“داعش والغبراء”… كوميديا ساخرة على مسرح عمون- الأردن

هل داعش حقيقة أم خيال؟ هذا ماتراه مسرحية “داعش والغبراء”(*)، تلك الحرب الجاهلية الأطول تاريخياً والتي daeech- masrahخاضها العرب بسبب شرارة صغيرة، من هنا كانت فكرة المسرحية ورؤيتها الإخراجية التي ترى أن الفرق الضعيفة والتي تحاول اختراق الصف العربي في الأردن لن تفلح ولن تكون لها أرض خصبة.

تعالج المسرحية فكرة التشتت الفكري الذي بدأ يلحق بأبنائنا وبناتنا ومدى محاولة الدواعش غسل أدمغتهم للسيطرة عليهم، وتدور أحداثها في منزل متواضع يتكون من رجل له زوجتان وأربعة فتيات وشاب، وكيف استطاعت الفئة الضالة الولوج إلى عقولهم والسيطرة على الأب، مستغلة الوضع الاقتصادي، ووضع الحكومة الأردنية وضغطها على المواطن واستغلال موارده الاقتصادية. ثم ينتقل بنا المشهد إلى صورة في فضاء المسرح تتحول إلى سوق شعبي ( سوق النخاسة) الذي تباع فيه النساء، فليس عجباً مما نرى في المحيط حولنا كيف يبيع الشقيق الشقيقة.

ولكن الشعب الأردني شعب واع، مهما بلغت به الظروف سيظل الأقوى، من هنا ختمت المسرحية بوقفة صامدة تثبت أن الأردن متماسك وله تاريخه عبر الزمن.

ديكور المسرحية بيت متواضع مكتمل، ثم سوق شعبي، وجسدت في إيقاعها الداخلي رمزية الحكومة الضاغطة على الشعب والتي تدفع به إلى التهلكة،daeech masrah 1

وكون فكرة المسرحية تعرض للمرة الأولى ما أثار الناس، وولد لديهم حب الاستطلاع لاكتشاف حقيقة ما تعنيه “داعش والغبراء”.

قد تكون «داعش والغبراء» احدثت صدمة، أخافت البعض للوهلة الاولى ، لكنها في نهايتها تحولت الى فرصة تتيح للمستهدفين منها سد الثغرات في بنيتهم ومكوناتهم، من دون أن يكون لدى الفاعلين والمشاركين فرص حقيقية لتحقيق أهدافهم من العملية ، لا بل قد يحصل عكس ما رموا إليه، أما ما يقال عن خرائط وتقسيم هنا او هناك فيبقى أمر غير قابل للتنفيذ، في ظل موازين القوى الدولية القائمة، حيث أثبت المحور العامل لاستقرار المنطقة وأمنها قدرته على استعادة الامن والاستقرار، رغم حجم التضحيات التي فرضها الحريق العربي باليد الاجنبية ، وستظل الأردن الأقوى والقادرة على منع القوى المجابهة الوصول اليها.

*****

(*) مسرحية كوميدية سياسية ساخرة تعرضت على مسرح عمون- عمان، تأليف معتصم البيك، إخراج الدكتور محمد الختاتنة، بطولة :فهد الهوادي، تيسير البريجي، ورود، لينا اسماعيل، باسم خليل، بتول، لما شطارة، رهام الكردي، محمد الحطاب، يوسف الخب، سجى ناجي، شوق تيمور. موسيقى: عبد الله سعد، ديكور باسم خليل، دراماتورج: الدكتورة هناء البواب.

*****

جريدة  كتاب وشعراء العرب

اترك رد