بقلم: الكردينال البطريرك مار بشاره بطرس الراعي
لقد آلمتنا كما آلمت فخامة رئيس الجمهورية وكلّ اللّبنانيين جريمة الانفجار بعد ظهر أمس في ضاحية بيروت الجنوبيّة بين الرويس وبئر العبد. وقد أوقعت ما يفوق العشرين قتيلاً من المواطنين الأبرياء ومئات الجرحى وأضراراً مادّية فادحة، وطعنة مؤلمة في قلب لبنان. وما آلمنا بالأكثر أنّها وقعت في يوم عيد انتقال سيدتنا مريم العذراء بنفسها وجسدها إلى المجد السماوي، فيما كان المؤمنون يرفعون الصلوات من كلّ كنائس الأرض ولاسيّما من لبنان، ملتمسين من سيّدة لبنان السلام والاستقرار لوطننا ولبلدان الشّرق الأوسط.
إنّنا ندين بشدّة هذه الجريمة الجسيمة، سائلين العدل الإلهي أن يكفّ أيادي الأشرار ومرتكبيها ومرتكبي أمثالها، وطالبين من العدالة البشرية ضبط الفاعلين وإنزال أشدّ العقوبات بحقّهم. وإنّنا نعزّي أهالي الضحايا ونشدّد الجرحى والمتضرّرين. ونقدّم هذه الذبيحة المقدّسة من أجلهم جميعاً ومن أجل سلامة لبنان وشعبه.
2. كان من المتوقَّع أن يكون هذا الاحتفال ككلّ سنة في حديقة البطاركة مع فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، للاطِّلاع على انجازات رابطة قنّوبين للرسالة والتراث، وإزاحة الستار عن خمسة تماثيل جُدد لبطاركة موارنة، تُضاف إلى تلك التي رُفعت خلال السنوات العشر من عمر الحديقة. ولكن حداداً على ضحايا الانفجار اعتذر فخامته عن عدم الحضور وآثرنا نزع طابع الاحتفال عن هذه المناسبة. فأوفد مشكوراً معالي الوزير ناظم الخوري، وزير البيئة، لكي يمثِّله في المناسبة المقتصرة على عرض الإنجازات للمسح الثقافي الشامل في وادي القدِّيسين، وعلى القدّاس الإلهي على نية العاملين في مشروع هذا المسح الثقافي والمحسنين، ومن أجل ضحايا الانفجار، من قتلى وجرحى ومصابين ومتضرّرين، ومن أجل السلام في لبنان. نشكر حضوركم، صاحب المعالي، ونرجو أن تُعربوا لفخامة الرئيس عن قربنا منه في هذا الظرف الصعب، وعن تعازينا بضحايا الانفجار. ونسأل لفخامته النجاح في سعيه الدؤوب إلى شدّ أواصر الوحدة الوطنيّة، وإطلاق الحوار الإنقاذي الشامل بروح المصارحة والمصالحة، وتأليف حكومة جديدة تتولّى مسؤوليّات الساعة الخطيرة، بعيداً عن التجاذبات السياسيّة، الفئويّة والمذهبيّة، وإعادة الحياة للمؤسّسات الدستوريّة الأخرى، ومواجهة الأزمات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والمعيشيّة والأمنيّة.
إنّنا نناشد المسؤولين السياسيّين والأفرقاء المتنازعين الاتّعاظ من انفجار الضاحية ومن أبعاده وخفاياه. فدماء الضحايا البريئة تستصرخ ضمائرهم لكي يجلسوا كرجالات دولة جديرين إلى طاولة الحوار في ظرف يدعوهم إلى تحمّل مسؤوليّاتهم الوطنية.
ولا يكفي استنكار الانفجار وتعزية الحزانى بكلمات من الشفاه، فيما لغة العقل والقلب، أي لغة الحقيقة والمحبة، معطّلة؛ وفيما مبادرات الحلول المسؤولة مُبعدة.
3. “ارتفعتُ كالأرز في لبنان”. إنّ الاحتفال باللّيتورجيا الإلهية في ذكرى انتقال أمّنا وسيدتنا مريم العذراء بنفسها وجسدها إلى مجد السماء، يرفعنا إلى قمم الروح، تقودنا إليه كلمة الكتاب المقدّس في سفر يشوع بن سيراخ عن حكمة الله المتجسّدة بشخص يسوع المسيح، والمطبّقة على مريم أمّه التي صارت له مسكناً مقدّساً: “ارتفعتُ كالأرز في لبنان” (بن سيراخ 24: 13). إنّه لفخرٌ ودعوةٌ لنا، نحن اللبنانيين، أن تُشبَّه رفعة الحكمة الإلهية والسيدة العذراء مريم، أشرف نساء العالمين والمباركة بين النساء بارتفاع الأرز في لبنان.
