“منطق الطير” لميراي قصار في “غاليري أجيال”… أشكال وتجارب تستكشف روح الطبيعة

min maarad mireille kassar“منطق الطير” عنوان المعرض الذي تنظمه “غاليري أجيال” للفنانة ميراي قصار (21 أيار- 6 تموز)، يتضمن مجموعة أعمال تندرج ضمن سلسلتها الأخيرة “مناظر طبيعيّة” التي تستكشف فيها مناظر طبيعية في مساحتها الحقيقية من دون أن تكون موضوعاً للرسم. ضباب، سحابة، بخار، رذاذ البحر، مساحات على اللوحة، من المناظر الطبيعية  يرتفع زبد أسود من البحر المضطرب،  يتحرك الماء بتكاسل، ينظم نفسه في تيارات السحب الداكنة الشاملة في السماء ليلا. هناك الشفق القطبي، الرمال، الانجرافات، الأشجار يتم استصلاحها، أشكال الطبيعة تلتقي وتتفرق، هي هيئات مثل الأجسام، مثل الأغصان، مثل الأنهر، مثل الأرض…min maarad mireille kassar 2

أحد هذه الأعمال يتكوّن من طبقات من الورق تلتصق ببعضها، تغتسل مع الظلال الشاحبة من الرمادي والبني الداكن المائي.  بعض هذا الورق رطب وسحب من طيات قاسية،  ومن مسار الخام، وترك شظايا تتكوّم في أعقابها. هنا وفي أماكن أخرى يكشف الورق مساحته، فهو ليس مسطحاً تماماً، لكنه جسم  مرن يمتص القوة والمحاصيل وأحياناً يحدق في هذه اللوحة.

تعمل ميراي قصار ليس مع استعارات الأرض، فهي الأرض، مطوية، تتنفس الجبال، تتدفق مجاري المياه في الأنهار، وتمتد إلى كل من حولها من اختلافات لا تحصى . في أعمالها يبدو الوقت بطيئاً ويساعد على الشعور بسطح الأرض، بالانحناءات والتدفقات في أشكال جديدة وتجربة جديدة، وتكشف الثقوب نسيجاً من الورق تسمح للمشاهد بأن يشعر بمعاناة الأرض. min maarad mireille kassar 1

كتب لايبنيز إن كل كائن هو روح مطوية، ليس البشر فقط والحيوانات، بل نباتات تنبض بالروح وتتفاعل مع العالم، النفوس لا تموت، إنها في الأشجار في الكتان والقطن وأوراق التوت. تختار ميراي قصار مجموعة من الأوراق، تبرز كل واحدة كيف أن الأرواح تظهر، كيف تواجه كل هذه النفوس بعضها البعض.

 تخضع كل ورقة للخبرة، هي يد الفنان وعيونه وأفكاره، الفنان هو واحد مع الموقع والطلاء والورق، إنها “التعبير عن الذات”، هذه الأعمال صريحة، وتتحرك المشاعر في  كل لقاء بين الفرشاة والورقة.  ثمة إغراءات متبادلة بين الفرشاة والحبر، وتدعو المياه والورق بعضها البعض للكشف عن صفاتها. ومن جميع هذه اللقاءات، تنشأ كيانات جديدة، تمتد وتتبادل الخبرات مع كل هذه الكائنات الأخرى.

ولدت في لبنان عام 1963، تلقت ميراي قصار دروسها في باريس وحصلت على شهادة  في “المعهد الخاص للفنون الجميلة” في باريس وعلى ديبلوم دراسات عليا في الفنون في جامعة السوربون في باريس. يشكل الرسم والموسيقى حجر الزاوية في ابحاثها الفنية.  طورت قصار أعمالا فنية منوعة من اللوحات والرسوم والأفلام والكتابات والتجهيز. أقامت معارض منذ 1996 في برشلونة، كوبنهاغن، تورنتو، باريس، وغلاسكو وفي أنحاء العالم…

كلام الصور

1-2-3 لوحات من المعرض

اترك رد