إعلان الحداد لثلاثة أيام على ضريح مدينة البحر والارجوان !!

بقلم: د. نهى فران

صور يا مدينة الحكايا، سأروي لكم حكاية من قصص ألف مأتم ومأتم، أعلن الحداد ثلاثة أيام على ضريح مدينة البحر والأرجوان.  بدأت القصة في noha-faranمكان ما بين الماضي والحاضر، ماض قتلته السلطة وخبأت في عباءته ألف واسطة وطلب، لم نقل إن الماضي بعيد ولكن الحاضر هو أقرب ما يكون، نعينا صور باسم الوطن، فقد ماتت فيها الحقيقة واستحل بدلاً عنها من لا يستحق.

يروى فيما مضى، يا أصدقائي، أن مدينتي كانت شريفة، جميلة، صاحبة حقّ، تقيم العدالة وتبحث عن الحقّ لتعيده لصاحبه، يحكمها ملك عادل وشعب طيب عرف عنه الحق والاستقامة، وإن وقعت مسألة سارعوا في الطلب والنصيحة، وإذا وقع ظلم هاجوا وماجوا كموج البحر لا ترضيهم كلمة ولا توقفهم كائنة، يموتون على صخور الكرامة حتى يعيدوا الحق لمن امتلكه، والملك، إذا حدثت مصيبة، ترك العرش ودخل ضمن الجموع معهم وبينهم يقودهم ويتعلم منهم ويعلمهم.

وجاءه في يوم من الأيام حكيم وقف بين يديه وقال:
“إن وضعت يديك ، فضعهما عند ذي الرتبة العديم وعند ذي الخلة الكريم، والمعسر الغريم والمستضعف الحليم”.

فقال: ومن أجدر الناس بالصنيعة؟ أجاب الحكيم: من إذا أعطى شكر، وإذا منع عذر، وإذا موطل صبر، ومن إذا قدُم العهد ذكر.

تتقاطع الحكاية بين الماضي والحاضر بين ملك حكيم اسمه أغنور غابت ذكرياته بابنته صور وبين دولة توارثتها الأطماع ونخر عظامها الوهن ، سرقوا من بين أيدينا حتى حقنا، خطفوا كل مكان للعظمة، الفرق بينهما أن ملكهم عادل استمع للنصيحة وأعطى للحق، فيما  دولتنا سلبت الحق وأهملت النصيحة: أن تضع موظفاً في مكان ليس من حقه فهذه مسألة لا تُحتمل، هو ليس أجدر ولا يستحق، وأن تأتي بغريب ليس من أهل الدار وتضعه وزيراً فذلك يا مولاي والله غريب!

يا ملكنا العزيز صور لم ترمِ بنفسها في النار بل عاشت حياة كاملة في قلوبنا، لا ترمِ بشعبك فوق صخور البحر فهم كالموج إذا غضبوا أشعلوا البحر ناراً … وخلعوا عن الشمس وقارها وجردوها من جمالها. ..

يا ملكنا العزيز اغتنم مكانتك بيننا… لا تستمع لمن قال النميمة وطلب من حاشيتك الرذيلة…. 

نطالبك يا ملكنا أن ترى أبعد وأن تعيد الحقّ لأصحابه ….

sour

اترك رد