الأديب جلال زنگابادي
معلوم أن العلاقات الدبلوماسيّة والتجاريّة والثقافيّة بين إيران وروسيا متواصلة منذ أواسط القرن السادس عشر الميلادي . أمّا أوّل اهتمام كبير ومنظم باللغة الفارسيّة وأدبها فقد كان في سنة 1815 حين نشرت مجلة (فستنيك يفروبي) سلسلة مقالات عن اللغة والأدب الفارسي مترجمة عن الفرنسية La Perse par Jourdain.
كذك نشرت ترجمات لقصيدة الفردوسي في هجو محمود الغزنوي وقصيدة لأنوري وقصيدة (البلبل والنملة) لسعدي الشيرازي وثلاث غزليّات لحافظ الشيرازي.
وفي 1826 نشر باتيانوف (؟!) دراسته “نظرة إلى الأدب الإيراني القديم والمعاصر” في المجلّة الآسيويّة. وفي 1849 كتب س. نازاريانيس (؟!) أطروحة دكتوراه عن الفردوسي وموجزاً لتاريخ الشعر الفارسي منذ نشوئه حتى نهايات القرن الخامس عشر الميلادي.
وفي عام 1851 نشر ب. ل. ليرخ (1828-1884) مقاله (كواكب في سماء الشعر الفارسي) وهم: الفردوسي، الأنوري، نظامي كَنجوي، مولانا جلال الدين، سعدي، حافظ وجامي.
يعدّ بوشكين (1799- 1837) من أوائل الشعراء الروس المتأثرين بالشعر الفارسي؛ إذ يشير إلى اسميّ سعدي في إحدى قصائده، ويذكر أيضاً اسم سعدي في قصيدته “نافورة باغجه سراي” ، ويضمّن روايته الشعريّة “يفيكَيني أونيكَين” هذين البيتين لسعدي بتصرّف: ” لقد أغمض الكثيرون عيونهم عن هذا العالم، ويقضي الباقون حيواتهم في أسفار نائية ومديدة، مثلما قال سعدي في زمانه” فلاعجب إذن إنْ أطلق بعض الأدباء إسم “سعدي الشاب” على بوشكين. وتلاه ميخائيل ليرمنتوف (1814- 1841) ثمّ الشاعر آ.آ. فيت (1820- 1892) الذي ترجم العشرات من القصائد الفارسيّة إلى الروسيّة، ونشر غزليّات مختارة لحافظ.
واهتمّ الروائي إيفان توركَنيف (1818- 1883) بالشعر الفارسي، وكذلك الروائي ليوي تولستوي (1828- 1910) والذي شغف بأشعار سعدي وحافظ والموسيقى الإيرانيّة، بل كانت تربطه علاقات ودّيّة وثيقة مع شخصيّات إيرانيّة دبلوماسيّة وثقافيّة. ومن الشعراء الروس المهتمين والمتأثرين بالشعر الفارسي: فيجسلاف إيفانوف (1866- 1949)، س. يالياكوف (؟!)، ف. بروسوف (1873- 1924)، فلاديمير ماياكوفسكي (1893- 1930) وسيركَي يسِنين (1895- 1925).
أمّا على صعيد الدراسة الأكاديميّة ، فقد تأسست أقسام في كليّات الآداب والجامعات الروسيّة لدراسة اللغات والآداب الإيرانيّة منذ 1804.
يعود اهتمام المترجمين والباحثين الروس برباعيّات الخيّام إلى أواخر القرن التاسع عشر، لاسيما بعد رواج ترجمة فيتزجيرالد وتأثيرها في مشاهد الثقافات الأوربية، و أبرزهم هو فالنتين زوكوفسكي (1858- 1918) الذي كان تحقيق ديوان أوحدالدين أنوري أطروحته لنيل شهادة الدكتوراه، والذي استلفت أنظار الخيّاملوجيين في العالم بكتابه المنشور عام 1897، ولعلّ الرائد في مضمار ترجمة رباعيّات الخيّام هو ف. ل . فليجكا، الذي نشر ترجمة (16 رباعيّة) في سنة 1891، لم يراع فيها قالب الرباعي والتقفية، و تلاه م. ب. بارفيروف الذي نشر ترجمة رباعيّتين في سنة 1894، إحداها في ستة سطور والأخرى في ثمانية سطور مع تقفية على الطريقة الروسيّة، ثمّ ترجم دانيالوفسكي ألكساندروف مجموعة من رباعيّات الخيّام موزعة على ثلاث أغنيات بعناوين: “الإرادة الإلهيّة”، “القدر”، “الشراب والجنة” خلال السنوات 1910- 1916، ثمّ جمعها ونشرها في كتاب واحد بعنوان “دنيا الهزج”. وفي عام 1990 نشر الشاعر بالمونت ترجمة (11 رباعية) للخيّام منظومة في قالب الرباعي مستثمراً طريقة الـ (ماناريم) أي تقفية المصاريع كلّها.