أجل، فخرٌ لنا أن يقترن أرز لبنان بحكمة الله المتجسّدة في التاريخ بشخص يسوع المسيح، فادي الإنسان ومخلّص العالم، لأنّه قدّس أرض لبنان بحضوره وآياته في نواحي صور وصيدا، وأن يقترن بشخص مريم سيدة لبنان، التي كرّسنا لقلبها الطاهر وطننا لبنان وبلدان الشّرق الأوسط باحتفال رسمي كنسي ووطني في 16 حزيران الماضي. فمريم، مذ قبلت ابن الله بروحها وجسدها وصارت مسكناً له وللحكمة الإلهيّة، وبعد حياة مليئة بالنعمة والقداسة، ومميّزة بالاتحاد الكامل بشخص المسيح ابنها بالجسد، رفعتها الحكمة الإلهيّة كالأرز في لبنان، ونقلتها بالنفس والجسد إلى مجد السماء، سلطانةً على جميع القدّيسين، وملكة السماء والأرض.
وإنّها دعوة لنا، نحن اللبنانيين، أن نرتفع مثل أرزنا بالحكمة والكرامة والقيم، وأن نصمد في التضامن ووحدة العيش معاً، وسط المحن والأزمات، مثل الأرز الذي يصمد ويقوى كلّما هزّته الرياح وتراكمت عليه الثلوج.
4. من هذا المنظار الإلهي ومن منظار الافتخار والدعوة، ينبغي على اللبنانيين أن ينظروا إلى وطنهم. لقد أُعطي لبنان لهم لؤلؤة بتكوينه الجغرافي، وبمسيرته التاريخية، وبنظامه السياسي الديموقراطي التعايشي المنفتح على دول الشّرق والغرب والمميّز عنهما، بكونه متوسّطاً بين التيوقراطيّة الشّرقية والعلمانيّة الغربيّة، حتى أضحى، بتعبير للطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني: “نموذجاً للشّرق كما للغرب وصاحب رسالة تجاههما”. فلا يحقّ لأحد أن يكسر هذه اللؤلؤة بزعزعة الكيان اللبناني الموصوف في الدستور بأنّه “دولة مستقلّة حرّة وذات سيادة تامّة، وبأنّه واحد أرضاً وشعباً ومؤسّسات من دون تجزئة؛ وبأنّ الشعب هو مصدر السلطات وصاحب السيادة يمارسها عبر المؤسسات الدستورية” (المقدّمة، أ، د؛ مادة 1).
5. انطلاقاً من هذا الوصف الدستوري للكيان اللبناني، أرجو منكم معالي الوزير ممثِّل فخامة الرئيس، أن تنقلوا إليه ما أعرفه في العمق، أعني أوّلاً بطروحاته الإنقاذية ولاسيّما في خطابه التاريخي المسؤول بمناسبة عيد الجيش؛ وثانياً مطلب الشعب بأن يبادر الأفرقاء السياسيون والمفكّرون واساتذة الجامعات ورجال العلم والاقتصاد والأعمال، إلى حوار وطني مسؤول لإيجاد الحلول للقضايا المطروحة من الرئيس. يديننا ويدينهم شعبنا وأجيالنا الطالعة والتاريخ، إذا استمرّينا في حالة العجز والقصور والإهمال والتأجيل والتسويف والتلاعب بمصير هذا الوطن وكيانه وشعبه ومصيره.
أنقل، معالي الوزير، إلى فخامة الرئيس، رفض الشعب تسخير لبنان – اللؤلؤة وكيانه لمصالح شخصيّة وفئويّة ومذهبيّة، استقواء بالنفوذ السياسي أو بالمال أو بالسلاح أو بالخارج. الشعب يرفض تعطيل المؤسّسات الدستورية وعدم تأليف حكومة تتولّى مصالح الشعب والبلاد.الشعب يرفض حكومة ترعى مصالح السياسيين ومذاهبهم وأهدافهم الخاصّة، على حساب المصلحة الوطنية العليا. الشعب يرفض أن تكون حياته ومصلحته ومصيره ومستقبله رهينة لخلافات السياسيين وغاياتهم الخاصّة، الفئوية والمذهبية. إنّ مؤسّساتنا التربويّة والاجتماعيّة والاستشفائيّة، التي تحتضن اليتيم والمعوَّق والمريض والفقير والمُهمل، ترفض تقاعس الوزارات عن دفع المستحقّات المالية المتراكمة سنة بعد سنة، والتمييز المذهبي والحزبي والمناطقي في ما تدفع منها. مدارسنا المتضامنة مع هيئاتها التعليميّة التي تشكّل معها ومع الأهل أسراً تربويّة مسؤولة عن أجيالنا الطالعة وعن تأمين مستقبلها، تطالب بحقوق المعلِّمين، ولكنّها ترفض الزيادات العشوائيّة وغير المُحقّة. وترفض رفضاً باتّاً ما يُسمّى بالمفعول الرجعي، وهو ظلم مالي صارخ بحقّ الأهل والمدارس، وبدعة قانونيّة، ولا يمكن قبوله كجائزة لتقاعس الدّولة عن بتّ الأمور في حينها. الشعب يرفض تمويل سلسلة الرتب والرواتب بإضافة ضرائب جديدة عليه، وهو مرهق بالفقر والعوز، بل يطالب بإجراء جباية الضرائب والمستحقّات من جميع المواطنين وفي كلّ المناطق. الشعب يطالب بفصل الشؤون الاقتصادية عن نزاعات السياسيّين، مع ما يستدعي الإنقاذ الاقتصادي من صدقيّة وإعادة ثقة لجذب الاستثمار، ومن استقرار أمني، وفرص عمل استثمارية جديدة.
