الفيلسوف ميخائيل نعيمة
ظننت، في البداية، أنَّ علاقتي معها لم تكن غير نزوة عابرة من نزوات الشباب، ولكنّها كلّما امتدّ لها الوقت، تكشّفت لي عن أشياء أعمق بكثير من نزوات اللحم والدم، فقد بات صوتها أعذب الأصوات عندي على الإطلاق ــ فعندما أسمعه تسري في دمي مويجات من الغبطة والشعور بحلاوة الوجود، وبات لي من شفتيها القرمزيتين رحيق ولا رحيق الآلهة…
وفي عينيها الواسعتين، الوادعتين ــ بحر بغير قرار من المحبّة الصافية، المتفانية، تستحمّ في نفسي كلّما تراكمت عليها أدران المعيشة.
البهجة تنتهي إلى الوحشة، والأمل يفضي إلى الخيبة، واللذّة تحبل بالألم، فالجمال إلى زوال، والشباب إلى غياب، والجسد إلى فناء، وكلّ ما في الكون هباء، وما من بقاء لغير الحبّ …
إنّه وحده يملك القدرة على قهر الزمان والمكان، وعلى الثبات في وجه شتّى التيارات… إنّه وحده الذي لا يُكال بمكيال، ولا يُوزن في ميزان… إنّه وحده المفتاح إلى قلب الحياةــ إلى قلب الله.
أيّها الحبّ! ــ ها أنا قد جعلت قلبي هيكلاً لك ــ فقدّسه يا أقدس المقدّسين!..