الأديب أحمد الصغير
رحمة … تلك التي كانت فيضاً من الإحساس والشعور الساكن في أعماقه … تلك التي كانت شعاعاً من نور منبعث في كيانه يبدد ظلمة روحه الجاثمة عليها…
تلك التي أحبها منذ الأزل في عالم بعيد لا تطاله العقول، رحمة تلك التي بعث ليبحث عنها فيجد بوجودها جزءاً من روحه مفقود.
كان يمشي على رصيف الطريق في اتجاه مكان ما… ربما إلى المقهى لتناول كأس من الشاي، أو ربما إلى المسرح لمشاهدة عرض قال في شأنه النقاد الكثير، الليل أسدل ظلامه والمطر رذاذ كحبات العنب… ورحمة لا تغادر فكره وروحه الحزينة.
هناك ليس بعيداً عن المكان الذي كان يقصده، كانت واقفة تنتظر شيأ ما… تقدم نحوها، سألها من تكون، أحابته على استحياء، أنا… أنا رحمة.
اقشعر جلده وارتعش جسمه ارتعاشة خفيفة، فتساقطت من على كتفيه سنوات من التيه والغربة والحرمان.
ابتسم فابتسمت، أمسك يدها فجاءته من السماء … زغاريد النجوم