إعلاميّو الصفِّ الأوّل…

الأديب إيلي صليبي

elie salibyإعلاميّو الصفِّ الأوّل،
ولكن مع الأسف، “ابتدائيّ”.

مع أن كثيرين منهم أساتذة، خارج الملاك وغير متفرِّغين في غير جامعة، يلقِّنون الطلّاب “العلم والخبر”، ويتكسَّبون من خبرتهم أجورًا مقابل نقل عدوى “الخطأ الشائع” مهنيًّا و”أكاديميًّا”، عداك عن جهلهم قواعد اللّغة وفنِّ الإلقاء السليم والمخاطبة المحترمة، إلّا أنَّهم يعدّون الجيل البديل لما هو أسوأ وأَسَفّ.
ماذا يمكن للطلّاب أن يتعلَّموا من نجم تلفزيزني يتكلَّم أكثر من ضيفه؟

ومن آخر يقاطع ضيفه ولا يترك له مجال تكملة جملة واحدة هي المفصل ـــ الأساس في موضوع المقابلة؟

ومن ثرثار يسعى إلى إظهار كنوز معلوماته متداخلًا متدخلًا كلَّما حاول الضيف إضافة معلومة ليفهم المشاهد؟

ومن مذيعة تحاور ضيفها بشَعرها؟
وأخرى بتضاريس جسدها؟

وبعد الفاصل أعود فأطرح وأناقش وأ… وأ… وأ… وكأن صفة “الأنا” “المرَضِيّة” هي من القواعد الثّابتة في فنِّ المخاطبة.

أما قواعد اللُّغة فهي والسادة الزملاء على عداء ولاسيما في الطَّرح الارتجاليِّ والرسائل المباشرة.
ماذا يمكن للطلاب الجامعيين أن يغرفوا من علوم النجوم وخبراتهم؟

كتابةَ الخبر؟
إلقاءَه؟
التجويد؟
مواجهة الجمهور العريض؟
أم “هاتِ يدَكَ والحقني”؟

أما في مسألة تقديم البرامج فلا حاجة للطلّاب أن يتعلَّموه. فهو متاح ومباح. للرجل أن يكون وقحًا أو غبيًّا أو “مفقوعًا”، وللمرأة أن تكون كريمة في إظهار مفاتنها، مغناجًا، متدلِّعة، ومدمنة على عيادات أطباء التجميل. وسوى ذلك استثناء ولأنَّه الصَّواب لا يدوم.

ولنا عودة إلى المزيد.

اترك رد