د. عماد عبداللطيف
في أوائل عام 2005 نشرتُ دراسة بعنوان “بلاغة المخاطَب: البلاغة العربية من إنتاج الخطاب
السلطوي إلى مقاومته”، أقترح فيها مشروعًا لتطوير الدرس البلاغي العربي على نحو جذري، بواسطة تغيير مادته، ووظائفه، ومناهج الاشتغال فيه، والجمهور الذي يتلقاه.
وبعد عشر سنوات من تدشين مشروع “بلاغة المخاطَب/الجمهور”، لا أستطيع الجزم بأنه تحول بالفعل إلى توجه أساسي من توجهات الدرس البلاغي العربي المعاصر. لقد ألّفتُ عدة كتب لتعميق التأسيس النظري للمشروع، واستكشاف إمكانيات تطبيقه في مدونة منوّعة من النصوص والخطابات، فصدر عام 2009 كتاب “لماذا يصفق المصريون؟ بلاغة التلاعب بالجماهير في السياسة والفن (2009)”، وعام 2012 كتاب “استراتيجيات الإقناع والتأثير في الخطاب السياسي (2012 )”، وفي العام نفسه صدر كتاب “بلاغة الحرية” (2012)؛
إضافة إلى دراسة “تحليل الخطاب بين بلاغة الجمهور وسيميائية الأيقونات الاجتماعية” (2014). كما نشر باحثون وباحثات من مصر والجزائر والمغرب دراسات تطبق أفكار بلاغة الجمهور على مدونات متنوعة.
غير أنني أظن أن هذا المنجز ما زال محدودًا بالقياس إلى الآفاق الممكنة لهذا التوجه البلاغي، وإن كنتُ أثق كذلك أن هذا المشروع بحاجة إلى مراجعات معرفية جذرية، ربما يكون مرور عشرة أعوام على تدشينه، محفّزًا على القيام بها.