اختتم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الخميس 4 سبتمبر، أنشطة السنوية الحادية عشرة لحديقة البطاركة، التي تنظمها “رابطة قنوبين للرسالة والتراث” في الديمان، وترأس القداس السنوي في واحة جورج افرام للتأمل والصلاة، في حضور الرئيس ميشال سليمان، النائب فريد الخازن، وليام مجلي ممثلا نائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق عصام فارس، قائد الدرك العميد الياس سعادة، رئيس رابطة قنوبين نوفل الشدراوي وقيادات وحشد من هيئة أصدقاء الوادي المقدس في رابطة قنوبين.
وبدأت فعاليات الانشطة على وقع الاناشيد الوطنية من فرقة موسيقى حدث الجبة، ودشن الراعي والحضور أول مركز استقبال عصري للوادي المقدس من بوابة حديقة البطاركة، أقامته رابطة قنوبين بالتعاون مع شبيبة كاريتاس لبنان. ثم وضع الحجر الأساس لمبنى معرض الوادي المقدس تقدمة جوزف غصوب، فحجر الأساس لمبنى متحف الوادي المقدس تقدمة سليم الزعني. ثم انتقل والحضور سيراً على الأقدام إلى داخل حديقة البطاركة، حيث أزاح الستارة عن تمثالي البطريركين طوبيا ويوسف راجي الخازن تنفيذ رودي رحمه تقدمة النائب فريد الخازن، وتمثال البطريرك يوحنا الحاج تنفيذ نصري طوق تقدمة المحامي ميشال الحاج. بعد ذلك كرس الراعي غرفة سكرستيا جديدة للأنشطة الروحية في الحديقة تقدمة فادي رومانوس.
وعرض أمين النشر والاعلام في رابطة قنوبين الصحافي جورج عرب أبرز ما حققته الرابطة خلال سنة من برامج مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس، وما هو قيد الإعداد للتحقيق خلال سنة مقبلة.
القداس الإلهي
ثم ترأس الراعي القداس الإلهي يعاونه المطرانان مارون العمار وحنا علوان والمونسينيور جوزف البواري والكاهنان حبيب صعب وخليل عرب.
وبعد الانجيل ألقى عظة شكر فيها كل الخيرين الذين اعطوا للحديقة من مالهم ووقتهم وفنهم، وتناول سيرة حياة البطاركة الثلاثة الذين ازيحت الستارة عنهم، وقال: “نحن في لبنان بحاجة إلى الإنجيل للاستمرار في حياتنا اللبنانية، وعلينا الحفاظ على هذا الكنز، رغم ما نعيشه من ظروف صعبة، ونتمنى على الذين يتعاطون الشأن العام ان يعوا حقيقة ما يحصل. فنحن نعاني من الفساد في الإدارة، والرشوة، وسلب المال العام، وهدر الأموال، كما أننا محرومون من رئيس للبلاد، وهذا يشكل وصمة عار في جبين الوطن وطعنة للشعب اللبناني وكرامته، وكرامة البلاد، خصوصاً في ظل ما نعيش من ظروف صعبة واوضاع مقلقة في الشرق الأوسط.
“المدرسة المجانية والتجرد في كل عمل اجتماعي، إنما يأتينا من كلام الرب وجسده ودمه. إن الخبز هو يسوع الذي قال: أنا الخبر النازل من السماء.
نحن نحتفل بهذا القداس ذاكرين بطاركتنا الذين خدموا كنيستنا ووطنا، والذين أنهوا رحلتهم على وجه الأرض، وكانوا مثالا لنا في المجانية والتجرد والعطاء. ونقدم هذا القداس على نية كل من لبوا دعوة رابطة قنوبين، وأقاموا هذا المكان الجميل المقدس.
اللبنانيون يحبون الكرم والعطاء والضيافة، وكل الأجانب يحبون لبنان لأنهم رأوا فيه قلوبا سخية وحرارة في التعامل. ونحن نريد أن نحافظ على مجانية العطاء والتجرد بالعطاء رغم كل شيء.
نعاني الكثير من الفساد في الإدارة ومن الرشوة ومن سلب المال العام ومن الهدر من دون حساب، فحرماننا من رئيس الجمهورية، إنما هو طعنة في صميم كرامتنا، ونحن نأسف لحرماننا من الرئيس من أجل بعض الحسابات الشخصية.
ليخرج الجميع من الحسابات الضيقة، والسياسات الخاطئة، ولهذا فإننا نصلي من اجلهم لكي يحافظوا على الثقافة اللبنانية، ثقافة العطاء بدون مقابل، والتجرد في الخدمة العامة، كما نصلي ليحل الله بقلوب كل المسؤولين عندنا، والنواب ليعرفوا فرح العطاء، ويعطوا هذا الشعب ما يفرح قلبه عبر انتخاب رئيس للجمهورية، فلا يعود الشعب مقهورا، يتظاهر كل يوم يصرخ ويبكي للحصول على مطالبه المحقة.
نحيي الرئيس ميشال سليمان على كل عطاءاته ونعرف أنه في صميم قلبه مجروح كما الشعب، لأنه لم يسلم الأمانة لأحد، وهذا غير مقبول ولا يجوز استمراره، وعلينا إعطاء الناس الفرح بانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
حجرانيات الوادي
وتلا القداس العرض الاول لفيلم “جدرانيات الوادي المقدس” للمخرج ميلاد طوق تقدمة نوفل الشدراوي، تقديم النسخة الأولى من الفيلم والتقديرات التي حصلت عليها رابطة قنوبين للرسالة والتراث لسلسلة أفلام الوادي المقدس من مراجع محلية وأجنبية الى الراعي، وتوزيع الفيلم على الحاضرين، تقديم الجزء الثاني من ثلاثية “مغاور الوادي المقدس” الصادر بست لغات لجورج عرب تقدمة وديع العبسي، تقديم النسخة الاولى المذهبة إلى الراعي، وتوزيع الكتاب على الحاضرين.