أطلقت “الإسكوا” في مقرها في ساحة رياض الصلح، بيروت، دليلاً بعنوان “بناء قدرات الشراكة في الحكم الديموقراطي”، في حضور كوادر مختارة من مؤسسات حكومية ومنظمات مجتمع مدني وهيئات أكاديمية ومنظمات تابعة للأمم المتحدة وأخرى إقليمية ومحلية، بالإضافة إلى قادة محليين وعاملين ميدانيين في مواقع المشاريع التنموية في كل من المغرب وتونس ومصر والعراق واليمن وفلسطين وليبيا ولبنان وسوريا.
قالت رئيسة قسم التنمية الاجتماعية بالمشاركة في الإسكوا الدكتورة مهى يحيى، إن هذا الدليل “يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه الإسكوا لمبدأ الشراكة بين المجتمع المدني وصانعي القرار، واعترافاً بالدور المحوري الذي يلعبه المجتمع المدني في تحديد الأولويات الوطنية والاإليمية للمرحلة المقبلة”. أضافت أن الإسكوا “تعتبر أن هذه الشراكات أساسية لبلوغ ازدهار مستدام لدى المواطن العربي يرسو على عقد اجتماعي جديد، مبني على حقوق وواجبات المواطنة. فنظرة الإسكوا وأولوياتها التنموية إنما تتكامل مع تطلعات المجتمع المدني العربي حول دوره في مرحلة التحول الديموقراطي”.
تابعت: “في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة، يواجه المجتمع المدني العربي تحديا أساسياً يكمن في المزاوجة بين مواكبة التحديات العالمية والتصدي للتهديدات المتصاعدة لمسار التحول نحو أنظمة ديموقراطية تخدم المواطن العربي، ومنها التمسك بالأسس الديمقراطية للحكم، رغم محاولات الاستئثار بمفاصل الدولة، وافتقار الرؤى الجامعة للعقد الاجتماعي الجديد الذي يؤسس لمستقبل البلاد، ويعكس القيم السائدة وتطلعات الشعب بكافة فئاته، أي مستقبل قائم على مبادىء المواطنة وتحقيق العدالة الاجتماعية”.
أكدت أن الإسكوا تحرص على أن تكون شريكة فاعلة وداعمة للجهود الحثيثة التي يبذلها المجتمع المدني، في سبيل تعزيز المشاركة وإحقاق العدالة الاجتماعية وبناء أطر وقيم تنموية جديدة تقوم على احترام حقوق الإنسان”.
ثم كانت كلمات لكل من جيلبير ضومط، معد الدليل، مالك صغيري الناشط النقابي والسياسي والباحث في التاريخ المعاصر (تونس) ، شهير جورج التنموي والناشط السياسي (مصر) ، وهما من شباب الثورة العربية الذين قدموا للدليل بشهادات حية.
يشكل دليل “بناء قدرات الشراكة في الحكم الديمقراطي” مرجعاً إرشادياً، لضمان الشراكة بين السلطة السياسية والمجتمع المدني في صنع السياسات العامة. ويعتمد على مراجع علمية وأبحاث وتجارب دولية يمكن استفادة الدول العربية منها في مرحلة انتقالها الديمقراطي، من ناحية القدرات المطلوبة لمواجهة مشكلات الانتقال إلى الديمقراطية والحفاظ على مسارها السلمي. كذلك يطرح الدليل تسع كفاءات تتطلبها الشراكة في إدارة العملية الانتقالية، تتمثل بمهارات القيادة السياسية، بناء التحالفات، صنع السياسات العامة، وعزيز الشفافية والمساءلة على مستوى صنع القرار، شروط نجاح الحوار وبناء التوافق وغيرها من الكفاءات المطلوبة لإدارة المرحلة الانتقالية.
ورشة عمل بالتعاون مع “أجفند”
بعد الإعلان عن الدليل، إنطلقت ورشة عمل شبه إقليمية، تنظمها الإسكوا بالتعاون مع برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) تستمر لغاية السبت 9 تشرين الثاني 2013، الهدف منها مناقشة الخبرات التنظيمية والمعارف الفنية والاتجاهات الإيجابية بشأن إدارة الحكم الديمقراطي، مناقشة تطوير القدرات لمواجهة مشكلات الانتقال الديمقراطي والحفاظ على مساره السلمي، تبادل الخبرات بشأن كفاءات الحكم الديمقراطي وتفعيل الشراكة في السياسات العامة، كالتعرف إلى خصائص القيادة السياسية النزيهة والرائدة لإدارة العملية الديمقراطية، الإحاطة بتقنيات السياسات العامة بصورة تشاركية ومراحل صنعها، التعرف إلى مستويات وآليات الشفافية والمحاسبة في النظام الديمقراطي، الإحاطة بمراحل نجاح الحوار وشروطه وبناء التوافق حول القضايا العامة وغيرها.
كلام الصورة
المشاركون في ورشة العمل