ثم تواصلت ترجمة رباعيّات الخيّام طوال السنوات (1917- 1934) وأبرزها ترجمة И. Тхоржевский إي. تخورزوفسكي والتي نشرها سنة 1928 في باريس، وتميّزت ترجمته بمراعاة أهمّ خصائص شعر الخيّام، من حيث قالب الرباعي و الموسيقى المنسجمة والأحاسيس والأفكار الخيّاميّة. ومع ذلك لم تتجاوز نسبة التطابق بين الترجمة الروسيّة للرباعيّات ومتونها الفارسيّة (60%).
ومنذ مطلع عقد الثلاثينات في القرن العشرين إزداد شغف الناس برباعيّات الخيّام ، وأبرز من تصدّى لترجمتها عن المتن الفارسي فهو ل. س. نيكور ونشرها سنة 1934 ثمّ في 1935 بصورة مزيّدة ومنقحة، وهي ترجمة معتبرة وموثقة و مستندة إلى الفيلولوجيا (علم فقه اللغة) ولم تزل محتفظة بأهميّتها لحد الآن. وفي 1935 أيضاً أصدر فلاديمير كَناديفيج ناردوف (1879-1938) بالإشتراك مع رومروم فجايكيني ترجمة مهمة لرباعيات الخيام ، ثمّ تلتها ترجمة أخرى مهمّة لـ Румер.О (أو رومر) الذي نشر ترجمته لـ (300 رباعيّة) في عشرة آلاف نسخة عام 1938.
وعليه فقد بلغ عدد المترجمين والباحثين المهتمّين برباعيّات الخيّام حتى مطلع عقد أربعينات القرن الماضي أكثر من أربعين مترجماً و باحثاً.
وفي مطلع أربعينات القرن العشرين إنبرى أ.س. إستاروستين الخبير المشهور بتاريخ الأدب الفارسي ليترجم (120 رباعيّة) بمنتهى الدقة والأمانة الممكنة رغم مراعاته لخصائص نظم الشعر باللغة الروسيّة.
وفي 1952 أصدر الباحث والمترجم بافل نيكيفورفيج لازييف (1917-؟!) ترجمته لرباعيّات الخيّام عن الفارسية، وكتابه المهم “عمر الخيّام في المصادر والترجمات الروسيّة”، مستكملاً مشروعه الذي دشّنه في 1927 بكتابه “الخيّام، دراسة تاريخيّة- لغويّة”، وكتابه اللاحق “عمر الخيّام” في 1930.
أمّا ستينات القرن العشرين فقد شهدت نظم الشاعر والباحث المعروف В. Державин ف. ديرزافين لأكبر مجموعة (488 رباعيّة) للخيّام إستناداً إلى الترجمة الحرفيّة لـ (292 رباعيّة) لعلييوف و عثمانوف و ترجمة (1096 رباعيّة) للباحث الهندي سوامي تيرتهه، ونشرها عام 1965، ولاتخلو هذه الترجمة من الإشكالات؛ فهي تفتقر إلى الجماليّة الفنية في بعض المواضع، ومصاريع بعض الرباعيّات أطول من مصاريع المتن الفارسي المنظوم على وزن الرباعي (لاحول و لا قوة إلاّ بالله).
من الفعاليات البارزة المتعلقة بشأن رباعيات الخيّام هي قيام مطبعة الآداب الشرقية (العلم = هايكا) في عام 1972 باختيار أفضل ترجمة لرباعيّات الخيام لطبعها ونشرها؛ وقد حظيت ترجمة Г. Плисецкий غ. بليستيسكي بالاختيار والنشر بمائة ألف نسخة، وهي تشتمل على (450 رباعيّة) راعى فيها المترجم وحدة الوزن والالتزام بالقافية باللغة الروسيّة، كما الحال في فن الرباعي الفارسي، مع الاهتمام بالجوانب الفنية – الجماليّة والحفاظ على المعاني الأصلية. وهناك ترجمة أخرى ذات فرادة للمترجم سديخ بعنوان (أشعار شرقيّة) في عام 1983 تتسم بفنيّة عالية بالإضافة إلى المنظور الفلسفي الخيّامي.
