ريــــــــﺎﺡ ﺍﻟﺸـــﻚ ﺗﻤــﺰﻗﻨـــﻲ

الأديبة مها النجار

maha najjar

ﺣﺒــﻚ ﻳﻤــﻸ ﻛﻞ ذﺭﺓ ﻓﻰ ﻛﻴﺎﻧﻲ …
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﻚ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﺫﺭﺍﺕ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ
ﻭﺗﻠﻘﻴﻬﺎ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻓﻼ ﺗﻌﺮﻑ ﻟﻬﺎ ﻣﻜﺎناً ﻭﻻ ﻭﻃﻨﺎً ﻭﻻ شاطئاً ﺗﺴﺘﺮﻳﺢ ﺇﻟﻴﻪ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺠﻲﺀ ﺻﻮﺗﻚ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ
ﺃﺷﻌﺮ أﻥ ﺟﻴﻮشاً ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻑﺀ ﺍﻗﺘﺤﻤﺖ ﺻﻘﻴﻊ ﺃﻳﺎﻣﻲ
ﻭأﻧﻨﻲ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺳﺠﻨﻲ ﻭﻋﺎﻧﻘﺖ ﻭﺟﻬﻚ… ﺭﻏﻢ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺎﺕ …
ﻭﺍﺣﺘﻀﻨﺖ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﺭﻏﻢ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﺸﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻒ ﺑﻴﻨﻨﺎ
ﻭﺗﺴﺪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻒ ﻃﺮﻳﻖ ﻭﻃﺮﻳﻖ
ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻯ ﺇﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﺪﺭﻙ… ﺃﻧﻨﻰ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ في ﺣﻴﺎﺗﻚ. ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺑﻼ ﺷﺒﻴﺔ
ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺘﻔﺮﺩﺓ … ﻣﺸﺎﻋﺮ ﻭﻗﻠﺐ ﻭﺃﺣﺎﺳﻴﺲ
ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﻘﺎؤﻨﺎ ﺻﺪﻓﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻻ ﺗﻀﻴﻊ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳوﻦ ﻳﻠﺘﻘﻮﻥ في أي ﺯﻣﺎﻥ ﻭﻣﻜﺎﻥ … ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺍﺕ ﺍﻟتي ﻓﺎﺕ ﺯﻣﺎﻧﻬﺎ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺤﺐ ﺗﺤﻤﻠﻨﺎ ﻣﺸﺎﻋﺮﻧﺎ في ﻛﻞ ﺍﺗﺠﺎﻩ… ﻧﺘﻤﺰﻕ ﺃﻟﻤﺎ ﻭﻧﻀﻴﻊ ﺧﻮﻓاً…
ﻭﺗﺰﺩﺍﺩ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺮﺓ في ﺃﻋﻤﺎﻗﻨا…
ﻭﺗﻌﺼﻒ ﺑﻨﺎ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ… ﻭﺍﻟﺸك… ﻭﺍﻟﻐﻴﺮﺓ… ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﻥ…
ﻭﻧﺘﻤﻨﻰ في ﺩﺍﺧﻠﻨﺎ ﻟﻮ ﺍﺳﺘﺮﺣﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺐ…
ﻭﻃﻮﻳﻨﺎ ﻋﺬﺍﺑﻪ… ﻭﺭﺿﻴﻨﺎ ﺑﻟﻴﺎﻟﻰ ﺍﻟﻮﺣﺸﺔ ﻭﺍﻟﺴﻜﻮﻥ .
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻬﺪﺃ ﺍﻷﻣﻮﺍﺝ ﻭﺗﺴﻜﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻭﺗﻨﺎﻡ ﺍﻟﺸﻮﺍﻃﺊ… ﻧﻔﺘﺶ ﺣﻮﻟﻨﺎ
ﻭﻧﺸﺘﺎﻕ ﻳﻮﻣاً ﻭﺍﺣﺪاً أﻥ ﺗﺜﻮﺭ ﻓﻴﻬ ﺍﻷﻣﻮﺍﺝ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ…
ﻭﻧﻈﻞ ﻧﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺐ ﻓﻼ ﻧﺠﺪﺓ…
ﻭﻧﻈﻞ ﻧﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﺍﺋﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺎﺭﻗﻨﺎ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﺟﻨﻮﻥ ﻭﻟﻢ ﻧﺴﻤﻊ ﻋﺘﺎﺑﻪ…
ﻭﻧﺘﻤﻨﻰ ﻟﻮ ﻋﺎﺩ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﻜﻞ ﺃﺣﺰﺍﻧﻪ ﻭﺟﻨﻮﻧﻪ ﻭﺷﻄﻄﻪ
ﻳﺠﺐ أﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﺮﻳﺼﺎً ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻈﻞ ﻋﻼﻗﺘﻨــﺎ ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﻮﺩ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﺍﻟـﺬي
ﻳﺮﺑﻄﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻬﺠﺮﻧﺎ ﺍﻟﺤﺐ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍلأﺑﺪي

maha- pic

اترك رد