوق السد قبل ان تبللهم عند تفقشها عند اقدامهم.
إلا أن ارتفاع الأمواج لم يتجاوز المتر وهو أمر غير ملفت بالنسبة للمعتادين على حركات المد.
وقال شخص من بين آلاف الفضوليين الذين أتوا لرؤية هذه الظاهرة “حركات المد هنا أضخم بكثير عادة. وتصل المياه إلى الشارع. لكن الآن لا نشهد ذلك. الامر مخيب للأمل قليلا. لكنه مفيد لتجار سان مالو”.
وخلال حركة الجزر ستنحسر مياه البحر لمسافة طويلة وسيتمكن عندها الصيادون من النزول مشيا لجمع ثمار البحر.
وقد اكثرت السلطات المحلية في الأيام الأخيرة من التحذيرات من ضرورة أخذ الحيطة لا سيما باتجاه الصيادين الذين قد يعلقون بسبب حركة المد ولا سيما في خليج مون سان ميشال حيث يفيد قول مأثور أن “المد يعدو بسرعة جواد”.
ويتوقع خبراء الأحوال الجوية أن يكون الطقس معتدلا مع فيضانات قليلة وغير واسعة النطاق في حين أن البلدات الساحلية لم تتخذ إلا إجراءات بسيطة.
أما الفارق الأكبر بين المد الجزر في العالم فيتوقع أن يسجل في خليج فوندي في كندا مع 16 مترا.
وستسجل هذه الظاهرة بشكل كبير أيضا في أرض النار (اقصى القارة الأمريكية الجنوبية) وعلى ساحل أستراليا الشمالي وفي بريطانيا خصوصا في قناة بريستول (أكثر من 14 مترا).
(فرانس 24 / أ ف ب)