بدعوة من جمعية “معا نعيد البناء” وإستضافة “جمعية محترف الفن التشكيلي للثقافة والفنون” راشيا في حاصبيا وراشيا منطقة وادي التيم وتحت عنوان “تعرّف بالعمق، بالعمق تحبّ” زار وفد كبير من مختلف بلدان الإتحاد الأوروبي ومن المغرب والجزائر والأردن إلى منطقة راشيا الوادي في رحلة حج للبنان ـ ارض القداسة دروب الروح حيث أمضى يومين في ربوع المنطقة.
صباحاً وصلت الرحلة إلى مقام الشيخ الفاضل أبو هلال محمد في بلدة كوكبا قضاء راشيا، حيث كان في إستقبال الوفد رئيس البلدية وليد مغامس وأعضاء المجلس البلدي وكانت جولة على معالم مقام الشيخ الفاضل ومشاهدة أقدم شجرة سنديان في الشرق والتي يقدر عمرها بأكثر من ألف عام، وقد رحب الشاعر رفيق أبو غوش بالوفد باسم بلدة كوكبا شارحاً للوفد عن تاريخها وإحتضانها مقام أبرز علماء طائفة الموحدين الدروز، متمنياً أن يتم وضع البلدة على الخريطة السياحية الأوروبية في أي رحلات مُقبلة للمنطقة.
راشيا
بعد كوكبا إنتقل الوفد الأوروبي إلى راشيا الوادي حيث وصل إلى سوق راشيا الأثري ومن ثم كنيسة السيدة في راشيا، وكان في إستقباله سيادة المطران الياس كفوري والأب إدوار شحاذه، وبعد قراءة أدعية رحب المطران كفوري بالوفد ودعاه لنقل صورة المحبة والتعايش من راشيا بين أبناء الطوائف في لبنان إلى بلدانهم في أوروبا، وكما شاهدوا بام العين، كذلك تمنى المطران كفوري من الجميع الصلاة لعودة المطرانين المخطوفين في سوريا مع الكهنة بسلام، وأن يحل السلام بدل الحرب والقتل والتدمير، مؤكداً أن المسيحيين متجذرين في هذه المنطقة منذ ألفي عام وسيبقون بإذن الله مع أخوتهم المسلمين وجميع المذاهب أهل وأحبة.
بعد ذلك تكلّم المُضيف رئيس جمعية محترف راشيا شوقي دلال شاكراً لسيادة المطران كفوري حفاوته ورحب بالوفد الأوروبي في بلدة إستقلال لبنان راشيا الوادي، وما تعنيه راشيا من ملتقى للديانات السماوية، حيث تجلى على جبلها السيد المسيح وانبثقت من واديها دعوة التوحيد، وشهدت مشهد الطير، كما ذُكر في القرآن الكريم، ووعد دلال باستكمال مشروع التلاقي والانفتاح الذي تقوده جمعية محترف راشيا، وسيكون هناك المزيد من الوفود التي سيدعوها لزيارة هذه المنطقة العريقة والتعرف إلى تاريخها.
بعد كلمة دلال كانت تحية للأب مارون عطالله مُنظم الرحلة للوفد الأوروبي حيث شكر جمعية محترف راشيا على هذا التنظيم والإستقبال وشكر المطران كفوري على حضوره ورعايته لإستقبال الوفد شارحاً معاني الرحلة وأهدافها السامية.
بعدها انتقل الوفد إلى قلعة راشيا الوادي، حيث كان بإستقباله رئيس بلدية راشيا سعد مهنا وأعضاء المجلس البلدي وفعاليات البلدة، وبعد جولة على ارجاء قلعة الإستقلال، قدم مهنا لرئيس الوفد الأب عطالله درعاً تقديرياً، وشكر الأب عطالله وجمعية محترف راشيا على هذه الخطوة تجاه راشيا التي تمثل نموذج التلاقي والثقافات، ومن ثم أُقيم غداء على شرف الوفد الأوروبي في القلعة، وكانت جولة على الغرف التي أعتقل فيها رجالات الإستقلال عام 1943.
كامد اللوز
من راشيا إنتقل الوفد إلى بلدة كامد اللوز حيث كان في إستقباله رئيس البلدية حيدر الحاج وأعضاء المجلس البلدي وفعاليات البلدة في مقر البلدية. رحب الحاج بالوفد الأوروبي في كامد اللوز وما تعنيه عبر التاريخ من حضارة تمتد لأكثر من ثلاثة آلاف سنة، شارحاً ما تقوم به البلدية من خطوات تحافظ على تاريخ وتر
اث البلدة، وطلب الحاج من الوفد الأوروبي نقل ما شاهدوه في كامد من محبة، وهي هوية حقيقية لكامد بلدة التاريخ، وشكر الجهود التي قامت بها جمعية محترف راشيا ورئيسها لإنجاح هذه الزيارة.
أشاد رئيس جمعية محترف راشيا شوقي دلال بكامد اللوز وأهلها، البلدة التي علمت البشرية الحرف من خلال إبتكار الحرف المسماري الأول في التاريخ ومن شواطىء جبيل وصور انطلق إلى العالم معلماً البشرية المعرفة والكتابة.
أعرب الأب مارون عطالله عن فرحه بإسم الوفد لوجوده على أرض معلمة هادية للبشرية، أرض الملك كاميدوس والفينيقيين الأوائل، وما تعنيه كامد اللوز للحضارة الإنسانية ، كما شكر عطالله الحفاوة التي لقيها الوفد من بلدية كامد وأهلها الأعزاء. وفي ختام اللقاء قدم رئيس بلدية كامد للوفد كتاباً عن كامد اللوز .
كلام الصور
1-2-3- محطات من الرحلة