انتـــحار

الأديب المصري صابر حجازي

saber-hijaziإن القتل هو اسهل وسيلة لحل كافة المشكلات ، فهو نهاية وتصفية لكل الحسابات والمعادلات المعلقة، لانة قاطع ونهائي.

بحثت في كل زوايا الغرفة عن ( سكين )، دون جدوى، إنه أمر محير، وشيء جدير بأن يكون مفاجاة، كل هذة السنوات وانا لا املك (سكيناً ) نهائيا..! وكيف لم افكر في ذلك من قبل؟، ليس مهم، إذن لا داعي لتلك الطريقة.

هذا هو ( وابور الجاز ) وسكب ما فيه من كيروسين يكفي لتحويل هذا الجسد إلي شئ متفحم تماماً ، ثم إنه يلتهم كل ما حوله أيضاً، فلا يبقي أثر لشيء، نعم هكذا… أفرغ كل الكيروسين على جسدى في هدوء، ولكن رائحته نفاذة، ليس مهماً، لابد من إغراق الراس، والأكتاف، وكل الملابس بالكامل، إذن كله تمام.

– تمام يافندم

ضحكت من نفسي فالببغاء الذي بداخلي، ما إن يسمع (كلة تمام)، ينطلق… (تمام يا افندم )…ثم تحولت إلى ( تمام سيادتك) و (تمام يابيه) و(تمام يا باشا)، أين الكبريت… يالي من مهمل، نعم مهمل تماماً، أين وضعت الكبريت، ها…هو… يا خبر… إنه عود واحد… ليس مهماً، فهو سيؤدى المطلوب، أرجوك اشتعل .. أرجوك اشتعل، يا نهار إنه يرفض… بل إن رأسه طار في الهواء، ماذا أفعل؟ …

-حتى الموت يرفضني

لاأدرى اين سمعت تلك العبارة، المهم … لابد من حل سريع، فرائحة الكيروسين هذه لا تحتمل ، يا لى من غبى ، هذا الحبل في يدى طوال الوقت، لماذا لم أفكر في ذلك، هذا كل ما أريده، هكذا في السقف بين ألواح الخشب، في المنتصف تمامأ، إن الظروف تساعدنى، وهكذا هو الكرسى المتهالك… وتلك هى دائرة على مقاس رقبتى، كله تمام …

-تمام يا فندم

ضحكت، أجمل شيء أن تضحك في تلك المواقف، لحظات وينتهى كل شئ

إرتطام وأصوات انهيار … وجلبة شديدة – يا خبر- … لقد إنهار السقف بعدما قذفت الكرسي من أسفل أقدامى، إن صاحب الغرفة سوف يجن ، ألا يكفى أنني لم أدفع الإيجار له منذ ثلاثة أشهر حتى أهدم له سقف الغرفة .

لا بد من الهروب من هنا إلى الشارع، على الأقل سوف أتغلب على رائحة الكيروسين هذه، يالها من فكرة… إذاً إلى البحر، نعم، وفيه سوف ينتهى كل شيء…

أضواء تلك السيارة قوية جدا …intihar

-أنت…أنت… يا فندي.

-نعم…أنا.

-نعم أنت… إلى أين تذهب فى هذه الساعة المتأخرة من الليل؟

-أبداً… أنا… أنا.

-هل معك (بطاقة)؟.

-(بطاقة) أصل أنا…

-إذن اركب…اركب.

-يا (خليل) …ماذا يحدث عندك؟

-لا… يا فندم… هذا واحد اشتباه.

-طيب… دعه يركب (البوكس(.

-حدث يا أفندم.

-اذا، هيا بنا، ويكفى ذلك اليوم، هيا تحرك لنعد الى القسم.

-حاضر يا فندم، كله تمام سيادتك.

وجدت نفسى من داخل (البوكس) اصرخ:

-تمام يا فندم.

One comment

  1. يقول صابر حجازى:

    السلام عليكم
    الف مبروك علي التطوير ..وهذا الشكل الجميل في المضمون والاخراج الفني
    ساظل من اصدقاءكم الي الابد ان شاء الله
    تحياااااااااتي

اترك رد