الأديبة ميشلين حبيب
كان هو “هناك” وكنت أنا في “هناك” آخر. وأتينا إلى “هنا” دون أن يعلم أي منا أن “ال-هنا” ستجمعنا. نظر إلي ونظرت في عينيه. إنه هو. تقدّم نحوي ومدّ يداً مصافحة.
مددت يدي وصافحته متمنّية لو كانت تلك المصافحة احتضاناً كبيراً أختفي فيه وأقتل به كل تلك الأيام “هناك”. نظر إلي مجدّداً، لم أتكلم، ولم يقل شيئاً. جلسنا.
وضع أمامي علبة صغيرة. فتحتها. في داخلها زهرة كان قد أعطاني إياها وأضعتها حين وقعت من شعري، معها كانت رسالة لم تصلني أبداً.
قمت من مكاني ووقفت بعيدا أقرأها. وعندما انتهيت، لم أسمح لدموعي بالانهمار. واستدرتُ لأرحل فاصطدمتُ بصدره.
ضمّتني ذراعاه ودفّأت قلبي دموعه وراحت تلك الأيام “هناك” تختفي واحداً بعد الآخر.
****
(*) من مجموعة القصص الجديدة لميشلين حبيب.