6. ترفع اليوم رابطة قنوبين للرسالة بالتراث في حديقة البطاركة خمسة تماثيل لبطاركة عظام تميّز كلّ واحد منهم بمساهمة خاصّة تاريخيّة في تكوين لبنان السياسي. إنّا، فيما نشكر للرابطة والناحتينومقدّمي التماثيل هذه المبادرة الكريمة، أعتبر مساهمات هؤلاء البطاركة خريطة طريق تسلكها البطريركية حفاظاً على هذا الوطن صاحب الرسالة والنموذج.
التَّمثال الأوّل للبطريرك يوحنا مخلوف (1608-1634) ابن إهدن، المعروف بميزتَين: الأولى أنه أرسى أُسس الكيان اللّبناني مع الأمير فخر الدين الثاني الكبير، موطِّداً علاقاته بالغرب، ومعزّزاً تعاونه مع الموارنة على المستوى الإداري والسياسي، فساد العمران في البلاد.
والثانية أنّه اهتمّ بتعزيز الثقافة والعلم فأسّس مدرسة حوقا لإعداد الأجيال الطالعة وإرسالهم فيما بعد إلى المدرسة المارونية في روما، هذه التي خرّجت روّاد النهضة العربيّة. كما استجلب من أوروبا إلى دير مار أنطونيوس قزحيا أول مطبعة سنة 1610.
7. التّمثال الثاني، للبطريرك جرجس عميرة الإهدني (1634-1644) أوّل خرِّيجي المدرسة المارونيّة في روما. حمل مع الموارنة معاناة الاضطرابات والاضطهاد والفقر والجوع وعدم الاستقرار، بالإضافة إلى كوارث طبيعيّة، وخلافات. تميّز عهدُه باثنتَين: تعزيز روابط التواصل بين الأمير فخر الدين الثاني الكبير والغرب، حتى سمّاه البابا أورباونس الثامن: “نور الكنيسة الشرقيّة”؛ ودفاعه عن الكنيسة المارونيّة وعقيدتها مع النهضة العلميّة قبل إحداثها في الشّرق.
8. التّمثال الثالث للبطريرك ضرغام الخازن الغوسطاوي (1733-1742). اقترنت بطريركيّته بحدث مؤسّس هو انعقاد المجمع اللّبناني سنة 1736 في دير سيدة اللويزه. يشكّل هذا المجمع دستور الكنيسة المارونية الذي يضمّ كلّ ما صدر قبله من تعاليم مجمعيّة وإصلاحات كنسيّة وتطوّر سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي، وأسّس لكلّ المجامع التي أتت من بعده. ويظلّ محور حياة الكنيسة المارونية تقاليدها وروحانيتها ورسالتها.
9. التّمثال الرابع للبطريرك الياس الحويك (1899-1931) من حِلتا (البترون) باني الكرسي البطريركي في الديمان، ومؤسّس معبد سيدة لبنان حريصا، ومقتني الوكالات البطريركيّة في باريس ومرسيليا وروما مع مدرستها المارونيّة، والقدس. عزّز الحياة الإكليريكيّة وأسّس جمعيّة راهبات العائلة المقدّسة المارونيّات. أبو الفقراء ورجل العناية الإلهيّة والفضيلة والصلاة. أبو لبنان الكبير والاستقلال وقد رئس الوفد اللّبناني إلى مؤتمر الصلح في باريس سنة 1919 الذي أُقرّت فيه دولة لبنان الكبير. فطالب في 2 أيار 1919 بأربعة:
أ. الاعتراف باستقلال لبنان
ب. إعادة لبنان إلى حدوده التاريخيّة والطبيعيّة بإرجاع المناطق التي سلختها تركيا عنه.
