الأديب إيلي صليبي
انشقَّتِ الأرضُ وخرجت منها ألسنةُ نار…
والتاعَتْ قبَّةُ السَّماء وتحصَّنت وراء الضباب…
وهرولتِ المدنُ تحتمي خلف الظِّلال…
واضطربَ البحرُ وفرَّ إلى جهةٍ مجهولة…
واتَّكأَتِ الجبالُ على الجبال…
وتسلَّلتِ السُّهولُ إلى الوديان…
وانهالتِ الصُّخورُ على مضاجع الزُّهور…
واختبأَتِ الأنهارُ في مغاور الينابيع…
وارتدى العراء عباءات الصَّحارى…
وصوَّبتِ الصواعقُ بنادقَها على طرائد الحجر والبشر…
وخرجتْ قبائلُ المدن المقلوبة قوافلَ حشراتٍ مذعورة…
وتصدَّعت سطوحُ الأفلاك… وتداعت سلطة الشمس على أشعتها…
وتسربلَ النورُ الظلام…
وتقطَّبَ جبينُ القمر…
فإذا ماردٌ يمتطي جوادًا أسود، محروسًا بأسَديْن من لهَب، يتقَّدم بخَبَب، هبوطًا على مدرجٍ من جمر الحرائق، ويتسمَّر أخيرًا نصبًا في نقطة انتصاف البسيطة… ويعلن ضمَّ الأرض إلى الجحيم.
*******
(*) من مقدِّمة كتاب “هنا الجحيم”