مواكبة للحملة الإعلامية البيئية حول المخالفة الملاصقة لسور محمية غابة أرز الرب، أصدرت “لجنة أصدقاء غابة الارز” بياناً توضيحياً طالبت فيه برفع الحماية عن المخالفين، حتى لا تُشطب غابة الأرز من لائحة التراث العالمي جاء فيه:
“اللجنة وهي المؤتمنة منذ العام 1985 على غابة أرز الرب والتي سعت مع وزارة الزراعة إلى جعلها غابة محميّة بموجب القانون 558 الصادر في الأول من آب 1996، وبناء على جهود اللجنة التي أسفرت عن وضع منظمة الأونيسكو الغابة على لائحة التراث العالمي كمنظر ثقافي، تعتبر أنها مسؤولة أيضا عن محيط هذه الغابة المحمية، لذا عملت على تشجير هذا المحيط بأكثر من ماية الف شجرة ارز (750هكتار)، وما زال مشروعها مستمراً لتشجير محيط الغابة المحمية بشجر الأرز اللبناني واللزاب، لحماية أكبر وأقدم غابة أرز في العالم.
بدأت المخالفات الواقعة على سور محيط هذه الغابة المحمية منذ أكثر من ربع قرن، بحيث حوصرت الغابة ومنعت اللجنة من استكمال برنامجها في حماية الغابة، كما أن اللجنة التي آلت على نفسها عدم الدخول في نزاعات مع المخالفين في محيط الغابة من جهاتها الأربع معتمدة على بلدية بشري والقوى السياسية والقوى الرسمية معالجة هذا الأمر، وجدت في إهمال جميع هذه القوى تشجيعاً للمخالفين على الاستمرار في المخالفات وفي مضاعفتها، بحيث وصل الأمر بأن أحدهم قد أقفل باب المدخل الشرقي للغابة، وهو باب رسمي للغابة منذ أوائل الستينيات في القرن الماضي، ما سيمنع لاحقاً أي إمكانية لدخول آليات الإطفاء فيما لو حصل اي حريق، وشيد بناء مخالف على سور الغابة الشرقي، وصدر بحقه أمر بالهدم، كما دفع البعض الآخر إلى محاصرة أكبر أرزة في الغابة خارج السور، وتعليق مناقل شي اللحوم عليها، وجعل بعضهم يتجرأ أيضاً لاحتلال ساحة مواقف السيارات وجعلها مطعماً، والبعض الآخر بمد مجاريره داخل هذه الغابة، كما أن البعض جعل سور الغابة محطة تزلج على السور الغربي الجنوبي للغابة، وأخيرا ما أقيم منذ أيام عبر استحداث مدرج للاحتفالات ملاصق لسور الأرز والذي انهالت الانتقادات عليه من كافة الجهات والناشطين البيئيين.
جميع هذه المخالفات المحميّة من القوى السياسية والإدارية يعاقب عليها القانون، وخصوصاً قانون إنشاء المحمية 558 في مادته الثامنة، وجوب الابتعاد عن كل ما يتعلق بتنفيذ الاشغال مسافة لا تقل عن 500 م عن حدود حرم الغابة المحمية، وهي بالتالي مقامة على أراضٍ ملك الدولة اللبنانية التي استملكت معظمها، بموجب المرسوم رقم 836 الصادر في 9 كانون الثاني من العام 1950 المستند إلى المرسوم الاشتراعي رقم 434 تاريخ 28 آذار 1943، المتعلق بتصنيف المناظر والمواقع الطبيعية، وفقا لأحكام قانون 8 تموز 1939، بحيث جاء في مادته الثامنة أيضاً: “يمنع إحداث أي بناء في القسم المحيط بغابة الأرز وتستملك جميع الأملاك الخاصة الكائن فيه، وتضم إلى أملاك الدولة وتهدم الأبنية المشيدة في هذا القسم بدون رخصة، بعد تاريخ العمل بالمرسوم. أما الأبنية المشيدة برخصة قبل تاريخ العمل بالمرسوم رقم 434 فانها تستملك وتهدم خلال سنتين على الأكثر من تاريخ استملاكها.