طبعاً هنالك أيضاً العديد من ترجمات رباعيّات الخيّام إلى اللغة الروسيّة والعديد من الدراسات ، و من الترجمات الجديرة بالذكر:
× رباعيّات عمر الخيّام / رستم. م. علييوف و محمد نوري عثمانوف / 1959
× عمر الخيّام ، رباعيّات / غيرمانا بلسيتسكوغو / 1979
× عمر الخيّام ، رباعيّت…/ أ. س . ساجفيردوفا / 1986
× عمر الخيّام ، رباعيّات / ف . كوركن / 1998
× عمر الخيّام ، رباعيّات / إيرينه إبزي / 2003
× عمر الخيّام (150 رباعيّة) ترجمة روسيّة مقرونة بالترجمتين الكازاخيّة والأوزبكيّة ، 2006 كازاخستان .
× (كتاب الأعاجيب الخالد) ، 2007 قيرغيزستان. وهي ترجمة مشتركة أنجزها البروفيسور التاجيكستاني الدكتور عظيم أمينوف مع سفيتلانا سوسلافا الشاعرة القيرغيزية (التي تكتب باللغة الروسية) والمستشارة الثقافية لرئاسة جمهورية قيرغيزستان.
وقد أكد العديد من الباحثين والكتاب والشعراء على تميّز هذه الترجمة عن سابقاتها، حيث تضافرت فيها الترجمة الأمينة الدقيقة لعظيم أمينوف والصياغة الشعرية بالروسية لسفيتلانا سوسلافا؛ فجاءت ترجمة وفقت مابين روحية الرباعيات وحرفيتها الى حد كبير، ويتضمّن الكتاب دراسة مستفيضة لحياة وأعمال الحكيم الخيام، بمثابة تقديم للرباعيات المترجمة، وقد قالت سوسلافا: “ثمّة في شعر الخيام نوع من حرية الرأي. ويُنسب الی هذا الشاعر الفذ قرابة ألف رباعيّة، لكنّما يمكن للمرء الحاذق بنظرته الثاقبة أن يميز شعر الخيام عن اشعار الشعراء الآخري. تتميز رباعيات الخيام بعمقها الفكري والمعنوي.
فرباعياته لن تموت بل هي خالدة إلی الأبد ؛ لأنها تنطوي على فلسفة عميقة، وتكشف عن أسرار الوجود و حكمة الحياة. لقد استطاع عمر الخيام أن يبين سر الخلق والوجود والموت والحياة في بيتين فقط !”
وتجدر الإشارة إلى أن المترجمة والشاعرة سوسلافا ذات علاقة حميمة باللغة والآداب الفارسية؛ طالما تجلّت تأثيراتها في أشعارها الروسية، لاسيما في كتاب رباعياتها الصادر في عام 2005.
ويُذكر أن ترجمة رباعيّات الخيام باللغة الروسية هي الأكثر مبيعاً بين الكتب الشعرية خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة.
لقد حظيت ترجمات رباعيّات الخيّام في الإتحاد السوفياتي (البائد) وكذلك بعد استقلال جمهوريّاته ، حظيت بالنشر بأعداد هائلة من النسخ لامثيل لها في أيّ بلد آخر في العالم ، بل جاءت في المرتبة الثانية بعد أعمال الشاعر الشهير بوشكين .و فيما يلي بعض الأرقام (خارج الجمهوريات والمدن الكبيرة) وهي ذات دلالة كبيرة على جماهيريّة الخيّام و على ازدهار الوضع الثقافي هناك في الوقت نفسه عهدذاك:
– دوشنبه (1965م) 100 ألف نسخة.
– باكو (1969م) 50 ألف نسخة.
– فلادي قفقاس (1982م) 8 آلاف نسخة.
– فارونج (1983م) 50 ألف نسخة.
– أوزبكستان : (1983م) ط1 (220 ألف نسخة)، ط2 (120 ألف نسخة)
– تمبوف (1991م) 50 الف نسخة.
– باشقردستان (1992م) 100 ألف نسخة.
– فولكًا الأورال (1992م) 100 ألف نسخة.
