الشاعر محمد حرب الرمحي
دع عنكَ كل قبورهِم
وانجو بموتِكَ للأبد
ما بين ” نورتيجا ” وبينكَ
سعر تذكرة القطار
وجه انتظارِكَ في الصبايا
كلما لاحَ الحنين
أو كلما الشقراءُ
نامت في القصيدةِ عارية
وتوسدتكَ جلنار
سافِر بعينيها
وضمّدها جِراحَك مرتين
كن أنتَ أنتَ ولا تخف
ضع بين نعليكَ الخُطى
واقرأ رحيلكَ
في فلسطينَ انتصار
العارياتُ على الطريق
لا بأس إن يوماً بكيت
وكتبتَ عن عهرِ الحِصار
عمّان تلبسُ بحركَ العاري
لتُسقي وردةَ الصحراءِ
من عطشِ الغُبار
دع عنكَ كل قصيدةٍ
خانت مع الإلهامِ
كل شوارعِ الحمراءِ
في بيروتَ
قبلَ بلوغِ نهديها الرضاع
داعِب أنوثتها بشِعرِكَ قُبلتين
وافتح قميصكَ للبحار
تأتي الولادة في دِمشق
والمهدُ خارطة الوجع
لكَ في البحيرةِ بجعتين
ولها الحكاية في البجَع
كن ما استطعتَ من القرار
يا سيدي ..
ما عادَ في التوليبِ
مثل الأمسِ عطر
ما عاد في الأشعارِ
رهبنة ونار
حتى القصيدة سيدي
فتحت إلى الزعرانِ ساقيها
وباعت صدرها لوسائلِ الإعلامِ
في عزِّ النهار
سافر إلى بلدٍ يراكَ كما أراك
ضع في الحقيبةِ ما تريدُ
من النساءِ على الجسد
ضع راحتيكَ
وحفنةً من صوتِ أذان العِشاء
ضع شمعةً من بيتِ لحمٍ
بعد قُداسِ الأحد
دع عنكَ كل قبورهم
سافر بموتِكَ للأبد
سافر
كأنكَ
لا أحَد!