حرم الغابة المحمية البالغة مساحتها 10.7 هكتار هو 500 م دائري والدولة اللبنانية استملكت الكثير من أملاك هذا الحرم وهدمته، وعاد المخالفون إلى احتلال أراضيها ضمن هذا الحرم، وباقي الأراضي تم وضع إشارة تخطيط عليها، وذلك لاستملاكها وضمها إلى حرم الغابة المحمية، ومنعت قوانين التصنيف الأخيرة أي بناء داخل هذا الحرم، ولقد عدل المرسوم 434 التطبيقي طريق الغابة بحيث تم تحويلها من أمام مخفر الأرز وصولا إلى ثكنة الجيش اللبناني حماية لحرم الغابة المقرر، وهذا ما جعل نواب بشري الحاليين المبادرة مشكورين مع وزارة الإشغال لتنفيذ هذه الطريق، وبقي على الإدارة قطع الطريق الحالية عند مركز جرف الثلوج وضم الأراضي الباقية للغابة والتي ستضيف حوالي 3 هكتار من ضمنهم ثلاث أرزات معمرات خارج السور الحالي إلى الغابة، وستكون هذه المساحة منطقة حماية من تلوث السيارت وضغط الزوار.
لجنة أصدقاء غابة الأرز التي تعمل على حماية الغابة منذ 28 سنة تناشد جميع المسؤولين وعلى رأسهم غبطة أبينا البطريرك بشارة الراعي ونواب بشري السيدة سيتريدا جعجع والأستاذ أيلي كيروز الذين يدعمون اللجنة مشكورين، والنائب السابق الدكتور جبران طوق الذي كان مناصراً ومساعداً للجنة منذ تأسيسها وما زال، وبلدية بشري التي هي شريكة اللجنة في الهم البيئي وفي حماية الغابة ومحيطها وجميع المسؤولين ووجهاء العائلات في بشري والمجتمع الأهلي والجمعيات البيئية والناشطين البيئيين، لدعم اللجنة في تنفيذ مشروع غابة الأرز الكبرى وفي رفع التعديات، ورفع الحماية عن المخالفين وتطبيق القوانين منعاً لسقوط الغابة ضمن المحاصصات الشخصية، وحتى لايتم شطبها من لائحة التراث العالمي كمنظر ثقافي ومنعاً من عودة الغابة المتحف الطبيعي إلى الغابة المحطبة.
لجنة أصدقاء غابة الأرز تستنكر وتشجب الاعتداء الذي تعرّض له الرمز البيئي الصديق الدكتور يوسف طوق، عند دفاعه عن محمية غابة الأرز وغابة أرز تنورين، وتعاهده أنها ستكون إلى جانبه، كما كانت دائماً في مسيرة النضال لجعل بشري ومحيطها منطقة بيئية مشجرة ونظيفة.
لجنة أصدقاء غابة الارز اذ تهنئ مسبقا الشيخ وليم جبران طوق بحفل زفافه في غابة الأرز، وتتمنى له ولعروسه وللاهل دوام الفرح والبركة، تناشدهم فور انتهاء مراسم الزفاف والفرح الذي نرجوه عاماً ودائما، للمبادرة كما وعد الشيخ جبران طوق إلى ازالة المدرج المستحدث – المخالف – والعمل مع اللجنة والبلدية والمجتمع البيئي لتشجير هذه البقعة بشجر الأرز، بحيث يبقون القدوة الحسنة في إصلاح بيئتنا التي هي ثروتنا الوحيدة، وأننا على ثقة بأنهم سينفذون وعدهم.
وأخيراً لجنة أصدقاء غابة الأرز التي تعمل خارج الضوضاء الإعلامية، تعد جميع البيئيين، إلى أي فئة وجنسية انتموا، بأنها ستبقى الجمعية الجامعة، وسيكون انتماؤها الوحيد كما كان سابقاً لأرز لبنان وصيانته وعزته وخلوده، وبأنها ستعمل مع المخلصين وهم كثر في مجتمعها، على إزالة المخالفات من محيط الغابة وتحقيق مشروع “غابة الأرز الكبرى” ومشروع “قمم الأرز” الممتد من المكمل إلى تنورين، ليكون باكورة إعادة تحريج جبال لبنان قاطبة لتعود كما كانت منذ حوالي الفي سنة”.