الأديب إيلي صليبي
مقولات كثيرة تؤكد وتنفي.
بعيدًا من الفلسفة القائمة على نظرية “ديكارت”: أنا أفكر إذن … أنا موجود، وإسقاطًا على الواقع اللبناني قد تنقلب الآية:
أنا لا أفكر … إذن أنا موجود.
ثمة من يتولى التفكير عني… إذن أنا موجود.
ثمة من يختصرني… إذن أنا موجود.
أنا لا أبالي… إذن أنا موجود.
ثمة من يدفنني حيًّا… إذن أنا موجود.
ما دام الهرُّ يأكل عشائي… إذن أنا موجود.
ما دام القانون لا يحمي الأغبياء… إذن أنا موجود.
ما دام اللِّص يدخل من بابي وليس من نافذتي… إذن أنا موجود.
ما دام ضيفي ربَّ منزلي… إذن أنا موجود.
ما دمت أقبِّل اليدَ وأدعو عليها بالكسر… إذن أنا موجود.
ما دمت أتراصف في الصفِّ، وراء زعيم قبيلتي، وما دام يقود القطيع إلى الهاوية… كُرمى لجار قريب وأخ بعيد… إذن أنا موجود.
ما دمت ثورًا لا يثور… وكرمًا بلا ناطور… فأنا موجود.
ما دام سلاحي البندورة والبيض… في غابة سلاح أبيض وأسود… فأنا موجود.
ما دمت أطنِّش وأهمِّش، واعتبر الحياة مجرَّد خبز به وحده أحيا، وثمة من يأكل خبزه بعرق جبيني… فأنا موجود.
موجود بالصدفة ومستمر بالغلط…
موجود في مصحة عقلية يشرف فيها المجانين على علاج الأطبّاء.
موجود في جمهورية بلا جمهور.
وموجود حتى الساعة من قلة القبور.