غربان وغرباء

الشاعر السوري رمزت عليا

ramzat alia

قصفٌ هنا
ودمٌ هناكْ
دمعٌ يؤجِّج نارَهُ في كلِّ حينْ
أشلاءُ أحبابي هناكَ تناثرَتْ
في كلِّ أصوابٍ فيتخمُها النّجيعْ
سعَفُ النّخيل تكسّرتْ أهدابُهُ
والنّخوةُ العرْباءُ في جوْفِ الفناءْ
قصْفٌ … دمٌ … قتْلُ الصّغارْ
قهرٌ.. ونزْفُ الموتِ يجتاحُ الديارْ
وهناكَ في السّفح البعيدْ
أرنو إلى أفُقِ الجياعِ الهاربينْ
وإلى منافي القهْر في ظلِّ الأنينْ
لا ظلَّ للأشجارِ في وضحِ النهارْ
والموتُ يتبعُ مهجتي في كل دارْ
و أنا تمزقُني شظايا الحقدِ
من سودِ السنينْ
وهنا اخْتياري بينَ موتٍ
أو سكاكينٍ تقهْقهُ في الفُؤادْ
فقدَتْ سمائي لونَها الهادي الرّزينْ
ودفاترُ الأطفال مزَّقَها زعيقُ البومِ
يهدرُ في الفضاءْ
آه ٍ ويرعدُ في سماواتي البغاءْ
حِممٌ تجوبُ الكوْنَ يا أهلي …. متى؟
والآهُ في حلْقي تُحرّقُ أدْمُعي
فمتى ألاقي بعضَ أجزائي التي
كانتْ تنوءُ بحَمْلِ بعضي في الحياةْ ؟
آهٍ فيا وجعَ البراءة في العيونِ الحائرةْ
قد غادرتْ أحضانَ أمٍّ
أو عيوناً ساهرةْ
وهديرُ غربانٍ تدمْدمُ فاجرةْ
هل تشتكي الأزهارُ من وجعِ الطغاةْ؟
ما عاد يُجدي في الزمانِ تضرُّعي
وغدَا الخواءُ بأضلعي
هل يقدرُ الأمواتُ صنْعَ الأنبياءْ؟
ميْتٌ أنا وجميعُ ما حولي فناءْ
كفَني سمائي والتّرابْ
لكنّني آتيكَ يا وطنَ العذابْ
كي يهربَ الأوغادُ في عفَنِ الضبابْ

A girl stands on debris next to a damaged building at a besieged area of Homs

اترك رد