– إيكاترين بورغ (1992م) 50 ألف نسخة.
– كازان (1993م) 60 ألف نسخة.
لقد تبيّن لنا مدى حضور الخيّام في لغة العمالقة : بوشكين ، دستيوفسكي ، كَوكَل ، تولستوي ، جيخوف وباسترناك…
هكذا نرى أن شهرة الخيّام في روسيا مرهونة برباعيّاته وليست برسائله العلميّة والفلسفيّة ، بل عدّ حتى الباحثون والمستشرقون الروس رباعيّات الخيّام مصدراً مهماً للبحث في إيديولوجيا الإيرانيين في القرون الوسطى ، علماً أنّ بعضهم يحسب الخيّام فوضويّاً في رباعيّاته بالعكس منه في رسائله الفلسفيّة ، ولكن كفة منصفيه هي الأرجح طبعاً فمثلاً يقول الباحث يوكَني برتلس (1890-1957):
” جليٌّ للجميع كمْ لاقى الخيّام عالم الرياضيّات والفيلسوف الإيراني من الصّعاب في زمانه ؛ فحتّى مؤرّخو الشريعة الإسلاميّة عدّوا أفكاره أفاعٍ سامّة لادغة للشريعة الإسلاميّة. يبدو أنّ الخيّام كان يترنّم أحياناً في جلساته العلميّة بأشعار مثيرة ، راح النّاس يتناقلونها شفاهاً خشية قضاة الشرع ، حتى وصلت إلينا”.
ولعلّ علّة رواج رباعيّات الخيّام جماهيريّاً حدّ ضرب المثل بها ؛ هي أفكارها العميقة التي تحرض القاريء والسامع على التأمّل والتفكير العميقين و نشدان الحياة الكريمة ، والكفاح ضد السوءات الإجتماعية والأخلاقيّة كالظلم والرياء والنفاق . أمّا الدعوة إلى الإنغماس في الملذات و المجون واللامبالاة والكفر فسببها المئات من الرباعيّات الدخيلة (المستنكرة) ، والخيّام بريء منها ؛ حسب المصادر القديمة المهمة.
تقول الدكتورة نركَس محمدي بدر: ” يعتقد المفكّرون الروس أن أشعار الخيّام ذات المصاريع الأربعة شبيهة بمكعبات صغيرة سحريّة مليئة اللباب بالطاقة الخارقة المضغوطة فيها، وهي ذات نواة مليئة بالأفكار الفلسفيّة العميقة ، وهي في الواقع تلك الأفكار العميقة والرحيبة والسامية ، التي تجعلها أشبه ما تكون بالمكعبات أكثر من الشبه بالمربعات. وكذلك يعتقد البعض منهم أن عدداً كبيراً من هذه الرباعيّات تشبه نصوصاً دراميّة صغيرة ذات حبكة و ذروة وخاتمة”.
ولقد دخل قالب الرباعي إلى الشعر الروسي بفضل ترجمة رباعيّات الخيّام ، ولاقى التقبل والإستحسان لصغر حجمه وكثافة مضمونه.
يتبيّن من الدراسات والأبحاث الخاصة بترجمة أشعار الشعراء الإيرانيين أن الترجمة عن الفارسيّة إلى الروسيّة ليست بالعمليّة اليسيرة؛ لإختلاف الخصوصيّات القواعديّة والقاموسيّة بين اللغتين رغم كونهما من عائلة اللغات الهندوأوربية! فالمفردات الفارسيّة أقصر من مقابلاتها الروسيّة ، فمثلاً نجد مفردة (معلّم) تقابلها في الروسيّة (pripavattel) ! وتختلف بنية الجملة بما فيها ترتيب المفردات بين اللغتين ؛ فالمفردات تكون مستقلة نسبيّاً في الجملة الفارسيّة ، بينما يتم ترتيب المفردات في الجملة الروسيّة حسب الجنس والعدد….. ، بل للإسم في الجملة الروسيّة ست صيغ حسب الحال: (فاعل ، مفعول به…..) إلخ…وهذا معناه أن المترجم الروسي لايتمتع بالحريّة المتاحة في اللغة الفارسيّة.
