الأديب أحمد الصغير
صوت الريح يتعالى … رائحة تراب الأرض تغطي المكان جميعا … تيار الكهرباء مقطوع من فجر اليوم، وحلم وردي جميل تتقاذفة عاصفة رملية. لم يبق في غرفته من متاع الدنيا غير بعض السجائر و بقبة قهوة البارحة …
قارورة العطر الرخيص فارغة وقميصه الابيض غير مكوي . الموعد الذي انتظره منذ زمن بعيد صار قريباً جداً. اشعل سيجارة اخرى التهمها كما لو كانت … فتاةجميلة…الموعد يقترب ، فتتسارع الدقائق لتجر وراءها الساعات. تنفس ملأ رئتيه، هدأ من روعه… أعاد ترتيب أفكاره التي تحمل كل الكلام الذي سيقوله خلال موعده المصيري، فقد قضى ليالي عديدة يحدث نفسه، ينتقي مفرداته يرتب الجمل التي قد تقنع الطرف الآخر خلال اللقاء الموعود.
في لحظة مصيرية، نزع قناع الخوف، ارتدى قميصه الأبيض، حاول عبثا إجبار القارورة أن تمن عليه ببعض العطر، امسك في يمناه ملفا وخرج.
كان صوت الريح يتعالى، ورائحة التراب… رن هاتفه الجوال وبسرعة فتح الرسالة فقرأ: آسف الطرف المقابل لن يكون في الموعد.