ستوديو بعلبك في الذاكرة…

logo oumam lil tawsikفي إطار اليوم العالمي للأرشيف في 9 حزيران المقبل، ستعيد جمعية” أمم للتوثيق والأبحاث”، في منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية، عرض بعض محتويات”ستديو بعلبك” الفنية الذي أنتجت فيه معظم الأغاني والأفلام اللبنانية والعربية، في الفترة المسماة بالحقبة الذهبية التي امتدت من الخمسينات إلى ما قبل الحرب اللبنانية.

لم تكن جمعية “أمم للتوثيق والأبحاث” على علم أنّه سيكون لها دور في إنقاذ قسم كبير من ذاكرة لبنان السمعية ـــ البصرية، من الشتات والاضمحلال، عندما اتصل بها في العام 2010 متعهد تدمير مبنى “ستوديو بعلبك” في سنّ الفيل، وعرض بيع ثروة فنية مصيرها كان القمامة بحسب ما ذكرته رئيسة الجمعية مونيكا بورغمان لـ NOW.

وكان قد مرّ عشر سنوات على إقفال “ستوديو بعلبك”،عندما عقدت جمعية “أمم للتوثيق والأبحاث” الصفقة مع المتعهد التي تضم كل موجودات الاستوديو الورقية والتصويرية والتسجيلية، لتعيد إحياء ذاكرة اللبنانيين الفنية وتنقذها من الموت المحتم، ولكن ،وحسب ما أكدته مونيكا لـNOW، عندما ذهب فريق أمم لاستلام الأرشيف وجد أن “الزبائن” قد سبقوه إلى هناك ونهشوا ما يمكن أن يُنهَش من تركة ستوديو بعلبك.

واستطاعت أمم إنقاذ الأرشيف الذي كان في حالٍ يرثى لها بسبب الإهمال وفظاعة التخزين على مدى 50 عاماً، وكانت أولى مراحل العمل مع الخبير الألماني بالأفلام هارلد براندس يعاونه أحد أفراد أسرة أمم، زينة عساف.studio baalbak

وأنقذت أمم أكثر من 400 بكرة أفلام لبنانية وعربية، وأكثر من 700 ساعة تسجيل صوتي.

وسيكتشف زائر المعرض “بكرات أفلام 16 و35 ملم”، منها فيلم “كلنا فدائيون”،و “رسول الغرام” لأبو سليم، وفيلم “كفاح حتى التحرير” و”العادلتان”، والعقود التي قام ستوديو بعلبك بإبرامها مع شركات الإنتاج وغيرها من أدوات الإضاءة والتصوير التي استخدمت أثناء تصوير هذه الأفلام القديمة، بالإضافة إلى ستّ جداريات تروي قصّة نضال ستوديو بعلبك و النجاحات والنكسات التي عرفها على مدى السنين.

وتقول رئيسة جمعية “أمم للتوثيق والأبحاث” مونيكا بورغمان في هذا الإطار، إن المعرض هدفه توعية اللبنانيين على الثروة التي وقعت بيد الجمعية عن طريق الصدفة. وسيقام المعرض في “هنغار أمم”، المساحة الثقافية التي تستضيف الأعمال الفنية والثقافية اللبنانية .

ستديو بعلبك؟

تأسّس في العام 1952، على أيدي رجلي الأعمال الفلسطينيين بديع بولس ويوسف بيدوس.اهتم ستديو بعلبك بالموسيقى والأغنيات والأفلام السينمائية، وقبل أن يحمل اسمه الحالي، أنشئ الستديو تحت تسمية “الشركة اللبنانيّة للتسجيلات الفنيّة”. ومن مؤسسيه توفيق الباشا ونزار ميقاتي وزكي ناصيف وكامل قسطندي وصبري الشريف.

الاستديو كان شاهدا على نجوم كبار في عالم الغناء والتمثيل في لبنان والعالم العربي، ومنهم الأخوان عاصي ومنصور الرحباني، و أم كلثوم، والموسيقار الكبير فريد الأطرش، والعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، وغيرهم من عمالقة الفن والتمثيل. كان مقصداً للفنانين من مختلف الأقطار العربيّة. ونهض بالسينما اللبنانيّة، ثم أتت الحرب وقضت عليه، ولم تتحمل الدولة أعباءه، ما أدى إلى إقفاله. لكن عام 1992، أعيد افتتاح الستديو، ليحتضن بشكل أساسي المشاريع الطلابيّة، ولكن ما لبث أن أُقفل في أواخر التسعينيات.

اترك رد