جورج جحا(رويترز)
“معجم الأمثال المقارنة عربي فرنسي.. فرنسي عربي” عنوان كتاب أصدرته الباحثة اللبنانية جولي مراد يظهر المثل العربي وفي مقابله المثل الفرنسي.
جاء المعجم في 304 صفحات منها 165 صفحة للأمثال العربية الفرنسية و139 صفحة للأمثال الفرنسية العربية. وبلغ عدد الأمثال 1206 أمثال وصدر عن “الدار العربية للعلوم ناشرون” وعن “دار المراد” في بيروت.
ويبدو أن الفرق في عدد الصفحات بين حصة الأمثال العربية وحصة الأمثال الفرنسية ناتج عن واقع هو أن المؤلفة كانت تضع أحياناً عدداً من الأمثال المتشابهة في العربية مقابل المثل الفرنسي الواحد.
وكتبت المؤلفة تحت عنوان “توطئة” تقول: “الأمثلة حكمة الأجيال ومحط أحاديث الكهول، فيها تتلاقى البلاغة المقتضبة والعبرة المتناهية في بديع الأداء والإيجاز.
“والأمثال نتيجة معاناة الإنسان مع بيئته وتمرّس قوم بحياة أذاقته حلوها ومرها فضاق بضروب أفانينها ذرعاً فاطلقها أقوالا مجلجلة تعبر عن مكنونات الصدور مما فيها من أحاسيس، سرعان ما تتناقلها الألسن وترددها الشفاه في كل مناسبة شبيهة بالتي قيلت فيها بينما يغدو قائلها من المجهولين”.
وأضافت جولي مراد: “وبما أن الإنسانية في خطوطها الحضارية الكبرى متشابهة كانت الأحاسيس تلك متجانسة متطابقة حيالها أيضا. فالولادة والموت والحب والكراهية والوفاء والخيانة والصدق والخداع والسعادة والشقاء والرجل والمرأة وسائر جوانب الحياة، هي واحدة عند الشعوب كافة والنظرة إليها والشعور إزائها هو واحد، فلا غرو إن تشابهت الأمثال وتطابقت فكان لها نظائرها في المعنى، وأحياناً في المبنى عند العرب والعجم والهند وفارس والشرق والغرب وسائر ملل الله وشعوب الأرض”.
وتابعت “وقد شئنا أن نجمع في هذا المعجم أيضاً بعض الأمثلة مما جاء في اللغة العربية ودعمناها في بعض الأحيان بأبيات شعرية، وقد سرت مسرى المثل كي تتجلى للمطالع صورة التواصل الثقافي – الحضاري في خطوطه الكبرى، وأن الانسان هو واحد في جوهره وكيانه منذ بدء التاريخ”.
من أمثلة التعبير عن مثل فرنسي واحد بأكثر من مثل عربي وببيت شعري أحياناً، الأقوال التالية ترجمة لمثل فرنسي حرفيته هي أن العادة طبيعة ثانية. وقد جاء في العربية ما يلي: “العادة توأم الطبيعة”، “العادة طبع ثان”، “العادة طبيعة خامسة”، “المرء ابن عادته” كما قال الشاعر أبو العلاء المعري:
“الطبع شيء قديم لا يحس به/وعادة المرء تدعى طبعه الثاني”.