وفاة آسيا جبار… أول أديبة عربية تدخل الأكاديمية الفرنسية وترشح لجائزة نوبل

أسيا جبار إحدى أشهر الروائيات في الجزائر وأفريقيا الشمالية، توفيت في مستشفى بفرنسا، عن عمر
asia jabbar 2يناهز 79 عاما، وذلك وفقا لما أعلنته أسرتها عبر موقع جمعية “أصدقاء آسيا جبار”، ودفنت في مسقط رأسها شرشال (غرب الجزائر) تنفيذاً لوصيتها.

امتازت أعمالها بأنها تناقش المُعضلات والمصاعب التي تواجه المرأة بحس أنثوي، انتخبت في 26 يونيو 2005 عضواً في الأكاديمية الفرنسية، وأول شخصية من بلاد المغرب والعالم العربي تحتل هذا المنصب، كذلك رشحت مرات لنيل نوبل للآداب…

ولدت باسم فاطمة الزهراء في 30 يونيو 1940 في شرشال غرب الجزائر العاصمة، حيث تلقت دراستها الأولى في المدرسة القرآنية في المدينة، قبل أن تلتحق بالمدرسة الابتدائية الفرنسية في مدينة موزاية ثم البليدة فالجزائر العاصمة.

شجعها والدها الذي تقول عنه إنه «رجل يؤمن بالحداثة والانفتاح والحرية»، فتابعت دراستها في فرنسا وشاركت في تظاهرات الطلاب الجزائريين المساندين للثورة الجزائرية واستقلال الجزائر.

خاضت مجال الكتابة الأدبية والمسرحية والإخراج السينمائي، نشرت أول أعمالها الروائية «العطش» (1953)، ثم رواية «نافذة الصبر» (1957).assia jabar 1

بعد استقلال الجزائر درّست جبار مادة التاريخ في جامعة الجزائر العاصمة وعملت في جريدة «المجاهد»، مع اهتمامها السينمائي والمسرحي.

عام 1958 تزوجت الكاتب أحمد ولد رويس (وليد قرن) الذي كتب معها رواية «أحمر لون الفجر» وانتقلت للعيش في سويسرا، ثم عملت مراسلة صحافية في تونس. ولأنها عانت مشكلة عدم الانجاب، تبنت عام 1965 الطفل محمد قرن، وكان في الخامسة من عمره، التقته في دار الأيتام بالجزائر، وقد أعترفت به الحكومة الفرنسية عام 2001 «ضحية حرب». لكن زواجها واجه مصاعب، فتخلت عن ابنها بالتبني وانتهى زواجها بالطلاق عام 1975.

خلال النزاع الدامي الذي شهدته الجزائر في التسعينيات بين قوات الامن والجماعات الإسلامية المسلحة، لم تزرها سوى مرة واحدة لتشييع والدها الذي كان مدرساً. بعد ذلك تزوجت الشاعر والكاتب الجزائري عبد المالك علولة.

هاجرت إلى فرنسا عام 1980 وبدأت كتابة رباعيتها الروائية: “نساء الجزائر»، «ظل السلطانة»، «الحب والفنتازيا»، «بعيداً عن المدينة”، فتجلى فيها فنها الروائي وفرضها كأحد أبرز الكتاب الفرنكوفونيين. اختارت شخصيات رواياتها من النساء فمزجت بين الذاكرة والتاريخ.

في أوج الحرب الأهلية التي هزت الجزائر كتبت عن الموت أعمالاً روائية أخرى منها: «الجزائر البيضاء» و«وهران… لغة ميتة». ومن أجواء الحبّ المتخيّل، كتبت رواية «ليالي ستراسبورغ»، ليس هرباً من وجع الموت الجماعي الذي شهدته الجزائر، بل كعلاج نفسي داوت به غربتها وآلامها، بحسب تعبيرها.Assia_Djebar_(signature).svg
آسيا جبار أول امرأة جزائرية تنتسب إلى دار المعلمين في باريس عام 1955، وأول أستاذة جامعية في الجزائر ما بعد الاستقلال في قسم التاريخ والآداب، وأول كاتبة عربية تفوز بـجائزة السلام (2002 ) التي تمنحها جمعية الناشرين وأصحاب المكتبات الألمانية، فضلا عن جوائز دولية في إيطاليا، الولايات المتحدة وبلجيكا. وفي 16 يونيو 2005 انتخبت كعضو في الأكاديمية الفرنسية لتصبح أول عربية وخامس امرأة تدخل الأكاديمية.

درّست جبار الأدب الفرنكفوني في جامعة نيويورك، ورشحت لنيل جائزة نوبل في الآداب ( 2009).

اترك رد