غفوة… قصة قصيرة

الأديب أحمد الصغير

ahmad-sghaier-1رفع بصره… السماء هي السماء بنجومها و قمرها.. وسواد الليل فيها… الارض كما هي مذ تكورت و احدودبت اطرافها… مازالت بنفس الاشكال و الالوان و بنفس وتيرة تعاقب الفصول عليها.

يوم يمضي و غد قادم … و عقارب الساعة في التزام ثابت على مبدا الدوران في نفس الاتجاه… لا يستهويها توقف و لا وقوف… او اتجاه معاكس

انحبست في صدره زفرة حارة وخالجه شعور مقيت بالقلق من هذا الكون الثابت المحكوم بعدمية اجزاءه و فناء عناصره… نطّّّ الى ذهنه سؤال لماذا؟

لم يكن هو رب و ملك هذا الكون الفسيح؟؟؟

أليس من حقه ذلك؟… أليس من حقه أن يغير نواميس الوجود من يوم إلى آخر و بالشكل الذي يروقه حتى لا يشعر بهذا الملل و القلق و الرتابة.

أليس من حقه أن يعتق هذه الروح السجينة بداخله متى طلبت حريتها وأن تعود اليه متى انتابها القلق هي أيضاً … أليس من حقه أن يعيد ترتيب الفصول، و أن يغيّر الاشكال و يختزل الألوان، و أن يجمّد البحار صيفا ليجريها متى حلّ الشتاء…insan

و لكن…. لماذا لم تكن ربوبية هذا الكون عن طريق الاقتراع؟؟؟ والانتخاب الحر السري المباشر … أم أن التزوير سينصف من لا يكون اهلا لتولي هذا المنصب؟؟؟

انتفض فجأة فقد دبت في جسمه قشعريرة كالتي تسبق سكرات الموت… آه تذكر الموت… أفاق من غفوته … ابتسم كالمقبل على الحياة و اعترفت روحه أن للكون…. إلهاً واحداً

اترك رد