ج. معاقبة مقترني المظالم والمحرّضين في لبنان من قِبل السلطات التركمانية، مع التعويضات المتوجبة على تركيا، لإعادة لبنان إلى عمرانه وكثرة سكّانه.
د. التماس الانتداب الفرنسي للفترة الانتقالية.
9. التّمثال الخامس للبطريرك أنطونيوس خريش (1975-1986) ابن عين ابل. حمل أوزار الحرب اللّبنانية التي اندلعت في بداية عهده وأسّس كاريتاس – لبنان كجهاز اجتماعي وإنمائي للكنيسة. واجه الأحداث بحكمة وواقعيّة وبُعد نظر، لِما له من خبرة ومعرفة ونظرة ثاقبة وموضوعيّة للأمور. وقاد المشاريع الإصلاحيّة الدستوريّة، مع تحصين الميثاق الوطني والنظام والكيان وحياد لبنان وصونه من كلّ تبعية ومن كلّ تدخّل من أي دولة في شؤونه الداخليّة.
10. هؤلاء البطاركة الخمسة تعاقبوا على أربعة قرون: السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرين. لقد ساروا على خطّ واحد مثل أسلافهم بالمحافظة على الأغليَين: الإيمان المسيحي الصافي والموحّد، ولبنان بميثاقه وكيانه القائم على الوحدة والسيادة والاستقلال، بعيداً عن التبعيّة لأي دولة في الشّرق أو في الغرب. هذان الأغليان هما دائماً قبلة نظرنا وهدف سعينا ومن ثوابتنا الأساسيّة في البطريركيّة المارونيّة.
11. في هذا اليوم الدامي من حياة لبنان، أودّ أن أوجّه نداءً إلى الإخوة المسلمين في لبنان وبلدان الشّرق الأوسط. نعيش معاً، مسلمين ومسيحيّين، منذ ألف وأربعماية سنة. حضورنا معاً ليس عارضاً بل تاريخيّاً: بنينا ثقافة مشتركة وأوطاناً أغنيناها بالقيم الإسلاميّة والمسيحيّة، الروحيّة والأخلاقيّة والإجتماعيّة، وأطلقنا عروبة قائمة على الإنسان وكرامته وحقوقه؛ وسهرنا معاً على مصيرنا الواحد المشترك. يؤلمنا جدّاً وفي صميم القلب أن تتقاتلوا فيما بينكم، وتهدموا أوطانكم وحضارتكم وثقافتكم بأيديكم، خدمة لأعدائكم، وتنفيذاً لمشاريع مرسومة في الخارج لهدم أوطانكم، وهدر ثرواتكم وسلبها ووضع اليد الغريبة عليها. نحن كمسيحيّين شركاء في المواطنة والثقافة والمصير، نرفض المسّ بقيم الإسلام الذي تشاركه المسيحية من جهتها في عبادة الله الواحد والتسليم لإرادته والخضوع لدينونته والإيمان بالآخرة وبالثواب والعقاب، ويشارك الإسلام مسيحيتنا من جهته في تكريم ربّنا يسوع كنبيّ مميّز، وتكرّم مريم العذراء أمّه كأشرف نساء العالمين (الكنيسة في الشّرق الأوسط، 23-24). “فتعالوا إلى كلمة سواء”.
12. أرموا، أيّها الإخوة، السلاح المستورد. فلستم ولسنا من مستهلكي سلاح الغرباء. وليست حضارتكم وحضارتنا القتل والدمار، بل تعزيز الحياة البشرية وبناء مدينة الأرض على قيم السماء. حضارتنا المشتركة تأبى التخاطب بالسلاح والعنف والإرهاب. لقد وهبنا الله عقلاً وقلباً ولساناً لكي نتحاور بلغة الحقيقة والمحبة والعدالة، ونجد السبل للبناء وحلّ النزاعات.
صلاتنا اليوم إلى الله أن يمسّ ضمائرَ الجميع. فدماءُ الأبرياء الذين سقطوا بالأمس وقبلُ على أرضنا، ويسقطون كلّ يوم على أرضه في سوريا ومصر والعراق، تصرخ إليه وتطلب عدالة وسلاماً ومحبة على الأرض. استجب يا ربّ صراخهم وصراخنا. لك المجد أيّها الآب والابن والروح القدس إلى الأبد، آمين.
************
(*)العظة التي ألقاها البطريرك الراعي في القداس التضامني مع شهداء انفجار الضاحية، عاونه فيه المطرانان بولس صياح ومارون العمار، بعدما ألغى الأنشطة الاحتفالية لحدبقة اابطاركة التي كانت مقررة في 16 أغسطس/آب، في حضور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان.
كلام الصور
1- البطريرك الراعي أثناء الاحتفال بالقداس الإلهي
2- البطريرك الراعي يلقي وعطته
3-4- البطريرك والمطرانان الصياح وعمار أثناء القداس