افتتحت ندوة الإبداع موسمها الثقافي بلقاء نظمته حول مؤلفات الديب اللغوي الشاعر الدكتور ميشال كعدي في مركز توفيق طبارة، بحضور حشد من أهل السياسة والأدب والشعر والإعلام..
بدءا النشيد الوطني، ثم تحدث عماد شرارة معرفا بأهمية الإطلالة من خلال ندوة الإبداع على أهل الفكر والثقافة وفي طليعتهم الدكتور ميشال كعدي ، تلته رئيسة الندوة الدكتورة سلوى الخليل الامين، وقالت:
“الإبداع ربوات الهوى لديه، وصهوة الضالعين في العلم أمثاله، هو اللغوي الفقيه الأديب الشاعر والمفكر الدكتور ميشال كعدي ، الذي طالما أشعرنا بقدسية الكلمة التي تسافر معه على متون القراطيس، مجللة بعظمة لغة الضاد، التي منحها طموحه وجهده القائم على سبر أغوارها، بخفق العاشق الملتاع من ثقوب أدهار، سربت إليها مفردات هجينة، لا تعرف الأصالة ولا تجاذب الحضارات.
لقد وجدناه ثائرا على الدوام، وثورته نضال لا يهدأ، من أجل إحياء اللغة العربية، والحفاظ عليها من العابثين الهدامين.
لهذا نحن معه اليوم، في مناسبة افتتاح موسمنا الثقافي للعام 2013/2014 لندوة الإبداع، كي نطل على نتاجه المبدع ومؤلفاته السخية في مضامينها، كي نفيه جزءا من حقه علينا،كمبدع لبناني عربي حمل المشعل.. وسيلة هداية للوطن.. وناسه أجمعين.
اليوم ونحن نحتفي بك دكتور ميشال كعدي ، مع هذه النخبة من الشعراء والأدباء والفنانين والإعلاميين وأهل الفكر والثقافة، ندرك أنك قد ملأت الدنيا أدبا متحررا من كل شائبة، وشعرا مدركا لماهية القصيدة المتباهية بأصالة تكوينها، وجمالية عناصرها، وتعابيرها وصورها المرفوعة على أجنحة سنونوات ربيعية في زمن القحط والجفاف، حيث غرضك الذي ما زلت تسعى إليه مجاهدا ، عبر مسيرتك الطويلة في الحقل المعرفي الأدبي ،هو التمسك بأصالة اللغة العربية المموسقة ، الغنية بالمفردات والتعابير، التي قلما نجدها في اللغات الأخرى، إضافة إلى المجاهرة بصونها من كل الشوائب، كي تبقى رسالة انتماء وطني، وهوية نقية ، نذرت عمرك من أجل تكريسها، تشابكات حضارة لا تموت، ومجدا لا يزول ، وإدراكا لا ينهزم ، ووعيا يجابه مستجدات الحياة ، في عصر عولمة طغىت مفاهيمها ومضامينها على خصوصياتنا ولغتنا وأدبنا.. والفكر ..
شاعرنا وأديبنا المبدع الدكتور ميشال كعدي، لن استمر في الكلام ، والكلام عنك لا يمكن أن يختصر بساعة من الزمن ، لأن من واجبي أن أترك المهمة للزملاء المشاركين في الاحتفاء بك. لهذا دعني أحييك أديبا مترسلا في محراب الأدب ، وشاعرا يقودنا إلى الانحناء لقصيدته الأصيلة، وعالما لغويا فقيها لا تهاجر اللغة العربية بصرفها ونحوها وبلاغتها .. من عرينه..
دكتور ميشال منك الإبداع .. ومنا الشكر .. وإليكم جميعا التحية من ندوة الإبداع وداعمها الأول الأستاذ أحمد طباره الكاتب الساخر ورئيس هذا المركز” مركز توفيق طباره” الذي آل على نفسه تسخيره كي يكون واحة ظليلة للمثقفين المبدعين. أهلا وسهلا بكم جميعا .. وإلى ندوات لاحقة متخصصة.. كما عهدنا الدائم معكم . وشكراً”.
قصائد وكلمات من القلب
بعد ذلك القى الشاعر ميشال جحا قصيدة بعنوان “ميشال كعدي نحات الضاد” من أبياتها :
دعوتك العبقري المثلى يراعته/ إمام صومعة والبدع إثبات
يا إبن زحلة والتاريخ صين بها / تستأهل التاج والأمجاد هالات
تلاه قراءات من شعر المحتفى به الدكتور ميشال كعدي ألقاها بصوته الرخيم الفنان جهاد الاطرش والإعلامية راوية عزام تمحورت حول المعلم والجيش والوطن.
ثم كانت كلمة للأديب الشاعر نقيب الممثلين جان قسيس جاء فيها: “ميشال كعدي سكناه بين الوردة والندى هو عطر جميل امتشقته اللغة العربية سيفا قتلت به ركودها وضاع عبقه في وجه السماء”.
أضاف : “في زمن الشح اللغوي والفقهي والبلاغي يطلع ميشال كعدي كسنبلة أيلولية ملأى بحبوب المعرفة ، طيبة، رزينة وأصيلة ، تزهو بها حقول الأدب والجماليات، أجل ميشال كعدي من طيبات خير البقاع، منذور على المحبة والصدق والشفافية، مطبوع على قول الحق، موسوم بالجمال والعطاء، مدرار كينابيع صنين، يقطف الكلمات من بساتينها كما العسال يقطف شهاد القفير”.
ووصف كتاباته بانها “شدو العصافير ورقرقات السواقي وصدى السكون في عميق الاودية ونسائم التلال الربيعية وحكايات من بقايا طفولة تأبى الرحيل، وهو من قلة اليوم مازالت تقيم للادب قصورا وللكلمة هياكل وللبلاغة معابد وللفقه قبابا ، يطوع العبارة ويسلسها ويجعل منها قبلة لصلاة الجمال، هكذا ببساطة وبلا فذلكات وتعقيدات”.
بعد قراءات ثانية من الفنان جهاد الأطرش والإعلامية الإذاعية راوية عزام، كانت كلمة الشكر للمحتفى به الدكتور ميشال كعدي الذي قال: “من أين ابدأ ومحبتي أصبحت ملكا لكم، لصاغية الابداع الذي لفني بأقمطة وأردية ديباج القول الذي ضرب في صاع الصدور ومداق الطيب وخيوط الخز المنسوجة على نول الشريفة الدكتورة سلوى الخليل الامين سيدة الكلام التي تقصف الحروف زنابق وخواطر على شق ريشتها الولوع بشعل ندوة الإبداع، منوها بالخطباء جميعهم بالقول : هؤلاء الذين أشكرهم اليوم لهم علينا الكثير لأنهم الرائعة في أكواب الشراب فاسمحوا لي أن أشرب أنا وعائلتي كأسكم الصراح فالكؤوس معكم وفراء على الدوام، ثم منوها بعميد مركز توفيق طباره الأستاذ أحمد طباره نفاح العطايا والود الصريف “.
كلام الصور
1- 2- 3- مشاهد من اللقاء