الكاتب ابراهيم الحارثي
عندما نتحدث عن عادل البطوسي يجدر بنا أن نضعه ضمن أجمل كتاب النص المسرحي الشعري العرب، و لعل العام
الماضي كان هو العام الأكثر جمالا للبطوسي لفوز نصه بجائزة المركز الأول في مسابقة الهيئة العربية للنصوص المسرحية لفئة الكبار.
البطوسي صاحب لغة جميلة ونفيسة و يعي تماما كيف ينطلق في مساحاته المختلفة ليصنع الدهشة بحرفية وإتقان.
انتهى الأستاذ عادل من مشروعه الذي جاء بعنوان ” ياراجويا” والذي سيصدر قريبًا عن “دار البطوسي للكتاب” وتم تسجيله في دار الوثائق والكتب القومية، ليكون أول نصٍ مسرحي منودرامي شعري مزدوج، بهذا يكون المسرح العربي بأسره على مشارف مشروعين مهمين جدًا، مشروع ثنائية العرض المزدوج عند ميثم السعدي وتطبيقها على خشبة المسرح، ومشروع العملية الإبداعية في كتابة النص المسرحي المنودرامي الشعري المزدوج.
“ياراجويا” يحمل فلسفة مختلفة، ولغة عميقة وأحداثاً درامية مدهشة، ولمن يحب قراءته سيصله النص بعد عملية الطباعة مباشرة.
تجربة مثيرة قام بها البطوسي في “ياراجويا”، وما يجعلني سعيدًا أنني كنت مواكبًا لهذا المشروع، وأطلعني الأستاذ عادل البطوسي على العديد من الأمور التي جذبتني لأتأمل هذا الجهد المثير.
مسرحنا العربي ينطلق لمساحات أرحب، يذهب للبعيد صوب السماء الثامنة، يحقق أهدافه بشكل متصل ومنضبط ومركز ورائع.
ثورة حديثة يقوم بها الكتاب و المخرجون للوصول إلى ما بعد المحطات التي وصل إليها النص والإخراج المسرحي.
أظن بأننا على مشارف محطة ما بعد الحداثة ، وسنحقق من خلال هذه التجارب الرائعة ما يجعل المرحلة القادمة مختلفة ومميزة.
البطوسي في “ياراجويا” سيحدث ثورة في العملية الإبداعية لكتابة النص المسرحي المنودرامي. أثق تماما من ذلك.