وهنا لابدّ من الإستدراك بأن الإهتمام الثقافي الروسي بالخيّام لم يقتصر على ترجمة رباعيّاته ، وإنما اهتمّ كبار المستشرقين والباحثين الروس بدراسة الخيّام شاعراً و عالماً وفيلسوفاً ، ومنهم : فالنتين زوكوفسكي ، يوكَني برتلس ، فلاديمير مينورسكي ، أدولف يوشكيفيج ، بوريس روزنفيلد و ف. سميلجا…
لعلّ المستشرق زوكوفسكي هو أوّل باحث رائد في العالم تصدّى لفرز رباعيّات الخيّام الأصيلة عن الدخيلة، في كتابه (الميراث الأدبي لعمر الخيّام) المنشور في باريس سنة 1897م ، حيث إنطلق من نظريته (الرباعيات الجائلة= السيّارة) بالتدقيق في دواوين الشعراء الإيرانيين الآخرين، إذ كان كلّما يعثر على رباعيات للخيام في ديوان أي شاعر آخر؛ يشكّ في نسبتها إلى الخيّام ، حتى بلغ عددها (82 رباعية) في مجموعة نيكولاس البالغة (464 رباعيّة) وطبعاً لزوكوفسكي فضيلة الريادة في هذا المضمار الوعر والشائك ، ومع ذلك لمْ تكنْ طريقته في الفرز بين الأصيل والدخيل في رباعيّات الخيّام حالها حال طرق الباحثين اللاحقين ، حيث لم تكن لكلّ طريقة سوى جدوى محدودة في خضمّ المسعى العام.
وهنا تجدر الإشارة بالأخص إلى جهود العالمين الباحثين الكبيرين أدولف يوشكيفيج (1906- 1993) وبوريس روزنفيلد (1917- 2008) اللذين عُنيا بتحقيق مخطوطات ونصوص بضع رسائل علمية وفلسفيّة للخيّام ونشرمتونها مع ترجماتها الروسيّة، ثلاث منها في عام 1948 ، ثمّ في كتاب “رسائل عمر الخيّام” عام 1962 في موسكو، وهي: “في شرح ما أشكل من مصادرات إقليدس” ، “في البراهين على مسائل الجبر والمقابلة”، “في الاحتيال لمعرفة مقداريّ الذهب والفضة في جسم مركب منهما”، “في الكون والتكليف”، “ضرورة التضادّ في العالم والجبر والبقاء”، “الضياء العقلي في موضوع العلم الكلّي”، “…في الوجود”، “في علم كليّات الوجود” و”في الكشف عن حقيقة نوروز” ، وللعالم المؤرخ يوشكيفيج أيضاً : كتاب “الجبر عند عمر الخيام” و مبحث “النظرية الهندسية للمعادلات التكعيبية لعمر الخيام” ، وكذلك تجدر الإشارة إلى كتاب “رسائل عمر الخيّام” تحرير : فلاديمير سيغال ، والمنشور في 1922- موسكو.
وهناك بالإضافة إلى عشرات الترجمات لرباعيّات الخيّام والكتب المتعلّقة بشتّى أعماله بأبهى الطبعات المزدانة بالمينياتورات في اللغة الروسيّة ، هناك الكثير من الأعمال الفنّيّة التشكيليّة والموسيقيّة والسينمائيّة والتلفازيّة المستوحاة من رباعيّات الخيّام وحياته ، ومنها مسلسل تلفازي (8 حلقات) عن حياة الخيّام للزوجين الفنّانين المعروفين بوریس توکاروف و لودمیلا گلادنکو.
أمّا الأمكنة المسمّاة باسم الخيّام في روسيا فهي عديدة ، ومنها:
“طربخانه الخيّام = ملهى الخيّام” في موسكو يتكوّن من ثلاثة طوابق جدرانها مزيّنة باللوحات الفنّيّة التي تتخلّلها كتابة رباعيّات خيّاميّة، ويوجد فيه مطعم للأكلات الإيرانيّة وآسيا الوسطى وقاعة للحفلات الموسيقيّة كالموسيقى التاجيكيّة وعرض الأفلام…
وختاماً عُرِف الرئيس پوتین بولعه بقراءة رباعيّات الخيّام ، وقد صرّح في شريط فيديو أن زوجته قدْ أهدته كتاب (رباعیّات الخیّام) ويوصي الجميع بقراءته!
******
(*) من كتابي البانورامي الجديد (الخامس) عن الخيّام بعنوان (الخيّام ماليء الدّنيا وشاغل المترجمين) وهو قيد الإنجاز ، والبحث عن ناشر حميم !