ليلى بسام
يحارب المطرب اللبناني عاصي الحلاني البغض بفريق حب ويواجه التشرذم العربي بشبك الأيادي العربية ويقارع الخناجر بأصوات الحناجر معلنا السلام ضد محاولة سرقة الإسلام قائلا “اوعوا يا عرب…اوعوا يا شباب هناك أخطبوط قادم علينا ليأكلنا”.
ففي عمله الغنائي الجامع الذي يأخذ عنوان “رياح البغض” يستعين الحلاني بمغنين من عدد من الدول العربية في باقة يسعى من خلالها لإيصال رسالة عربية في مواجهة العنف.
ويلتقط الحلاني رياح الشرق العاصفة بالحروب ويطوعها فنيا بحثا عن رياح محبة ضاعت نسائمها واختلط عبيرها بهبوب كتلة شر عاتية.
ويقول الحلاني في مقابلة مع “رويترز”: “اسم العمل يترجم مضمونه لأن كلمة رياح البغض توحي أنه …لم يعد هناك محبة على الأرض لم يعد هناك سلام على الأرض”.
وأضاف في مقابلة أجريت معه في منزله في المونتيفردي في جبل لبنان: “مررنا بفترة طويلة من الحروب في لبنان…هذه المرحلة التي نمر فيها الآن هي أسوأ مرحلة… طريقة القتل وطريقة الإجرام… أننا نشاهد أشياء تثير الرعب فعلا”.
ويقول مطلع الاغنية التي تعرض الآن على الشاشات اللبنانية على طريقة الكليب: “هبت رياح البغض وتفرقوا يللي كانوا .أولاد ذات الارض والحرف ولسانه. صرنا حطب للنار والنار ما بترحم. ظلم كل يللي صار ويللي ابتدا اظلم. حلك بقى يا ليل تمحي العتم والويل ما ضل عنا حيل ايدينا عم تقتلنا”.
ويشرح الحلاني عبارة “ايدينا عم تقتلنا” قاصدا “نحن نقتل بعضنا”.
يتساءل: “هذا الكلام ألا يترجم الذي يحصل. نريد وعيا نريد فكرا نريد ان نربي أجيالا جديدة على المحبة والسلام ونعي الذي يحصل لأن ما يحصل مؤامرة كبرى جدا لشويه الإنسان العربي والإنسان المسلم ولمحو حضارتنا وتراثنا وعقديتنا واذا لم نتكاتف ونشبك أيدينا بأيدي بعض لن نستطيع أن نتخطى هذه المرحلة”.
وتعبر اللقطات التي أخرجها عادل سرحان عن حالات عنف كثيرة ولكن من دون اللجوء إلى عرض الدماء.
وفي الفيديو الذي تعرضه شاشات التلفزيون اللبنانية يصور المخرج الانسانية على صورة أطفال والشر على هيئة رجل مقنع مجهول الهوية يدخل الى مدرسة ويقتحم الصفوف ويهجر الاطفال. ولكن في النهاية ينتصر الاطفال الذي كانوا يحملون علما ابيض كتب عليه عبارة “عروبة”.
وأشار الحلاني: “عندما نقول أيدينا عم تقتلنا يعني وصلنا الى مرحلة مفروض ان نشبك أيدينا سويا كعرب لكي نحرر أرضنا والمفروض ان يكون لنا عدو واحد”.
أوبريت “رياح البغض” من كلمات الشاعر اللبناني نزار فرنسيس وألحان عاصي الحلاني قدمت باللغات العربية والفرنسية والانكليزية.
وقد جمع إلى الحلاني وابنته ماريتا نجوم برنامج المواهب “ذي فويس”: مراد بوريقي من المغرب، هالة القصير من سوريا، مروة ناجي من مصر، وعدنان بريسم من العراق، لميا جمال من تونس، غازي الأمير وربيع جابر من لبنان.
أوضح أن العمل الذي وصفه بأنه “رسالة إنسانية لتحفيز الوعي” ليس للتجارة إنما لترجمة احساس الناس بأصوات مجموعة آمن بها الحلاني.
والأوبريت إنتاج مشترك بين عاصي الحلاني وشركة يونيفرسال وجمعية أجيالنا.
وأوضح ان الفنان يلعب دوراً كبيراً في إيصال رسالة إلى الشعب “وأنا أترجم ما أسمعه وأراه في لبنان وفي كل الدول العربية”، مؤكدا أهمية الفنان في اصدار اغان وطنية على خطى الفنانين الذين ساهموا في ثورات بلادهم مثل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وفيروز.
وقال الحلاني إن هدفه “جمع العرب مع بعضهم وتكتلهم في هذا الوقت…هناك ذبح وقتل وجرائم وتفجير من العراق إلى مصر إلى سوريا إلى لبنان إلى ليبيا إلى تونس وفلسطين. أينما كان لم يعد هناك أمان ولا سلام، للاسف القاتل هو الذي يقول أنا عربي، أنا مسلم، مع أن الاسلام لا يمت إلى هؤلاء بصلة لأن الإسلام دين رحمة ودين تسامح”.
أضاف: “الإسلام لا يقتل الضعيف والأسير. يدعي الاسلام ويدعي أنه على حق ويبطش بالناس ويقتل الاطفال والنساء ويشرد الناس…يريد أن يفرض سيطرته على المنطقة بضلالية وظلامية ووحشية لم نشهدها من قبل… طبعا لن نخاف بالنهاية الحق سينتصر ولا ينتصر الا اذا تكاتفنا”.
ومع نهاية العمل وخروج أسماء المشاركين في العمل إلى الشاشة يبدأ عزف على العود لنشيد موطني الذي كتب كلماته الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان ولحنه الأخوان فليفل. وتبنى العراق النشيد ليكون نشيده الوطني بعد الإطاحة بصدام حسين.
(رويترز)