جاذِبُنا ولا…

الشاعرة ندى الحاج

nada el hajj

أن ننسى لنغفرَ

ونصحو ونغفو

على حفيف الزنابق

أن ننسى لنتّكىء على جذوع ملوَّنة

لشجرٍ معتَّق

ونصفو بين فيء وعتمة

آه من تلك العتمة في وضْح الليل!

من ذاك الليل في وضْح الليل

من ليل يبتلع الحلم

من حلم لا يستفيق!

أن ننسى كي لا نخاف

ونخاف كي ننسى

اننا معلّقون في الهواء

والهواء لا يعرفنا

جاذبُنا ولا

عازلُنا ولا

نصدِّقه ولا

الهواء

ننساه ولا…

كانت لنا رياح

كنّا نحميها

كانت لنا آثار

كنّا نقتفيها

كانت لنا أبواب وشرفات نرسمها بوجوهنا

ونرويها حكايات لسنابل قلوبنا

كانت لنا أدمعٌ تحفر نجوماً في الراحات ونرتشفها

كانت لنا أساطيرٌ تُجنُّ بنا ونسقيها

كنّا في زمن النسيان ضوءاً

وباتَ النسيان سراجنا في الضوء

كبرنا

لعبنا في الضوء

سهرنا وآنَسَنا

ذاك البصيص الآتي أبعد من بعيد

يومىء، يهمس

“ها أنا أدعوكم الى وليمة

من خبزٍ وماء

غيمٍ وسراب

عتمٍ وسكون

فجرٍ ودهشة

زيتٍ وذهبْ

تعالوا الى وليمتي!

من هنا تبدأ ولا تنتهي

من هنا، حيث النسيان

يغفر ويلهو…”

fajr gibran

لوحة “الفجر” لجبران خليل جبران رسمها في المرحلة بين 1908 – 1914

اترك رد